عونية كارلوس غصن ولبنانية سمير كساب ونزار زكا

وصفت الخارجية اللبنانية- فى بيان اليوم الثلاثاء، غصن بأنه "مواطن لبنانى منتشر (مغترب) وأنه يمثّل أحد النجاحات اللبنانية فى الخارج، والخارجية اللبنانية ستقف إلى جانبه فى محنته لتتأكد من حصوله على محاكمة عادلة.

شجارٌ بين المسؤولين، وتغريدة دعمٍ من وزير، ومطالبة بمتابعة القضية من زعيم التيار الوطني الحر، لأجل كارلوس غصن.
إنه رجل الأعمال اللبناني الأصل، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركتي “نيسان” اليابانية و”رينو” الفرنسية، ورئيس مجلس إدارة “ميتسوبيشي موتورز” اليابانية.

حقق غصن نجاحاً ساحقا في اليابان نظراً لأنه كان أجنبياً، عصف أسلوبه المختلف بعالم الشركات اليابانية الذي كان يعتريه العفن، ولكن تجاهله لأعراف عالم الأعمال ربما كان السبب في سقوطه،بعدما اعتبر المنقذ للشركات المتعثرة.

كارلوس غصن موقوف منذ الثلاثاء ويواجه تهما بارتكاب مخالفات مالية، بما فيها إخفاء دخله الهائل، ويبدو أن الشركات التي أنقذها “نيسان، وميتسوبيشي” ستستغني عنه كرئيس لمجلس إدارتها، وأصبح إرثه كمنقذ للشركات في مهب الريح، ولغاية أحداث هذا الأسبوع الدراماتيكية، كانت كل الروايات المتعلقة به تتحدث عن تفاؤل غير محدود.

من جانب آخر، أُعتبر ما قام به غصن تحدياً للولايات المتحدة حيث أعلن في ١٥ حزيران أنّ شركة “رينو” لن توقف عملها في إيران، على الرغم من العقوبات المفروضة عليها، إذ قال حينها: “إذا اضطررنا الى تقليص نشاطنا سنحتفظ بوجود محدود في إيران، لأننا مقتنعون بأنّ هذه السوق ستُفتح من جديد وأنّ بقاءنا في إيران سيمنحنا بالتأكيد أفضلية”. وهنا هل غصن يدفع ثمن تحدّيه للولايات المتحدة؟؟

لم ننته بعد، فوزير الخارجية السابق وزعيم التيار الوطني الحر جبران باسيل كلف سفير لبنان لدى اليابان، بضرورة متابعة قضية اتهام كارلوس غصن بالتهرب الضريبى، باعتبار أنه يحمل الجنسية اللبنانية، واللقاء به للاطلاع على احتياجاته والتأكد من سلامة الإجراءات القضائية التى تتخذ في حقه، والحرص على توفير الدفاع القانونى له ليتمكن من عرض ما يمتلكه من وقائع وأدلة و كي تتاح له فرصة حقيقية للدفاع عن نفسه.

ووصفت الخارجية اللبنانية- فى بيان صدر اليوم الثلاثاء، غصن بأنه “مواطن لبنانى منتشر (مغترب) وأنه يمثّل أحد النجاحات اللبنانية فى الخارج، والخارجية اللبنانية ستقف إلى جانبه فى محنته لتتأكد من حصوله على محاكمة عادلة”.

وقد غرّد الوزير السابق فادي عبود على حسابه عبر “تويتر” سائلاً:”ألا تعتقدون إنه ربما القضاء والقدر لهما اليد بمشاكل كارلوس غصن؟”.

وأضاف:”من يستطيع وقف الهدر وزيادة فعالية رينو ونيسان يستطيع حتماً أن يفعل الشيء نفسه في لبنان”، معتبراً أنّ “حجم الشركتين المالي أكبر بكثير من لبنان”.

وشدد:”بالإذن من كل الزعماء، الشعب يريد كارلوس غصن وزيراً للمالية مع سوبر صلاحيات. هكذا نبدأ بالإصلاح”.

وتعليقًا على اعتبار النائب السابق فارس سعيد أن رئيس مجلس إدارة شركة “نيسان” المعقتل كارلوس غصن قد “فضح اللبنانيين أينما وجدوا”،رد النائب ميشال ضاهر، عبر “تويتر”، قائلًا: “أستاذ فارس سعيد، لا تستعجل الحكم على كارلوس غصن.كارلوس غصن نتغنى نحن في لبنان بنجاحه. يؤسفني أن أسمع حكمك عليه من قرطبا إلى طوكيو. قبل أن يتسنى له الدفاع عن نفسه في المحاكم اليابانية، نعم كارلوس غصن فضح اللبنانيين كما ذكرت. نعم فضحهم بكشف كمية الحقد على بعضهم البعض. يا أسفاه”.
العناية الرسمية بقضية كارلوس غصن تدفعنا إلى التذكير بقضايا لبنانيين مخطوفين ومعتقلين في الخارج، لم تستجلب قضاياهم ولو جزءا بسيطا من الاهتمام الرسمي الذي لاقته قضية كارلوس غصن، من قبيل المصور سمير كساب والخبير في تكنولوجيا المعلومات نزارزكا. 

