علي الأمين لإذاعة لبنان الحر: إيران تسعى للتفاهم مع إسرائيل، وحزب الله يهمش الدولة

علي الأمين
عرض ناشر موقع جنوبية الصحفي السيد علي الأمين، ضمن مقابلة عبر أثير إذاعة صوت لبنان الحر مع الإعلامية الديكو إيليا في برنامجها بين السطور، للتطورات الإقليمية والدولية المتسارعة، المرتبطة بملف العقوبات الأميركية على إيران وحزب الله ومناخات التفاوض مع إسرائيل، وعمل على ربطها بالوضع اللبناني الداخلي، والإضاءة على تفاصيلها واستشراف تداعياتها، والبحث في كيفية الحد منها ومواجهة آثارها.

يعتبر الأمين أن العقوبات الأميركية تضغط على الوضع الإيراني الذي يعاني في الأساس من أزمة جاءت العقوبات لتفاقمها، ويشير إلى أن “إيران حاولت أن تقدم نفسها كمشروع نهضة وكنموذج مختلف عن النموذج الشيوعي الرأسمالي بعد انتصار الثورة، واليوم كشفت العقوبات هزال هذه التجربة”.

يؤكد أن دخول إيران إلى العراق أو اليمن وتدخلها في عدد من الدول العربية لم يكن في سياق المجهود والاختراق الذاتي بقدر ما كان برضى وضوء أخضر دولي، وأميركي تحديدا، والدليل على ذلك سلاسة دخول حزب الله إلى سوريا من دون اعتراض فعلي بل بقي الاعتراض كلاميا فقط.

ينبه إلى بروز مرحلة تصادم “أميركي-إيراني ” قائم على فكرة تحديد الدور الإيراني وحصره ووضعه ضمن الاستراتيجية الأميركية على مستوى المنطقة”، مشيراً إلى أن ” الايرانيين ليسوا انتحاريين في هذا الطريق، وهناك محاولة إيرانية دائمة لإعادة فتح الباب على واشنطن من خلال إسرائيل”.

يلفت إلى براغماتية السياسة الأميركية مؤكداً على أن هذا العنوان يشكل سر قوتها.

اقرأ أيضاً: نصرالله وشنق الدولة ومشروع السيادة بحبال ربط النزاع

حزب الله والعقوبات

يشكك في تأثيرالعقوبات على “حزب الله إذ أنه منظومة أمنية عسكرية تعمل خارج المنظومة المالية أو القانونية أو الدستورية العادية، ويلفت إلى أن “الحزب يستفيد من قاعدة لبنان ولن يعوزه جهد كبير لاستخدام المرافق اللبنانية لخدمة أهدافه، وبالتالي العقوبات ليس مقلقه لحزب الله بالمعنى المادي بل المعنوي.

لا ينكر أن للحزب ورقة “قوة” يستخدمها أمام المجتمع الغربي “عندما يقول بأنه حامي الحدود الجنوبية، وهي ورقة لا يمكن الاستهانة بها لأنها ترتبط بفكرة خلق الاستقرار على الحدود الاسرائيلية، وهو يُشعر المجتمع الغربي أنه محتاج إلى بقائه على الحدود، وسياسة الحزب اليوم لا تزعج إسرائيل، وبالتالي أولويات حزب الله في مكان آخر”.

الصراع الدولي على النفوذ والأوتوستراد الإسرائيلي.

يشرح الأمين تأثير الاتفاق الضمني بين الدول المتصارعة الكبرى على تقاسم النفوذ في الإقليم العربي لافتاً إلى أنه “بعد حرب حزب الله في سوريا اليوم ،فتح لإسرائيل “أوتوستراد” على المنطقة العربية بشكل غير مسبوق، وكل ذلك نتيجة سياسات إيران التي باسم “تحرير فلسطين” دمرت النظام العربي لصالح إسرائيل، ولصالحها بالذات”.

