لا ضمّ وفرز من دون بديل عن «تخطيط ايكوشار» في صيدا

مخطط ايكوشار
في جلسته المنعقدة بتاريخ 12 أيار 2016، أصدر مجلس الوزراء اللبناني مرسوماً حمل الرقم 3511 يتعلق بتحديد منطقة ضم وفرز عام في منطقتي الوسطاني والدكرمان العقاريتين في صيدا.

ونص المرسوم أنه أتى بناء على قرارات بلدية صيدا رقم 92 تاريخ 14/5/2013 ورقم 216 تاريخ 11/12/2013 ورقم 163 تاريخ 15/11/2014 ورقم 90 تاريخ 10/6/2015، وبناء على قرارات المجلس الأعلى للتنظيم المدني المتخذة بتاريخ 17/7/2013 وبتاريخ 17/9/2014 وبتاريخ 7/1/2015 وبتاريخ 8/6/2015. ونصت مادة المرسوم الأولى على ضم وفرز العقارات وأقسام العقارات الواقعة ضمن منطقتي الوسطاني والدكرمان العقاريتين، على أن تعتبر الأشغال العائدة لمشروع ضم وفرز العقارات المشار إليها في المرسوم من المنافع العامة.

ضمت لائحة العقارات في منطقة الوسطاني 288 عقاراً وقسماً، وفي منطقة الدكرمان 61 عقاراً وقسماً،ووفقاً للمرسوم 70/83 الذي حدد مهام لجنة الضم والفرز، كلف القاضي جمال الحجار بالإشراف على أعمال الضم والفرز وفقاً للقرار 452 تاريخ 21/4/2010.

غاب عن ذهن المسؤولين وجود تخطيط في المنطقتين العقارتين المذكورتين والتي يبلغ مساحة العقارات فيها 1200 دونم ،وهو التخطيط الذي يعرف بمشروع ايكوشار المقترح منذ عام 1967، ويقترح التخطيط المذكور إقامة طريق سريع يصل إلى أقصى الجنوب. وهو يقع شرق خط سكة الحديد ويحاذيها.

اقرأ أيضاً: الأملاك العامة في صيدا إلى زوال

ومن يراقب العقارات المذكورة يجد أن معظمها أراض طولية كما يمكن ملاحظة أن بعض بنايات التعمير في منطقة الدكرمان أقيم على أراض يمر فيها التخطيط المذكور.

منذ تاريخ مرسوم الضم والفرز والهيئات المعنية تدور في حلقة مفرغة، إذ لا يمكن إجراء هذه العملية من دون إبعاد تخطيط ايكوشار عن المنطقة المذكورة. ولكن جرت محاولات لتقديم اقتراحات للضم والفرز منها ما اقترحه المهندسان مصطفى فواز و حبيب الدبس. ومؤخراً كلف مجلس الإنماء والإعمار مكتب نزيه طالب وشركائه لاقتراح مخطط بديل للتخطيط الموجود، وكان المقترح ينطوي على قسمين يتعلق القسم الأول منه بإنشاء نفق تحت الأرض بعمق 60م وبطول 3 كلم تقريباً من دون أي مخارج، أما القسم الثاني الذي يبلغ طوله 3 كلم أيضاً فهو عبارة عن جسر معلق.

هذا الطريق المقترح يمر ببلدات بقسطا، البرامية، الهلالية حارة صيدا وصيدا، لكن هذا الاقتراح لم يحظ بموافقة فعاليات المدينة وبلديات المنطقة ما دفع بلدية صيدا إلى رفضه والعودة إلى نقطة الصفر، كما أن بعض فعاليات المدينة اعتبرت أن الرؤية التي حكمت اقتراحات مشاريع الضم والفرز هي استراتيجية فرز عقاري وليست تنظيما مدينيا يخدم مدينة صيدا وعلاقتها بالمحيط.

من جهة أخرى يسعى بعض أصحاب الملكيات الكبيرة لإخراج أراضيهم من منطقة الضم والفرز ومنها بستان الشيخ ومنطقة الكنايات، ويشير رئيس البلدية محمد السعودي إلى أصحاب عقارات أخرى يسعون لإخراج ملكياتهم أيضاً من التخطيط المذكور اعتماداً على مرور الزمن، إذ مضى أكثر من 30 عاماً ولم ينفذ مشروع تخطيط الكيوشار.

ويعلق أحد المهندسين الناشطين قائلاً: لا يعود لمشروع الضم والفرز أي معنى إذا أخرجت منه الملكيات الكبيرة،ويقول السعودي: لا إمكانية لتنفيذ الضم والفرز إذا لم نتوفق بمشروع لإبعاد التخطيط الموجود في المنطقتين المذكورتين.

اقرأ أيضاً: سندات التمليك في «التعمير» بين سهولة الطرح وصعوبة التحقيق

ويستغرب المهندس الناشط عجز بلدية صيدا والفعاليات الهندسية ومهندسي المدينة عن إيجاد بديل عن التخطيط الموجود ورفع الضرر عن المدينة والنظر إليها عبر رؤية حداثوية للمدينة دورها، وعلاقتها بالمحيط بديلاً من النظر إلى مشروع الضم والفرز كمشروع لرفع نسب الاستثمار.

ولكن هل البدائل متوفرة؟ يجيب المهندس المذكور نعم هناك بديل موجود وخريطته مرسومة، إنه المشروع الذي قدمه المهندسان أديب البزري و بهاء البساط وهو طريق في الوديان يدور حول بقسطا، مجدليون والمية ومية شرق مدينة صيدا وصولاً إلى سينيق، وهي طريق قد تكون أطول لكنها أسهل للتنفيذ وأقل كلفة.

هل تتابع بلدية صيدا الموضوع مع فعاليات المدينة أم تضعه على الرف بانتظار المجهول؟

السابق
الفنان عادل أمين في ذمة الله
التالي
تغريبة وطن: من عين التوت فبيروت إلى ديترويت