مشهد يختصر مأزق نظام

ميشال عون نبيه بري
المشهد الأكثر إثارة للانتباه اليوم في احتفالات عيد الإستقلال كان وللعام الثاني على التوالي مشهد الرئيس الحريري وهو ينسحب مؤقتاً من حفل الاستقبال لدى اقتراب السفير السوري للتهنئة بالعيد. المشهد ألذي أشعل النقاش بين مؤيدي الخطوة ومعارضيها لها والذي إفتتحه كالعادة وئام وهاب بلغته الشوارعية المعتادة وتبعته بعض الأبواق التابعة للنظام المجرم في سوريا.

هذا المشهد في الحقيقة وبعيدا عن النظرة السطحية له الذي يتخذ منها أتباع الأسد منصة للهجوم على الحريري، هو مشهد يختصر أزمة نظام لبناني مترهل وأزمة بلد لم يعرف بعد له طريق وهو يحتفل بذكرى استقلاله الـ75.

بغض النظر عن التأييد او المعارضة لموقف الرئيس الحريري إلا أن المشهد في النهاية تصرف غير مألوف بين الدول، إذ أن المفروض أن يكون هناك حد أدنى من الإنسجام بين السلطات والاتفاق على موقف موحد من نظام متهم بالكثير من الجرائم بحق اللبنانيين، ولا نتحدث هنا عن فترة الحرب والوصاية التي كان يفرضها على لبنان بل نتحدث عن فترة ما بعد انسحابه من لبنان عام 2005. وآخر هذه الجرائم قضية سماحة – المملوك.

اقرأ أيضاً: سعد الحريري:تطبيع المصافحة مع سفير النظام السوري خط أحمر

هذا الكلام طبعا لو كنا نعيش في بلد طبيعي يمتلك حرية قراره ، ولا تتحكم به أطراف ومؤسسات بديلة عن مؤسساته التي باتت رديفة وتابعة لهذه الأطراف التي ولو حملت اسم هذا البلد إلا أن قرارها في النهاية يتبع للخارج ومصالحه. ولعل من سخرية القدر أن يتجلى هذا المشهد وهذه الصورة من المناكفات في يوم عيد الاستقلال مع كل ما يجب أن يحمله هذا اليوم من معان ودلالات. نعم إنها أزمة النظام الممتدة على فترة 75 عاما من الاستقلال مع تغيير في الوجوه والأسماء والأطراف المهيمنة على السلطة والدولة والله وحده يعلم إلى متى ستستمر وإلى أين ستقود لبنان.

السابق
الكشف عن هوية «جلّاد داعش»
التالي
ترامب والسعودية والأولوية الإيرانية