سعد الحريري:تطبيع المصافحة مع سفير النظام السوري خط أحمر

أكدت مصادر مقربة من بيت الوسط لـ "جنوبية" أن "الرئيس الحريري لن يصافح سفير نظام أمعن في قتل شعبه وتعذيبه وتهجيره، ولن يقبل بأي تطبيع مع هذا النظام عن طريقه"، مشيرة إلى أن "الحريري لن يساهم ببناء أي علاقة مع النظام السوري، وسبق أن رفض كل الضغوط التي مورست عليه للتطبيع، وإلا فليجدوا غيره".

لفت الرأيين العامين الشعبي والسياسي انسحاب رئيس الحكومة المكلف “سعد الحريري”أثناء تقبل التهاني بالذكرى الـ 75 للاستقلال تجنباً لمصافحة سفير النظام السوري“علي عبد الكريم علي”، ليعود ويقف إلى جانب رئيس الجمهورية العماد “ميشال عون” ورئيس مجلس النواب “نبيه برّي”مستكملاً استقبال التهاني بعد التأكد من مرور علي.

سبق للحريري أن فعل الأمر نفسه خلال تقبل التهاني بذكرى الاستقلال في العام الماضي، ولاقت حركته حينها الحريري جدلاً واسعاً بين القوى السياسية بين مؤيدين ومعارضين، حيث اعتبرها البعض “موقفاً قوياً” و”رسالة رفض” لوجود سفير النظام الذي يقتل شعبه فيما رأى البعض الآخر أنها “حركة شعبوية”.

وفي هذا الإطار، قال عضو المكتب السياسي في “تيار المستقبل” النائب السابق “مصطفى علوش” في حديث لـ “جنوبية: “الرئيس سعد الحريري كرر الرسالة هذا العام كما العام الماضي،وبعد التصريحات السابقة أصبح واضحاً أنه عندما ستجري علاقة مع النظام السوري فالأمور تبحث في مجلس الوزراء”.

إقرأ أيضاً: بومبيو مهنئا بالاستقلال: لتعزيز قوة المؤسسات ​والسيادة اللبنانية

أضاف: الأمور واضحة فيما يخص هذا الموضوع بالنسبة إلينا في تيار المستقبل وبالنسبة للرئيس سعد الحريري”.
ورأى أن ” تصحيح العلاقات يجب أن يتم بناءً على قواعد مفيدة للبنان وهناك الكثير من الأمور العالقة على المستوى اللبناني السوري”.
وأشار إلى أن”النظام السوري ليس نظاماً معترفاً به على المستوى الدولي وخصوصاً من قبل جامعة الدول العربية، لذلك فإن الأمور متروكة إلى حين البت بها في وقت لاحق”.

ولفت أن “الحريري يتعامل مع الموضوع وفقاً للمصلحة اللبنانية العليا، وإذا كان مقتنعاً أن موقفه الشخصي يتعارض مع مصلحة لبنان فبالتأكيد أنه سيزيح عن الدرب أو يذهب إلى تسويات”.

وتابع: ” قبل الذهاب إلى علاقات علينا حل الأمور القضائية والسياسية والعسكرية والأمنيةالعالقة، هذا هو رأينا في تيار المستقبل ورأي الرئيس الحريري كذلك”.

واستطرد قائلاً:”هناك عدة مطلوبين للقضاء اللبناني بجرائم كبرى وهم عملياً مسؤولون داخل النظام السوري، وأيضاً هناك الحدود السائبة ذهاباً وإياباً، ومسألة الابتزاز والقضايا المتعلقة بالاقتصاد وحركة العبور داخل سوريا، ويجب البحث في هذه الأمور”.
وإذ اعتبر أن سوريا لا تزال دولة قيد الدرس قال علوش: “لا نعلم كيف سيكون شكل سوريا خلال الأشهر أو السنوات القادمة”.
موقف الحريري استدعى ردودا من شخصيات تدور في فلك قوى 8آذار حيث غرد رئيس حزب “التوحيد العربي” الوزير السابق وئام عبر حسابه الخاص على “تويتر”،معلقاً على انسحاب الحريري رفضا لمصافحة السفير السوري قائلاً: “إحترم نفسك وموقعك واخرج من أكاذيبك فلولا الأسد ونصرالله لا تستطيع أن تكون رئيس حكومة.. يكفيك غشاً”.

فيما قال الصحافي غسان جواد في تغريدة له عبر تويتر: “السفير السوري يمثل أقرب وأهم دولة عربية بالنسبة للبنان، عدم مصافحته في ذكرى الاستقلال من قبل الرئيس الحريري امعان في إهانة لبنان قبل سوريا”.

اضاف:”العلاقات السورية السعودية تشهد خروقات منذ مدة فهل سيستمر هذا الاستعراض الحريري عندما تتبلور اكثر؟ كفى تدفيع لبنان فواتير على حساب مصالحه”.

ورداً على تغريدة الوزير “وئام وهاب” أكد علوش أن “الرئيس سعد الحريري لا يرد ولا يعير أي اهتمام للتفاهات التي يقولها وئام وهاب أو غيره بخصوص المسائل المتعلقة بالسياسة والشأن العام”.

إقرأ أيضاً: الحريري يرفض مصافحة السفير السوري أثناء تقبل التهاني بعيد الاستقلال

من ناحية أخرى أكدت مصادر مقربة من بيت الوسط لـ “جنوبية” أن “الرئيس الحريري لن يصافح سفير نظام أمعن في قتل شعبه وتعذيبه وتهجيره، ولن يقبل بأي تطبيع مع هذا النظام عن طريقه”، مشيرة إلى أن “الحريري لن يساهم ببناء أي علاقة مع النظام السوري، وسبق أن رفض كل الضغوط التي مورست عليه للتطبيع، وإلا فليجدوا غيره”.
بناء على ذلك، يبدو أن الرئيس سعد الحريري كرس عادة جديدة له كل عام بالانسحاب من التهاني بعيد الاستقلال تجنباً لمصافحة “المبعوث الأسدي” في لبنان، ولا يبدو أنه سيتساهل في موضوع التطبيع مع النظام السوري، فهو يرى أن الواقع الاقليمي والدولي قد يتبدل وينقلب في أي لحظة لصالح قناعاته السياسية، فهل يكون الحريري محقاً ويسقط الأسد قريباً؟

السابق
«لوحة الانسحاب السوري» تُعيد التناغم القواتي والعوني.. وتُغضب دمشق!
التالي
نقيب الصيادلة السابق نصّور ينفي  ويأسف لما وصل إليه بعض المتجنين