يوم وقف سمير خلف عدسة كاميراته ليلتقط صوراً لأطفال سوريا وآلامهم، كان همّه الخبر والقصة والحياة الآمنة لهؤلاء الأطفال  وقد اختطف المصوّر اللبناني من بين عائلته وزملائه في ١٥ تشرين الأول ٢٠١٣، ومنذ خمسة أعوام والعائلة تحاول جمع المعلومات و”التنقيب” عن مصير سمير. كل المعلومات الشحيحة التي وصلت إليها، كانت تفيد بأنّ كساب عند تنظيم “الدولة الإسلامية” وفق  حديث أدلى به السيد نصرالله.

حاول اللواء عباس إبراهيم متابعة القضية قدر المستطاع حتى أنّه في حزيران ٢٠١٤ قال: “هناك جهد قد نلمس ثماره في قضية اللبناني المخطوف في سوريا سمير كساب”، متوقعاً رؤيته قريباً في مقرّ عمله في “سكاي نيوز”.
وأيضاً كان هنالك إخبار من الصحفي الفرنسي الذي اختطف مع سمير نيكولا هينان، والذي بقي عشرة أشهر أسيراً في أقبية تنظيم “الدولة الإسلامية”، والذي قال بعد تحريره عام ٢٠١٤، أي بعد عام على خطف سمير، حرفياً: “سمير كساب كان جاري في الزنزانة”.

أمّا بعد، فإن نزار زكا مواطن أميركي من أصل لبناني، وهويعتبر بمثابة “الكنز الدفين” نظراً لعلاقاته الخاصة والوثيقة جدا بالأجهزة المخابراتية والعسكرية الأميركية”.

زكا “المناصر لحرية الإنترنت والمقيم في واشنطن ” بحسب ما عرّفت عنه صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، ألقى محاضرة في المؤتمر وشارك كما ذكر الموقع الإيراني، في نقاشات على طاولة مستديرة حضرها مسؤولون حكوميون بارزون في إيران، ليتم توقيفه بحسب ما أوردته وكالة “الأنباء المركزية” اللبنانية من قبل السلطات الإيرانية على ذمة التحقيق من دون ذكر الأسباب.

عائلة زكا الذي دخل إيران في ١١ أيلول عام ٢٠١٤ تواصلت مع وزير الخارجية جبران باسيل من دون الوصول الى جواب شاف بحسب محاميه ماجد دمشقية، الذي عبّر عن سخط العائلة من عدم تجاوب وزارة خارجية مع هكذا قضية، وحاولوا طلب مواعيد من المسؤولين الرسميين وحاولوا التواصل مع عدة جهات ولكن دون جدوى.

وما حصل مع زكا دفع زوجته المقيمة مع أبنائها الثلاثة في الولايات المتحدة إلى العودة إلى لبنان، وهي ترفض الحديث إلى الإعلام، إذ أن كل ما تطلبه هوعودة زوجها إلى حضن عائلته وانتهاء هذا الكابوس.

واليوم بعدما شاهدت عائلة كساب ما حلّ بقضية العسكريين، وكلَّ الحزن والألم اللذين رافقا أهاليهم في هذه المأساة هل لا زالت تثق بالدولة اللبنانية وأجهزتها ومسؤوليها؟ أما عائلة زكا ما موقفهم من اهتمام الوزير باسيل بقضية غصن وتهميشه لقضية ابنهم الموقوف في إيران بعدما استنجدوا به ولم يُلبهم؟!

سمير ونزار وغيرهم من مخطوفين وموقوفين لبنانيين هل تشكك الدولة بولاء سمير ونزار وغيرهم للوطن أو جنسيتهم اللبنانية؟ أم أنّ قرب كارلوس غصن من التيار الوطني الحر استجلب اهتمام زعيمه ووزرائه؟
هل يجب أن تلتصق صفة “العوني”بأي لبناني حتى ينال الاهتمام اللازم!!

السابق
إيران تضع روسيا في مرمى العقوبات الأميركية
التالي
قضية “مجرور بيروت” تتفاعل.. فهل ستتم المحاسبة؟