تبييض المشاريع الأقلوية في بيروت: افتتاح مؤتمر المدنية والحداثة في «الشرق الأوسط»

مؤتمر ازمة ديمقراطية
تستضيف بيروت مؤتمرا يطرح أزمة المدنية والحداثة، هو مؤتمر دعت إليه جهات تنتمي إلى الكرد والأرمن والأشوريين وغيرهم، وقد شهد افتتاح المؤتمر حضورا حاشدا يعكس القلق الوجودي للأقليات الاثنية والدينية في المنطقة العربية، أو الشرق الأوسط كما حرص المؤتمر على اعتماده كمصطلح سياسي جغرافي يصف هذه المنطقة.

التحديات التي يقاربها بحثا المؤتمرون، تتصل بمجملها بمحاولة التقاط جذور المدنية في تاريخ حضارات المنطقة، وتحاول تلمس آفاق فكرية وسياسية يمكن أن تحتضن كل مكونات المنطقة الثقافية والديمغرافية. الحضور الكردي كان الأبرز من حيث المحاضرين والمشاركين القادمين من شمال سوريا ومن كردستان العراق ومن لبنان، فيما كان عبدالله اوجلان الزعيم الكردي المسجون في تركيا الحاضر الأكبر في كلمات المشاركين.

الدكتور محمد نور الدين أحد معدي المؤتمر ألقى كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وأبدى ارتياحه لأعمال المؤتمر مسجلا ملاحظات على بعض الكلمات التي نحت كثيرا نحو الأقلوية، ولامست خطوطا حمراء تجاه العدو الإسرائيلي.

أدار الجلسة الأولى الباحث سركيس أبوزيد الذي أشاد بفكر عبدالله أوجلان وبأهمية العودة إلى إعادة قراءة الحضارات التي تناوبت على المشرق.

اقرأ أيضاً: عقدة الأقليات في إيران: عرقية لا دينية ( 1)

المشاركون الأتراك ينتمون الى الفئة الكردية المعادية للعثمانية بوجهيها القديم والجديد، ويبدو أن حزب العمال الكردستاني هو المنظم الفعلي للمؤتمر بواجهات أقلوية مؤثرة في دائرتها، وكان من بين الحضور أنيس نقاش وهو الباحث المعروف بعلاقاته الوثيقة بإيران وحزب الله، فيما لم يلحظ حضور أي وجه من الوجوه القومية العربية، أو تلك التي تنتمي إلى فضاء المصالح العربية والخليجية على وجه التحديد.

أن يعقد مؤتمر في بيروت يجمع هذه النخبة أمر جيد ومفيد ويعكس دور بيروت المشتهى كمركز حوار، لكن ما يثير الريبة هو تحويلها إلى معبر ومركز تبييض مشاريع تحاكي المصالح الإقليمية والدولية التي تسعى لاعادة ترسيم المنطقة بما يتناسب مع مصالحها عبر التركيز على موضوع الأقليات التي تفتقد وجودها الآمن في هذه المنطقة من جهة ثانية.

يغيب نظام المصالح العربية وهو الطرف المعني بأن يكون مشاركا في هكذا حوار، لأن ما يطرحه المؤتمرون هو مستقبل الشرق الأوسط بحسب مصطلحهم، والعالم العربي كما يقول الكثيرون من أبناء المنطقة.

ما يلفت في هذا المؤتمر الذي دعا المشاركون فيه إلى اعتماد الحوار بين مكونات المنطقة للخروج من الأزمات التي تعيشها، أنه لم يبرز فيه ميل إلى الدعوة لأي حوار يطال الإطار العربي الجامع، بل ركز على الجانب المحلي أو الوطني أحيانا ودائما كما تم التعامل مع تنظيم داعش في إطار رمزي يعتبر أن هذا الغول قد خرج من بطن العرب حينا، ومن أمعاء الإسلام حيناً آخر وتركيا أحيانا كثيرة.

“أزمة المدنيّة والطريق نحو الحداثة الديمقراطيّة في الشرق الأوسط”

نظّم كلّ من: حزب الاتّحاد السّرياني العالمي، المؤتمر الدّائم للفدراليّة، المجلس الوطني للأرمن الغربيين، رابطة نوروز الثقافيّة الإجتماعيّة، و مركز ماينرز للدراسات والأبحاث،مؤتمراً دولياًّ يُطرح خلاله حلول لمشاكل الشّرق الأوسط وتطوير الأنظمة بمشاركة باحثين وأكاديميين من دول عديدة، المؤتمر الذي انطلقت اعماله اليوم (السبت) في فندق بادوفا بيروت سن الفيل وتستمر جلساته حتى غدّ الأحد.

بدأت فعاليات المؤتمر بحضور وفود من عدة دول عربية كمصر ولبنان والعراق وسوريا،إضافة إلى تركيا وإيران وأجزاء كردستان، وضيوف من أوروبا، وشخصيات سياسية وضباط لبنانين.

