البنك الدولي يقرع ناقوس الخطر بسبب التأخير بتشكيل الحكومة

ويعاني لبنان من ثالث أعلى نسبة للدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي في العالم عند 150 في المئة، وتباطؤ في النمو الاقتصادي وما سماه صندوق النقد الدولي مواطن ضعف متزايدة في نظامه المالي.

أوضح رئيس ​البنك الدولي​ ​فريد بلحاج​ لـ”المستقبل” أنّ “الحاجة ماسة للتوافق اللبناني لأن هذا التأخير في ​تشكيل الحكومة​ لا يُساعد لبنان أبداً”، منبهاً أن “الكل في هذا البلد سيخسر إذا لم تُعالج الأزمة السياسية، فعامل الوقت بات أساسياً في حل المأزق الاقتصادي”، مبدياً أسفه “لاستمرار لبنان في تضييع الكثير من الفرص بينما التحديات التي يواجهها لا تزال على حالها ولم تتغيّر”.

وأوردت وكالة “رويترز” تقريراً حمل عنوان “مسؤولون بالبنك الدولي: الإصلاحات في لبنان تفقد الزخم، وتعهدات المانحين في خطر”، وجاء فيه التالي:

“قال مسؤولون كبار في البنك الدولي، اليوم الجمعة، إنّ لبنان يفقد القوة الدافعة في مسعاه لتشكيل حكومة وإصلاح مالية الدولة، وهو ما يضع في خطر تعهدات استثمارية من المانحين بمليارات الدولارات.

وهناك أكثر من 11 مليار دولار من أموال المانحين الدوليين مشروطة أيضاً بالتزام ملموس بالإصلاح الاقتصادي.

قلق فرنسي

وقالت مصادر  فرنسية لصحيفة “الجمهورية”: “كلما مرّ وقت إضافي من دون تشكيل حكومة في لبنان زادت المخاوف على مؤتمر «سيدر» وارتفع منسوب الخطر، علماً بأننا ملتزمون به”.

وكشفت المصادر “أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي سيلتقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القمة الفرنكوفونية، طلب أن يكون وزير الخارجية جبران باسيل حاضراً لمناقشة عدد من القضايا المهمة، لكنه فوجئ عندما سمع أنّ باسيل لن يحضر معه خلال اللقاء في القمة”.

إقرأ أيضا: مؤتمر سيدر1 هل ينقذ لبنان… أم تبتلعه الخلافات وسوء الادارة؟

وبعد ستة أشهر من انتخابات برلمانية، لم يحقق رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري تقدما في مساعيه لتشكيل حكومة وفاق وطني مع تزاحم الفئات السياسية على المناصب في مجلس الوزراء الجديد.

وتولي حكومة جديدة السلطة ضروري قبل أيّ تحركات باتجاه إصلاح المالية العامة التي قال صندوق النقد الدولي في حزيران إنّ لبنان في حاجة ماسة إليها لوضع الدين العام في مسار مستدام.

خطر عدم الحصول على تمويل

وقال ساروج كومار جها المدير الإقليمي للبنك الدولي إنّ لبنان لم يعد لديه متسع من الوقت للحصول على التمويل، بالنظر إلى الدول الكثيرة الأخرى التي تحتاج إلى استثمارات. وأضاف قائلاً: “بشكل عام يوجد شعور، حتى في هذه المدينة، بين المانحين والسفراء بأننا نفقد الزخم”.

إقرأ أيضا: خروج حزب الله من النظام المصرفي اللبناني يلجم تأثير العقوبات

ومتحدثا في مكتب البنك الدولي في بيروت، قال جها: “إذا لم يتحركوا سريعاً… سيبدأ المانحون بتحريك الكثير من هذه الموارد إلى أماكن أخرى. الخطر حقيقي جداً”.

وفي تشرين الأول، قال البنك الدولي إنّ منحى المخاطر في لبنان يتزايد بشكل حاد، وخفض توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي للعام 2018 إلى 1 بالمئة من 2 بالمئة.

وقال بلحاج إنّ آداء لبنان سيء مقارنة مع دول أخرى في المنطقة تواجه صعوبات مثل المغرب وتونس ومصر. وأضاف قائلاً: “نحن على تواصل مع كل من هذه البلاد ونرى مستوى للالتزام من الحكومات… والقطاع الخاص… نحن لا نرى نفس المستوى هنا”.

وتعهّد البنك الدولي بتقديم 2.2 مليار دولار لمشاريع في لبنان بما في ذلك قطاع النقل وخلق الوظائف. لكن حوالي 800 مليون دولار غير مستخدمة بانتظار موافقة الحكومة ويتعين على لبنان أن يدفع “رسوم إلتزام”.

وفي بيان من مكتبه يوم الجمعة، قال الحريري إنّه متفائل بأن لبنان قد يخرج من مأزقه السياسي”.

السابق
سلام لـ«الجمهورية»: إيران تحتجز الحكومة
التالي
عرض مسرحي لدعم «صندوق الطالب المقاصدي» في جمعية المقاصد – صيدا