حزب الله يواجه محاكمات فرنسا واعتقالات الأرجنتين بسنّة 8 آذار

الشرطة البرازيلية
الياس الزغبي لـ"جنوبية" إن "العقوبات الأميركية على إيران واستطرادا على حزب الله بدأت تعطي مفاعيلها القاسية، وليست التوقيفات والمحاكمات في فرنسا والأرجنتين مؤخرا إلا رأس جبل الجليد، ويرجح أن تتصاعد هذه العقوبات تباعا.

تستشعر إيران ومعها حزب الله وفق الزغبي: معالم هذا الواقع المستجد، وتحاول التعامل معه من خلال التأثير المباشرة على لبنان كدولة وتعطيل تشكيل الحكومة بحجة تمثيل سنّة 8 آذار”.

عمل حزب الله على توظيف “فائض القوة الشيعية” في الإطباق على القرار السياسي وإعاقة مشروع تشكيل الحكومة العتيدة، والسيطرة على مؤسسات الدولة والتحكّم بمرافقها الحيوية، إضافة إلى حمايته لمنظومة فساد متشابكة محليا وعالميا، ولكن ما لم يقع في حسبانه هو انكشاف نشاطاته الأمنية والمالية امام أنظار المجتمع الدولي.

فبعد عجز الدولة في لبنان من الحدّ من ممارساته بوصفه فريقا سياسيا يستقوي بسلاحه،بدأت ملاحقة الحزب خارجيا، وخصوصا مطاردة منظومته المالية وعمليات شبكاته الأمنية التي تعمل حسب الادعاءات الدولية، كمافيات لتبييض الأموال وتهريب الأسلحة والإتجار بالمخدرات، وهو ما يتم كشفه تباعا.

اقرأ أيضاً: سنة 8 آذار وملامح انكفاء المشروع الإيراني الخارجي

فقد كشفت صحيفة لوموند الفرنسية أمس، عن مثول مجموعة من المتهمين اللبنانيين أمام المحاكم في باريس،وهؤلاء يعملون كشبكة لتبييض الأموال والإتجار بالمخدرات بغرض تمويل حزب الله المصنّف كمنظمة إرهابية عالمية، على حد قول الصحيفة.

وفي التفاصيل التي نشرتها الصحيفة، فإن منسقي شبكة “سيدر”، التي كشفتها أجهزة الأمن الفرنسية بالتعاون مع مكتب مكافحة المخدرات الاميركي” روستي باين”، يرأسها محمد عمار المعروف بـ”أليكس” وهو يرتبط بمافيا كولومبية لتجارة المخدرات منذ العام 2015، أما منسقو الشبكة الأخرون فهم يقيمون في بيروت، ومنهم محمد نور الدين صاحب مكتب صرافة، وعباس ناصر الذي يتنقل بين أوروبا، وهونغ كونغ وسنغافورة.

وفي السياق نفسه،اعتقلت الأجهزة الأمنية الأرجنتينية اليوم، شخصين يشتبه بارتباطهما بحزب الله في العاصمة بوينس أيرس، بعد أن ضبطت بحوزتهما أسلحة وأوراق هوية باللغة العربية وصورة لراية حزب الله، وذلك وسط تكتم بالغ منع تسرب تفاصيل التحقيق مع تلك الشبكة.

الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي رأى أن مفاعيل العقوبات وملاحقة حزب الله وشبكاته المالية عالميا، سيرتد بشكل سلبي على نفوذ إيران وحزب الله في المنطقة العربية تمهيدا لخروج لبنان من أزمته.

الزغبي أكد في حديث لـ”جنوبية” أن “العقوبات الأميركية على إيران واستطرادا على حزب الله بدأت تعطي مفاعيلها القاسية، وليست التوقيفات والمحاكمات في فرنسا والأرجنتين مؤخرا إلا رأس جبل الجليد، ويرجح أن تتصاعد هذه العقوبات تباعا.

تستشعر إيران ومعها حزب الله وفق الزغبي: معالم هذا الواقع المستجد، وتحاول التعامل معه من خلال التأثير المباشرة على لبنان كدولة وتعطيل تشكيل الحكومة بحجة تمثيل سنّة 8 آذار”.

وتوقّع الزغبي أن “تتفاعل هذه العقوبات وتضغط على إيران وحزب الله في كل الساحات الإقليمية وتحديدا في سوريا، والعراق، ولبنان واليمن، ولذلك تستخدم إيران في هذه المرحلة لبنان كورقة للرد على هذه العقوبات، لما يشكله الأخير من خاصرة رخوة لهذه الأوراق الإيرانية”.

يضيف قائلا “إيران لم يعد باستطاعتها الرد على العقوبات الأميركية في سوريا والعراق واليمن فبات من السهل عليها أن تستخدم لبنان كساحة للرد”.

وبرأي الزغبي فإن إيران تسعى لإبرام صفقة مع موسكو “تأمل من خلالها أن تقايض الورقة اللبنانية بالورقة السورية، بمعنى أنها تعد بتسهيل ولادة الحكومة في لبنان من خلال حزب الله مقابل أن يخف الضغط السياسي والأمني عليها في سوريا”.

واعتبر الزغبي أن الحصار والعقوبات الاميركية على إيران وحزب الله “سوف يزداد تأثيرها السلبي على دور إيران الشامل في المنطقة العربية والاقليم، وتاليا على دور حزب الله في لبنان” لافتا الى أن “تسلّق حزب الله إلى أعلى الشجرة في مسألة فرض تمثيل سنّة 8 آذار ليس سوى انعكاس لهذا المأزق الإيراني ومن خلفه حزب الله، وقد بات النزول عن رأس الشجرة بمثابة هزيمة له”.

الزغبي استبعد وجود حلّ للأزمة اللبنانية ربطاً بالعقوبات وأزمات المنطقة التي تفاقمها إيران، وختم قائلا “طالما أن حزب الله لا يستطيع التنازل عن شرطه العالي يتوجب على لبنان انتظار نتائج عملية لهذه العقوبات، بحيث يُعاد النظر في التوازنات السياسية والأمنية والعسكرية في المنطقة العربية من لبنان إلى اليمن، وعلى هذا الأساس سيكون أمام لبنان فرصة للخروج من أزمته”.

السابق
يوم كرهَ اللبنانيون عيد الاستقلال
التالي
العمائم هي من أهلكت العراق