عن مأساة استقلالنا…

استقلال لبنان
يأتي الاستقلال هذا العام مستهزئا بنا جميعا، ضاحكا باكيا على حالنا، يلقي بالنكات جزافا، ونحن من تعودنا على الضحك والسخرية من كل حدث يمر. ألم يقال أنه اذا رأيت الناس تكثر الضحك وقت الكوارث، فاعلم أن الفقر قد أقبع عليهم وهم قوم بهم غفلة واستعباد ومهانة كمن يساق للموت وهو مخمور.
يأتينا ناقصا استقلالنا ، موجعا، يحتفي بنفسه لنفسه فبأي حال عدت ونحن لا نملك منك الا قصصا وحكايات وأسماء وتاريخ يذكرنا بما نفتقد.
يقول أحمد بيضون :” الاستقلال هو الحساب. هو القدرة على اجراء الحساب مرة بعد مرة والجرأة عليه.” لم يقف أحد ليعلن مسؤوليته عما يحدث هنا.
عن موتنا على قيد الحياة، عن عجزنا وذلنا. عن أرض فسد فيها الحجر والبشر، فسدت فيها التربة والشجر، السهل والجبل…
بحره.. ملوث
 بره.. ملأته نفايات سياسية أينما حللت ووطئت فيه
 وخلود يسأل عن أرزه..
لبنان قلب الشرق الذي كان أبدا،  تجري رياحه عكس سفنه. و فيه نحن مستسلمون. لا فتى.. ولا شيخ.. عند صوت وطن.
اسمه عزه.. كل ما بقي منه.. لبنان.. نعتذر.
لم يحركنا موتنا ولا استنشاق هواءه. لم تحركنا أدوية فاسدة ولا كهرباء ولا مياه مبتذلة وطعام مسرطن .
 متنا خانعين في أرض تدر الخيرات، متنا محدقين في سواد الفضاء.
 نعم. لم نمت متمردين ولا رافضين ثائرين، على واقع أرادوه لنا. لم نكن الا “ظاهرة صوتية”.. قاموا بإضعافنا حتى الرمق الأخير.. أحكموا خناقهم على كل شبر وتفصيل فيه والفاسد يتبعه فاسدين ، حلقة لا تنتهي، كلنا فيها متورط وهكذا حتى لا نقوى على الوقوف وحيدين.. مستقلين.
ان موتنا على يد مغتصب لأشرف من موت بين براثن بائعي وسارقي الوطن، وعلى يد أولئك الذين لم يقدموا لنا الا وعودا وكلاما جميلا وانتصارات زائفة، أولئك الذين ما استطاعوا أن يقدموا لنا شيئا فراحوا يروجون لنا عن حلاوة الموت.
نعم.. متنا ولا تجوز على الميت الا الرحمة.
 فيا استقلال
مأساتنا أننا غفلنا عن حقنا في الحياة والحرية.
مأساتنا أننا كفرنا، كنا عبدة بشر  وعذاب الكافرين عظيم.
  مأساتنا رجال سقطت وسقط معها كل مفهوم للقيم والشرف.
مأساتنا يا استقلال أننا لم نعط الا وطن واحد واننا ما أدركنا ان الوطن لا يبدل ولا يستبدل.
عزاؤنا يا وطن..   أن بعد الموت قيامة،  وإن نسي قاتلوك فليتذكروا
هناك دائما تشرين..
السابق
تجمع ابناء بعلبك وفعاليات بعلبك الهرمل يدعون لتحرك ضد مشروع «نيو بعلبك»
التالي
إجهاض جماعي لـ«20 لاجئة سورية في عرسال»