مخطط إسرائيلي لاغتيال نصرالله يمهد لعودة الاغتيالات في لبنان

اغتيال
التهديدات الإسرائيلية جاءت على لسان قائد الوحدة 300 "برعام" المتمركزة على الحدود الجنوبية وعي ليفي، الذي قال بوجوب البحث بإمكانية اغتيال نصرالله، فهو يعتبر أنّ "شخصية وتجربة نصر الله العسكرية حوّلته إلى مركز ثقل، وبالتالي فإن استهدافه يمس كامل تنظيمه من كبار القادة إلى أصغر جندي " مما يؤدي لتضرر الروح المعنوية للحزب.

بعد الدعوات الإسرائيلية مؤخراً لضرب لبنان وتوجيه ضربة استباقية لحزب الله قبل ترميم قواه عند عودته من سورية، تبرز اليوم دعوات إسرائيلية تستهدف تهديد قيادات الحزب بالاغتيال في المواجهة المقبلة، وعلى رأسهم الأمين العام حسن نصرالله. فما هي الرسالة الإسرائيلية من وراء إثارة هذا الموضوع مجددا؟

التهديدات الإسرائيلية جاءت على لسان قائد الوحدة 300 “برعام” المتمركزة على الحدود الجنوبية وعي ليفي، الذي قال بوجوب البحث بإمكانية اغتيال نصرالله، فهو يعتبر أنّ “شخصية وتجربة نصر الله العسكرية حوّلته إلى مركز ثقل، وبالتالي فإن استهدافه يمس كامل تنظيمه من كبار القادة إلى أصغر جندي ” مما يؤدي لتضرر الروح المعنوية للحزب.

التهديد باغتيال نصرالله ليس جديدا، حيث جرت محاولة لاغتياله في صيف 2006 في بيروت، وفي عام 2014، كُشف عن محاولات عديدة لاغتياله ما جعله يكثّف إجراءاته الأمنية أكثر عبر تقليل الظهور العلني أمام الجماهير، وتدريب فريق أمني مهمته الوحيدة حمايته عند ظهوره في التجمعات أو المناسبات، إضافة إلى ما يتم تناقله حول وجود أنفاق يتم نقله عبرها، كما سبق أن نشر تقريرعام 2011، يفيد بتغيير نصرالله لمكان سكنه السري من الضاحية الجنوبية في بيروت إلى مكان آخر خاضع لحراسة مشددة.

اقرأ أيضاً: لماذا تتهم اسرائيل حزب الله بحيازة صواريخ ومنشآت نووية؟

من هنا، فإن اثارة الموضوع مجدداً اليوم، وخصوصاً بعد الرسائل المتبادلة بين الطرفين عن جهوزيتهما التامة لأي حرب وشيكة، وبعد بروز معطيات إقليمية تحذر من قرب المواجهة، يأتي في إطار توجيه رسالة إسرائيلية للحزب مفادها أن أي حرب جديدة ستُعرّض قياداته لخطر مباشر لا سيما رأس الهرم، المتمثل بنصرالله.

وتقول الرسالة الإسرائيلية إن حزب الله لن يستطيع الاستفادة من أي حرب ستقع بينه وبينها، لأنها ستحرص على محاربته ليس من خلال ارتكاب مجزرة عامة في لبنان تدفع المجتمع الدولي إلى الضغط لإنهائها سريعا، ويمكن أن يخرج الحزب بعدها رافعا إشارات النصر على الرغم من الخراب الذي سيصيب البلد،بل ستستعمل سيناريو اغتيال القيادات والعمليات الأمنية المحددة والمدروسة، ما يمكن أن يتسبب بتفكك البنية القيادية لحزب الله من ناحية ويمنعه من الاستفادة من أي ضغوطات دولية يمكن أن تنشأ إثر حرب واسعة يسقط فيها عدد كبير من المدنيين.

وبدأت إسرائيل بتمرير هذه الرسائل، التي شددت على “الحسم”، في أوائل العام الحالي، حيث استأنفت استعراض قوتها العسكرية، ونُقل عن لسان أحد كبار مسؤوليها العسكريين حينها، أن سيناريو الغزو البري غير مستبعد، وأن اغتيال نصرالله “ضرورة”.

ونقلت مصادر العدو مؤخراً عن “ندم” اسرائيلي على اغتيال القائد السابق لحزب الله عباس الموسوي عام 1992، وذلك بعدما اتضح لهم أن نصرالله يشكل خطورة أكثر منه.

وفي مقال لليفي نشر في مجلة للجيش الإسرائيلي، أكد أن القتال في العمق خطير لكنه ينتج فوائد كثيرة، مشدداً على تبني مقولة “ليس بالقوة ولكن عن طريق المكر”،داعياً إلى تموضع سليم لوحدات الكومندوز القتالية بهدف إخضاع “العدو”.

ما مدى جدية التهديد بالاغتيال؟

إذا كان هناك مخطط لاغتيال شخصية ما من قبل أي تنظيم، فالمنطق يقضي بعدم إثارة الموضوع والحديث المتكرر عنه، وبالتالي، فإن التحذير المسبق وكشف الطرق يؤكد عدم جدية الطرح، وأن الكلام عنه لا يتخطى الاستعراض الاعلامي ضمن حملة الدعوات المتكررة لضرب لبنان، التي تغزو الإعلام الاسرائيلي مؤخراً.

اقرأ أيضاً: تطورات ميدانية تدفع نحو الحرب بين اسرائيل وحزب الله

إن قرار الحرب على الساحة اللبنانية، أو قرار اغتيال شخصية كنصرالله، لا يتّخذ في الإعلام ، بل هو قرار دولي لم تنضج كل ظروفه بعد، ولعل النظرة العامة إلى الوضع اللبناني حاليا تدرجه في إطار تلقي الموجات الارتدادية لما يحصل في المنطقة، وتاليا فإن عملية اغتيال نصر الله لا يمكن أن تأتي في سياق لبناني بحت بل ترتبط بمشروع القضاء على نفوذ إيران.

من هنا يمكن أن نقول إن التهديدات الإسرائيلية تصب في مصلحة إيران وحزب الله، حيث يرجح أن يرد الحزب ليس على إسرائيل ولكن في الداخل اللبناني عبر موجة تخوينات تطال إسرائيليي الداخل، وهي الصفة التي يطلقها على كل من يخالفه الرأي، ما يمهد لعودة الاغتيالات السياسية في لبنان، بعد فترة من التركيز على تعطيل المؤسسات.

السابق
شيخ يهدد صاحب متجر بيع كحول بالبازورية بالقتل… والدولة غائبة
التالي
هبة السلاح الروسي المرفوضة: اختبار فاشل للنفوذ الروسي