بدأ المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء وذلك على وقع النشيد الوطني اللبناني.

ازمة ديمقراطية

بعدها ألقى رئيس الحزب السرياني في لبنان إبراهيم مراد كلمة الافتتاحية التي رحب فيها بالضيوف، مؤكداً أن هذا المؤتمر الذي يجمع بين كافة المكونات والأطياف من شعوب الشرق الأوسط بمختلف انتماءاتهم وعقائدهم وقومياتهم ودياناتهم دليل على أن شعوب الشرق الأوسط تؤمن بمبدأ العدالة والسلام وأخوة الشعوب، وأكد أن الأنظمة السلطوية والديكتاتورية الحاكمة على دول وشعوب الشرق الأوسط هي التي خلقت الشرخ بين الشعوب وخلقت الحروب والكوارث.

ودعا مراد في كلمته إلى ضرورة إعادة روح التآخي والسلام بين شعوب المنطقة لتقليص دور الأنظمة القمعية، وأكد على ضرورة النضال من أجل تحرير كافة معتقلي الرأي وعلى رأسهم قائد الأمة الديمقراطية عبد الله أوجلان من سجون الفاشية التركية.

فيما ألقى كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور محمد نور الدين

يمتد برنامج المؤتمر على 6 جلسات:

الجلسة الأولى: عنوان محاضرته “قراءة تاريخية في أزمة المدنية الشرق أوسطية” وضمنها يطرح موضوعين وهما 1- ماهي المحطات الرئيسية في أزمات الشرق أوسطية، وكيف تسبب نظام المدنية الشرق أوسطية في تجذير هذه الأزمات وقد ألقتها السيدة فوزة يوسف من أكراد سوريا؟

فيما عالجت الباحثة التركية نازان استون داغ إشكالية :أين يمكننا موضعة الهيمنة الحداثوية الرأسمالية في نظام المدنية المركزية تلك وما هو الدور الذي لعبته في منطقتنا خلال القرون الخمسة الأخيرة عموماً وفي القرنين الأخيرين خصوصاً.

الجلسة الثانية: تحت عنوان “المقاومة التاريخية في الشرق الأوسط، وحالات البحث عن الحل” وتتفرع إلى موضوعين هما 1- المقاومة الدينية والطبقية المناهضة لنظام المدنية المركزية في الشرق الأوسط قدمها الدكتور جواد كاظم البيضاني . 2- دور لبنان تاريخياً في المنطقة ومعضلاته الحالية، وكيف يمكن حل أزمة لبنان ليتمكن من أداء دور مؤثر في معالجة قضايا المنطقة؟. استعرضه الدكتور ألفرد رياشي

الجلسة الثالثة ومحورها : “دور تركيا في تجذير أزمات المنطقة” وفيها فقرتان 1- دور نزعة العثمانية الحديثة في استراتيجية تركيا بالهيمنة على منطقة الشرق الأوسط (د.محمد نور الدين).

. 2- كيف تندمج الفاشيات الخضراء والبيضاء والسوداء في تركيا، وكيف تنعكس على شعوبها؟ وما الحل؟. (مدحت سنجار).

الجلسة الرابعة (الأحد): تحت عنوان “موقع السلطات الإقليمية من أزمات الشرق الأوسط الراهنة” وتشمل فقرتين 1- موقع السلطات الإيرانية من أزمات الشرق الأوسط الحالية، ما الحل؟ يقدمها الباحث الإيراني سعيد مرادي.

2- ما دور السلطات العربية في استقطاب التدخل الخارجي (سوريا والعراق نموذجاً)، وما الحل؟ يقدمها هاوجين ملا أمين

الجلسة الخامسة: تحت عنوان “رسم المسار الصحيح للنفاذ من أزمة الشرق الأوسط” وتتفرع منها 3 فقرات وهي 1- قراءة في سوسيولوجيا الحرية بوصفها روح الحداثة الديمقراطية (بشرى علي). 2- نموذج الأمة الديمقراطية باعتباره بديلاً جذرياً لنموذج الدولة القومية، وكيف يمكن تجاوز ظواهر الدولة القومية والسلطة والعنف عن طريقه؟ (اليزابيت عيسى كورية) 3- ثورة المرأة شرط محوري لإنجاز الثورة الشرق أوسطية المعاصرة. (عائشة عيسى حسو).

الجلسة السادسة: تحت عنوان “الإرشادات المستقبلية بشأن الشرق الأوسط” وتتفرع إلى فقرتين هما 1-كونفدرالية الأمم الديمقراطية الشرق أوسطية (هافين غوناسار) 2- مشروع” سوريا الديمقراطية” كبداية لـ”عصر الشرق الأوسط الديمقراطي”. (اكرم حسو).

السابق
محمد بيضون ومنى فياض: «حزب الله» وضع نفسه فوق الجميع وهو يعمل على إذلال الشيعة
التالي
يحيى جابر في عمله المسرحي الجديد: «شو ها» أو «نحني» بكامل عريها