حزب الله: الحلّ في يد الحريري… وبرّي: الحلّ عند رئيس الجمهورية!

يمارس الثنائي الشيعي في لبنان سياسة الضغط على جميع القوى من أجل اضعاف الخصوم والحلفاء، لتمرير أغلبية مريحة لحركة أمل وحزب الله في الحكومة القادمة، ولكن من جهة اخرى يحمّل الثنائي مسؤولية التعطيل الحكومي لرئيسي الجمهورية والحكومة، وذلك رغبة في ممارسة المزيد من الضغوطات عليهما.

أكدت مصادر قيادية في ​حزب الله​ لصحيفة “الجمهورية” انّ “كرة الحل في موضوع ​الحكومة​ هي في يد رئيس الحكومة المكلف، وليس أي طرف آخر. وسبق لنا ان أبلغنا الجميع من دون استثناء اننا لسنا الجهة المعنية بحل مسألة تمثيل نواب اللقاء التشاوري في الحكومة، وهناك من كان وَفياً لحلفائه حتى آخر لحظة، وهناك من سعى الى إرضاء حلفائه حتى آخر رمق، ونحن من جهتنا أشد الأوفياء لحلفائنا ولن نتراجع عن ذلك على الاطلاق مهما طال الزمن”.

بالمقابل أكدت مصادر معنية بملف الحكومة أنّ “المسألة لم تعد مسألة رفض رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري توزير سنّة 8 آذار في الحكومة على حساب تيار المستقبل، بل انّ الحريري يرفض أصل ومبدأ توزير هؤلاء النواب في الحكومة، على اعتبار انه يرفض ان يشكّل سابقة تمثيل كتلة مُفتعلة يريد من خلالها حزب الله اقتناص مقعد وزاري بطريقة التحايُل”.

كما رأت مصادر قريبة من ​حزب الله​ في كلام كلّ من ​الرئيس ميشال عون​ ورئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ حول تمثيل النواب ​السنة​ المستقلين “شيئاً من التقدم”، مؤكدة في حديث إلى “الأخبار: أن “الحزب لن يتدخل ولن يفاوض أحداً”.

اقرأ أيضاً: عبد الرحيم مراد لـ«جنوبية»: كلام وهاب مرفوض، والحريري لم يكن ميثاقيا

واشار مصدر وزاري سبق أن انخرط في اتصالات إزالة العقد من أمام تأليف ​الحكومة​ في الأشهر الماضية لـ”الحياة” لإلى إن “متابعة تدرج الأمور منذ بدء العمل على تأليف الحكومة في أواخر شهر أيار الماضي يظهر أن ​لبنان​ أمام مشكلة وأن “​حزب الله​” يسعى إلى التحكم بتركيب السلطة ضمن خطة مدروسة اعتمدها خلال المرحلة الماضية. فصمته خلال معالجة عقد التأليف لم يكن عن عبث، فهو ترك حليفه رئيس “​التيار الوطني الحر​” الوزير باسيل، يقوم ببعض ما يخدم أهدافه لجهة التأثير في ملف التمثيل الدرزي فانتهى الأمر بدفع جنبلاط إلى التنازل عن مطالبته بحصر هذا التمثيل في من يسميهم حزبه أي الوزراء ​الدروز​ الثلاثة، لمصلحة تمثيل وزير ثالث. وبهذا تحكم الحزب بصيغة التمثيل الدرزي، مضيفا :”الحزب ترك أيضا لحليفه “التيار الوطني الحر”، ضمن خطة مدروسة، أن يتحكم بالتمثيل المسيحي بحيث يضرب تمثيل حزب “القوات اللبنانية” بالاستناد إلى نجاحه السابق بفرض مرشحه لرئاسة الجمهورية. ففي الحكومة حقق الحزب ما يريده لجهة تحجيم تمثيل “القوات” بعدما أدى ضغط أزمة التأليف على مدى 5 أشهر إلى تراجع رئيس القوات ​سمير جعجع​ عن مطالبه الوزارية. والآن يعمل على حسم ملف التمثيل السني لمصلحته عن طريق تعليق إعلان الحكومة طالما لا تضم حلفاءه السنة”.

ورأى المصدر أن “حزب الله” يكرس بهذا السلوك المبدأ الذي يقول أن حارة حريك حلت مكان عنجر في صوغ التوازنات داخل السلطة السياسية وبات الشريك الرئيسي في تأليف الحكومة، معتبرا ان “إذا كان المخرج بتعيين سني يرضى عنه الحزب، من حصة ​رئيس الجمهورية​ يكون الأخير قد انكسر أمامه، وإذا جاء الوزير السني هذا من حصة رئيس الحكومة المكلف، يكون الأخير قد انكسر”.

وشدد المصدر على أن “الحزب يمسك بالقرار في البلد بهذه الطريقة في ظل اضطرار ​الرئيس ميشال عون​ إلى مراعاته، وعدم استعداد رئيس البرلمان ​نبيه بري​ إلى معاكسته”.

بري: الحل عند رئيس الجمهورية

أجاب رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ على سؤال حول المطلوب لمعالجة المرض الحكومي بعد استفحال العقدة السنّية، بالقول:”وفق المنطق، أعتقد انّ الحل عند رئيس الجمهورية”.

اقرأ أيضاً: حزب الله يحضّر «طبخة البديل».. والحريري يطفئ النار تحتها!

وكان بري قد أبلغ الى المعنيين انّه و​حزب الله​ واللقاء التشاوري ليسوا في وارد التراجع عن مطلب تمثيل السنّة المستقلّين، ولا رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ يبدو انّه في وارد التنازل، بعد الذي سمعه من الطرف الآخر، وبالتالي فانّ ​الرئيس ميشال عون​ قد يكون الأقدر على المبادرة في اتجاه معالجة العقدة السنّية.

ولفت بري في حديث صحافي الى ان “الحريري لم يسألني رأيي حول استقبال نواب اللقاء التشاوري، ويبدو انّ بعض المحيطين به قد تكفلوا بالأمر”، مضيفا: “ليس المهم اللقاء في حد ذاته، بل النتيجة، وسواء انعقد أم لا، أنا أدعو رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف الى ان “يحلّوها” بحيث يتم اختيار وزير من بين النواب الستة، حتى ننتهي من هذه المراوحة، لأننا لم نعد نملك ترف الانتظار”.

السابق
بعد موقفه الداعم للحريري…ريفي يدعو الى ختم جروح الماضي
التالي
الفقيه إذا أصاب فله أجران وإذا أخطأ فله أجر واحد