ما حقيقة الممر الإيراني السري بين لبنان وسوريا؟

رأت بعض المصادر المتابعة أن "الحديث حول إنشاء ايران لممر سري بين لبنان وسوريا يبدو وكأنه التفافاً إيرانياً على الطلب الروسي بالانسحاب من بعض المناطق السورية التي تقع تحت السيطرة الروسية ومن المناطق الحدودية مع إسرائيل، وهذا ما قد يؤدي إلى توتير العلاقات بين روسيا وإيران.

يجري الحديث في الآونة الأخيرة عن تراجع في العلاقات بين “إيران” و”روسيا” مع تطور الأوضاع في سوريا، وخصوصاً بعد الطلب الروسي بتراجع “إيران” و”ميليشياتها” لمسافة 85 كلم عن المناطق الحدودية مع “إسرائيل” كي لا تزعج الكيان الصهيوني.

ويبدو، وفق خبراء ومتابعين، أن روسيا تمارس بطريقة أو بأخرى نفوذاً كبيراً على طهران، في استغلال واضح لحزمة العقوبات الأميركية على إيران، خدمة لمصالحها وتمهيداً لخروج نهائي للميليشيات الإيرانية من سوريا.

وكشف الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، “أنطون مارداسوف” لصحيفة “نيزافيسيمايا” الروسية اليوم أن “إيران اشترت العديد من العقارات في حلب وعلى الحدود اللبنانية لإنشاء ممر سري لنقل القوات من لبنان إلى سوريا والعكس”.

اقرأ أيضاً: إيران تضع روسيا في مرمى العقوبات الأميركية

ورأت بعض المصادر المتابعة أن “الحديث حول إنشاء ايران لممر سري بين لبنان وسوريا يبدو وكأنه التفافاً إيرانياً على الطلب الروسي بالانسحاب من بعض المناطق السورية التي تقع تحت السيطرة الروسية ومن المناطق الحدودية مع إسرائيل، وهذا ما قد يؤدي إلى توتير العلاقات بين روسيا وإيران”.

وتعليقاً على الموضوع، أكد وزير الدولة لشؤون النازحين “معين المرعبي” في حديث لـ “جنوبية” أن لا معلومات متوفرة لديه حول هذا الموضوع، سائلاً: “لماذا يكون هناك ممر سري بين سوريا ولبنان لتمر القوات والميليشيات الإيرانية من خلاله؟”.

وقال: “هم أصلاً يدخلون ويخرجون بشكل علني، ووجود الحرس الثوري الإيراني ليس جديداً في لبنان وليس من الآن ينشئون مخيمات تدريب لحزب الله”.

أضاف:” التنسيق بين حزب الله والحرس الثوري على قدم وساق على كافة الأصعدة، فما الجديد؟”، مشيراً إلى أن “الميليشيات موجودة أصلاً”.

ورأى المرعبي أن “الكلام حول وجود ممر أو نفق سري لا داعي له، فخطوط المرور بينهم مكشوفة وخط سيرها معروف، ومن المعلوم أن هناك مئات الآلاف من الذين يعملون مع حزب الله والنظام الإيراني”.

واستطرد قائلاً: “رأينا الميليشيات العراقية كيف كانت على الحدود الجنوبية وأخذوا الصور التذكارية عند بوابة فاطمة، ولذلك فهذه الأمور مكشوفة وهم من يقومون بإعلان ذلك”.

وتابع: “هم يقولون أيضاً إنهم سيطروا على لبنان وإن لديهم 74 نائبا، وأنهم سيطروا على سوريا واليمن والعراق، ولذلك فإن هذا الكلام يناقض كلامهم الأول”.

من جهة أخرى تتحدث تقارير عن مفاوضات أميركية روسية للوصول إلى اتفاق للقيام بحل سياسي في سوريا كانت أولى مؤشراته التنسيق الروسي الأميركي الإسرائيلي لسحب القوات والميليشيات الإيرانية وأهمها “حزب الله” عن الحدود مع إسرائيل.

وكانت الصحيفة الروسية قد نشرت تقريراً تحدثت فيه عن الاقتراح الذي قدمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي يتمثل في مساعدة الولايات المتحدة وإسرائيل على تقليص الوجود الإيراني في سوريا مقابل تخفيف العقوبات المفروضة ضد طهران.

اقرأ أيضاً: العقوبات الأوروبية على طهران تنهي مرحلة التقارب الأوروبي الإيراني.

ونقلت أن روسيا يمكنها ردع إيران في حال اقتضت مصلحتها ذلك، وفي الوقت الراهن، بدأت إيران تغير استراتيجيتها، خصوصاً بعد انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة النووية، وفرض حزمة جديدة من العقوبات، وتزايد سخط الشعب الإيراني بسبب استمرار التدخل الإيراني في سوريا.

في المقابل قال أحد ممثلي الدائرة الدبلوماسية الأمريكية في تصريح له: “نحن مستمرون في المفاوضات مع الأمم المتحدة والأطراف الأخرى من أجل الوصول إلى حل سياسي في سوريا، ولن نقدم تفاصيل عن محتوى هذه المفاوضات الدبلوماسية”.

وفقاً لذلك يبدو أن الوجود الإيراني في سوريا يتجه نحو التقلص جراء العقوبات الأميركية، وتزايد نقمة الشعب الإيراني على قيادته وحرسها الثوري، وتوسع النفوذ الروسي الذي تمكن من التأثير على الدور إيران بما لا يخدم مصالحها إيران التوسعية في المنطقة، فهل نرى في الأيام المقبلة دوراً روسياً في عملية الحل السياسي في سوريا ينهي النفوذ الإيراني فيها مقابل تخفيف العقوبات؟

 

السابق
الشباب والترقّي الاجتماعي.. نشاط في «النادي الثقافي الاجتماعي» في برجا
التالي
لبنان في الكوما الإيرانية