ولفت الى الحوار الإيراني الإسرائيلي قائلا “تبقى أنظارنا اليوم على عمان، حيث يشير إلى أنه “ثمة إدارة حوار “إسرائيلي_ إيراني” في مكان ما تأسيساً للعلاقة مع واشنطن، وهنالك معلومات أنه بالجنوب السوري هناك أردنيون أداروا حواراً بين الإيرانيين والإسرائيليين، والمنطقة الوحيدة التي لم تشهد أدوارا جدية هي المنطقة المحاذية لاسرائيل أي “جنوب سوريا”.

وتابع “تجربة حزب الله ونظام الأسد كانتا الأكثر ضمانة لاسرائيل وبالتالي هي حافظت على هذه التجربة الناجحة. وهدف داعش كان ضرب المعارضة السورية وليس نظام الأسد ومَن يتابع يمكن أن يتأكد من ذلك”، مضيفاً ” أولوية واشنطن اليوم هي الاستقرار على الحدود الاسرائيلية وهمها الأساسي الاستقرار في لبنان، وثمنه سيطرة حزب الله ما يعني السيطرة الإيرانية، وهذا يسمح للحزب بالتمادي و أن يقول “الأمر لي” في لبنان”.

وأشار إلى أن “تغيير السياسات الدولية يؤثر على لبنان وبالتالي ننتظر هذا التغيير بالتقاطع مع ما يمكن لايران أن تلعبه من دور”.

ايران وسنة لبنان.

وفيما يخص موضوع دعم “سنة لبنان” من ايران قال إن إيران لا تدعم السنه عملياً ولكن الهدف الإمساك بمفاصل البلد من خلال حزب الله الذي وجه رسائل من خلال أمينه العام السيد نصرالله مفادها أن “الحل والربط” عنده، ولن يعطي شرف الحلحله لأحد، ووجه لفخامة رئيس الجمهورية رسالة بأنه هو مَن يقرر”، مضيفاً أن ” نصرالله يحدد دور رئيس الجمهورية، وال”نكسه الأكبر تكمن في “موقف نواب التيار الوطني الحر الذين عبروا عن رأيهم بطريقة أنهم لا يستطيعون تقديم شيء أكبر من ذلك تجاه الحزب، فالإنهزامية ليست فقط عند حليفه بل موجودة عند مختلف القوى ،حتى تلك السيادية وفي مقدمها “القوات والمستقبل”، خصوصا بعد التسوية التي أوصلت العماد عون إلى سدة الرئاسة”.

قضية خاشقجي

قال الأمين في هذا الصدد “تحولت القضية إلى رأي عام أميركي ما فرض على الإدارة الأميركية أداء معينا، ولكن هناك محاولة لإخراج السعودية من مأزقها، لاسيما أن الأمر معقد، ولا وجود لرواية سعودية مقنعة في مواجهة أخصامها، وهذا ينعكس على تجربة ولي العهد وكيف ستتعاطى المملكة بهذا الشأن”.

تهميش الدولة وضرورة عودة روح 14آذار

ولفت إلى أن لبنان يشهد تغييرا “لا يتعلق بالدستور ولكن بتحويل الدولة إلى هامش والدويلة إلى أساس، أي العودة إلى نظام الوصاية السورية السابق بأداة لبنانية، وحزب الله اليوم هو “المرجعية” ويملك حق “الفيتو” وهذا خطر على لبنان”.

أكد ختاماً أن ” المواجهة السياسية مطلوبة من القوى السياسية، ويجب أن تكون مستعده دائما عندما يأتي أي حل خارجي لنستفيد منه للتغيير في لبنان، ولا شك أننا أمام تحد يتطلب تفكيراً استراتيجيا، والعمل على رؤية معينة بعيدة المدى والعمل على تكتيك حالي وعودة روح “١٤ آذار” لأنها أساس، وهناك خطر أذا ما ركن المسؤولون إلى حالة التخدير والاستسلام”.

السابق
تابت: من المسؤول عن تجاهل رأي نقابة المهندسين في فضيحة الايدن باي؟
التالي
تكتيك أميركي لإزاحة الأسد وروسيا وإيران من سورية.. فهل ينجح؟