هبة السلاح الروسي المرفوضة: اختبار فاشل للنفوذ الروسي

مساعدات عسكرية للجيش اللبناني
قبل أيام رفض لبنان استلام هبة أسلحة وذخائر مقدّمة من وزارة الدفاع الروسية، تضم ملايين الطلقات متعددة العيارات لبنادق رشاشة ومتوسطة يبلغ ثمنها أكثر من 5 ملايين دولار، إضافة إلى أعتدة وصواعق ومتفجرات، بذريعة أن الأعيرة المقدّمة لا تتناسب مع الأسلحة التي يستخدمها الجيش اللبناني، والتي تتطابق مع أعيرة حلف الناتو.

بعد أن خسر لبنان جراء الأزمات السياسية أكبر مساعدة عسكرية في تاريخه، وهي هبة الـ “3 مليارات دولار” التي كانت السعودية قد قدمتها للجيش اللبناني عام 2013 لشراء الأسلحة من فرنسا، رفض لبنان اليوم بعد أشهر من المماطلة الحصول على هبة سلاح روسية لأسباب تقنية كما أعلن.

قبل أيام رفض لبنان استلام هبة أسلحة وذخائر مقدّمة من وزارة الدفاع الروسية، تضم ملايين الطلقات متعددة العيارات لبنادق رشاشة ومتوسطة يبلغ ثمنها أكثر من 5 ملايين دولار، إضافة إلى أعتدة وصواعق ومتفجرات بذريعة أن الأعيرة المقدّمة لا تتناسب مع الأسلحة التي يستخدمها الجيش اللبناني، والتي تتطابق مع أعيرة حلف الناتو.

وأتى التبرير التقني اللبناني عبر رسالة رسمية وصلت إلى الملحقية العسكرية الروسية في بيروت، وذلك بعد أشهر من مماطلة اصطدمت بعوائق عديدة ساهمت في تأخير وصول الهبة التي كان من المقرر وصولها بداية شهر حزيران الماضي، لتنتهي الصفقة برفض كامل وذلك لأسباب تقنية كما قيل.

ويرى متابعون أن سبب الرفض اللبناني ليس تقنياً، فالجيش يملك الآلاف من بنادق كلاشينكوف الروسية ورشاشات PKS المتوسطة، وبالتالي فالجيش يحتاج هذه الذخائر، إنما التزامات الجيش اللبناني تجاه المجتمع الدولي والمساعدات العسكرية الأميركية التي يحصل عليها كل عام هي الأسباب المنطقية التي جعلته يرفض الهبة الروسية.

من جهته أكد النائب عن حزب القوات اللبنانية والمحلل العسكري العميد المتقاعد “وهبي قاطيشا”في حديث لـ “جنوبية” أن “لا خلفيات سياسية لرفض لبنان للهبة الروسية”.

وهبي قاطيشا

وقال: “الجيش لا يرفض أي إعانات عسكرية ممكن أن تقدمها أي دولة أجنبية، إنما إن لم تكن هذه الإعانات تتلائم مع استخدامات الجيش اللبناني العسكرية التي يستخدمها منذ نحو 50 عاماً بنظام قتالي معين فلا يمكنه ان يأخذها”.

أضاف: ” الجيش لا يمكنه أن يستوعبها ويستخدمها لذلك فإن الرفض ليس سياسياً وليس عسكرياً وأعتقد أن الجيش أجاب على هذا الموضوع بطريقة أفضل”.

ولفت أن “الأسلحة الشرقية تختلف عن الاسلحة الغربية وكذلك أنظمتها، ولذلك يرفضها الجيش لأنه يعتمد على الأسلحة الغربية”.

وعن تأخير الرد اللبناني على روسيا، أشار قاطيشا إلى أن “موضوع التأخير بالرد يتعلق بقيادة الجيش اللبناني، فقد يكون سبب التأخير القيام بدراسة للصفقة، ولا يمكن لأحد أن يجيب عن سبب التأخير إلا قيادة الجيش”.

وفي هذا الإطار أشارت مصادر متابعة إلى أن”جيش الكيان الصهيوني عدو لبنان الأول يملك أكبر ترسانة أسلحة غربية في المنطقة، ويحافظ على قدر معيّن من الأسلحة الشرقية في مستودعاته يضاهي ما تملكه بعض الدول العربية، وهناك الكثير من الجيوش التي تملك أسلحة غربية وأخرى شرقية”.

اقرأ أيضاً: طائرة امريكية تهبط لاول مرة في مطار حامات حاملة مساعدات للجيش

ورأت هذه المصادر أن”سبب رفض لبنان للهبة العسكرية الروسية هي العلاقات العسكرية بينه وبين الولايات المتحدة الأميركية والتي على ما يبدو تفرض على لبنان التزامات عسكرية نحوها، لناحية حصر تسليح الجيش بها ومنعه من تلقي أي هبات أخرى”، متسائلة عن سبب “زيارة وزير الدفاع يعقوب الصراف إلى موسكو في العام الماضي وعرضه لحاجات الجيش إن لم يكن قرار اليوم سياسياً”.

لا بد أن الرد اللبناني فاجأ العاصمة الروسية موسكو الطامحة إلى أن تتحول إلى الدولة التي تملك النفوذ الأكبر في المنطقة والتي بإمكانها أن تفرض على الجيوش تغيير وجهة التسلح والركون إلى شراء السلاح الروسي، ولكن المؤشرات تقل إن زمن النفوذ الروسي لا يزال ينتظر نضوج عدة صفقات كبرى في سوريا وفي المنطقة قبل أن يتبلور.

السابق
مخطط إسرائيلي لاغتيال نصرالله يمهد لعودة الاغتيالات في لبنان
التالي
سرحال لوهاب: حاضرك في السفالة حافل وتاريخك في العمالة طبلٌ هادر!