في منتهى الجد نصرالله: أنا بيّ السنّة!

احمد عياش

ما قاله الرئيس المكلّف سعد الحريري في مؤتمره الصحفي الثلثاء الماضي في شأن واقع الطائفة السنيّة على مستوى الحكم أحدث تحولا في المشهد السياسي ولا يزال.لكن في موازاة ذلك، ما زال خطاب الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في “يوم الشهيد”، الذي سبق مؤتمر الرئيس الحريري بثلاثة أيام، وفي الملف السنّي ايضا، يفعل فعله،والدليل: لا حكومة في لبنان ما لم يلب مطلب نصرالله في توزير سنيّ تابع له مباشرة!

اقرأ أيضاً: قانون العقوبات ضد «حزب الله» من الألف الى الياء!

يقول متابعون لملف تشكيل الحكومة ،ان حركة رئيس “التيار الوطني الحرّ” الوزير جبران باسيل التي تحاول إيجاد مخرج لإزمة التأليف، ليست وحدها في الميدان .فإلى جانبها، يتواصل حضور تكتل النواب السنّة المنضوين في تحالف مع “حزب الله” في ملاحقة مطلب توزير أحدهم .ولفت هؤلاء المتابعين الى ان هناك ما يشبه “أمر عمليات” إتخذه الحزب قضى منذ إطلالة نصرالله السبت الماضي قضى بأن يتوقف كل قيادات الحزب ومسؤولوه، وهم شيعة بالطبع ،عن الكلام على توزير سنّي تابع له، كي لا يقال ان هناك تدخلا شيعيا في شأن سنّي.وفي هذا الاطار لوحظ ان كتلة “الوفاء للمقاومة” النيابية التابعة للحزب لم تنعقد اول من أمس، جريا على عادتها يوم الخميس من كل أسبوع، ولم يعط تفسير لذلك، ما يرجح ان عدم إنعقاد الاجتماع هو من أجل عدم التطرق الى موضوع الساعة، أي تشكيل الحكومة.
ما تخشاه اوساط سياسية واسعة الاطلاع ،ان يكون “حزب الله” يمارس سياسة كسب الوقت كي يفرض مطلبه الذي يخفي في حالة عدم تلبيته شللا في موقع السلطة التنفيذية لإجل غير مسمى.وفيما برز حذر حيال توقع نتائج إيجابية من مسعى الوزير باسيل ، تقول اوساط شيعية مستقلة لـ”النهار” ان القرار الايراني الذي يقضي بتدمير القيادات السنيّة والذي جرى تنفيذه في العراق وسوريا بعد إغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005، ما زال ساري المفعول. ودعت الى عدم الركون الى موافقة “حزب الله” على رئاسة سعد الحريري للحكومة لإن الحزب، في حال عدم الحصول على مكاسب يريدها من الحريري سيعمل على إضعافه تمهيدا لإخراجه مع تحميله مسبقا تبعات الانهيار الاقتصادي والمالي.
في حوار أجرته صحيفة “العربي الجديد” القطرية مع وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف ،واوردته وكالة “مهر” الايرانية، قال ظريف “ان المشروع الايراني يضمّ المكونيّن الشيعي والسنيّ ” مقابل ما وصفه بـ”اللامشروع “العربي! ومن تابع خطاب نصرالله الاخير يتبيّن ان الاخير يطبق بإمانة هذا المشروع. وفي جوهر هذا المشروع ما أعلنه الحريري حول موقف “حزب الله” بقوله: “لا يريدون، لا المبادلة والعطاء، بل يريدون أن يأخذوا من حصة غيرهم”.
من هو “بيّ السنّة” في لبنان؟ انه الحريري نظريا، ونصرالله عمليا!

السابق
خوف على لبنان بعد 75 عاما على الاستقلال
التالي
دعوة لانتخابات تمهيدية ضد ترامب في 2020