نصرالله تجاوز «الخطوط الحمر» وسنته صم بكم عمي

ما زال لخطاب الأمين العام لحزب الله " حسن نصرالله" تداعياته السلبية التي لم توفر أي مكون "سياسي" او "ديني" إلا واستهدفته، من "أنتينات" جنبلاط و "عقدة" جعجع مروراً باتهام الرئيس سعد الحريري بـ "احتكار قرار الطائفة السنية" وصولاً الى التعرض للمقامات الدينية "السنية" و"المسيحية".

نصرالله الذي تعرض لمفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان دون أن يسميه صراحة، لم يوفر “بكركي” والبطريرك “مار بشارة بطرس الراعي في خطابه الأخير، وقد انتقد مواقف دريان والراعي الداعمة للحريري وللمؤسسات الدستورية ولاتفاق الطائف بغضب مسهب، وكأن به يقول “أنا ولي فقيه الطوائف، وولي أمرها، ولي وحدي قرارها”.

تأتي اليوم زيارة رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير “جبران باسيل” إلى دار الفتوى ضمن إطار أزمة “العقدة االسنية” التي افتعلها حزب الله الذي لم يترك مناسبة لتوسيع فجوة الأزمة تمر من دون أن يستغلها.

اقرأ أيضاً: نصرالله يهدد الجميع ويعلن: سأساند نواب 8 آذار حتى يوم القيامة!

لافتة هي تصريحات باسيل الداعمة لمفتي الجمهورية من دار الفتوى اليوم والتي تأتي بعد العرض الخطابي التهديدي الاستكباري الذي اتحف به نصرالله اللبنانيين يوم السبت الماضي. باسيل شدد على دور دريان الوطني، قائلاً: “إذا كان الحريري “أب السنة” السياسي فالمفتي دريان هو “أب السنة” الروحي”.

وكان نصرالله زعم في خطابه أن الرئيس الحريري يعتمد على دار الفتوى ورجال الدين لإصدار البيانات الداعمة له، وهاجم المفتي دريان والبطريرك الراعي دون أن يسميهما عندما قال: “اسمعوا يا لبنانيين والسادة الكبار رؤساء، ووزراء، وبطاركة، ومشايخ، مفتين ومطارنة، الكل يسمع، روحوا اعملوا يلي بدكم ياه، الحزب مع حلفائه ولا حكومة من دونهم”.

مصادر متابعة كشفت لـ “جنوبية” عن انزعاج كبير في دار الفتوى من كلام “نصرالله”، مشيرة إلى أن “نصرالله تجاوز “الخطوط الحمر” عندما تعرض للمقامات الدينية، ليس السنية فقط، إنما المسيحية أيضاً”، سائلة: ” كيف يرضى السنة الستة باعتداء نصرالله على مقامي دار الفتوى ومفتي الجمهورية؟ وهل أطماعهم وتبعيتهم العمياء للحزب وإيران ونظام بشار الأسد جعلهم من “الصم البكم العمي”؟.

ورأت هذه المصادر أن “نصرالله الذي اتحفنا بحرصه على التمثيل السني يحتكر “القرار الشيعي” ويهدده بسطوة سلاحه”، وذكًرت بـ ” محاولات منع حزب الله ترشح الشيعة المعارضين له في الانتخابات النيابية في مناطق نفوذه البقاعية والجنوبية، والتي وصلت إلى حد الاعتداء بالضرب وتلفيق التهم ضدهم وتوقيفهم”.

دار الفتوى التي أكدت مراراً وتكراراً على دعم الرئيس سعد الحريري وتأييد مساعيه في تأليف الحكومة، حذرت من المس بمقام وصلاحيات رئاسة الحكومة الـ “مقدسة” بالطائف والدستور، أكدت أنها لن ترضى بأن يكون تشكيل الحكومة “شماعة” لكسر الطاائفة السنية عبرها، ولا لكسر “بي السنة” الرئيس سعد الحريري الذي وحده فقط يمكنه ان يجمع “السنة” في لبنان، وكأن دريان يقول: “المس بالقرار السني خط أحمر اليوم وغداً، وبعد ألف سنة، وحتى قيام الساعة”.

فمفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان حرص في بيان دار الفتوى بعد لقائه النواب الستة على إيصال رسالة لحزب الله أنه لن يعترف بوجود كيان سني اسمه “المستقلون”، ولن يعطي أي غطاء ديني وشرعي لمطالبهم “غير المحقة”، وتبين ذلك جلياً عندما أشار في البيان الى أن ” دريان استقبل في دار الفتوى وفداً من النواب، ضم: عبد الرحيم مراد، وقاسم هاشم، وعدنان طرابلسي، والوليد سكرية” ضارباً ما يعرف بالـ “اللقاء التشاوري” عرض الحائط.

اذن المفتي دريان لا يعترف بكتلة سنية مستقلة، ولن يعطي شرعية لتمثيلهم، فلا سطوة سلاح حزب الله ولا نبرة نصرالله العالية ستؤثر على موقف دار الفتوى، وهذا الموقف يقابله موقف الحريري أمس والذي أعلن بأنه “أب السنة ويعلم أين مصلحتهم ولن يدفع فاتورة القانون الانتخابي سنياً مرتين”، ويرى متابعون أن الحريري أحرج نصرالله بذكاء عندما أعلن عن تمثيل سني بالاتفاق مع الرئيس نجيب ميقاتي من خارج فلك تيار المستقبل، ليطلق رسالة إلى نصر الله يقول فحواها “انا لا أحتكر القرار السني فلا تتدخل”.

اقرأ أيضاً: لا سيادة بلا مكون شيعي حر…

يبدو أن ثمة قراراً سنياً مدعوماً من المرجعية النسية الأعلى “دار الفتوى” يقضي التخلي عن “الصبي” هذه المرة، وخصوصاً بعدما قال الحريري أمس أنه لم يعد قادراً على إقناع نفسه بنظرية “بي الصبي وأمه”، مطالباً الحزب بأن يتحمل مسؤولياته الوطنية وأن يتبنى ” الصبي” ولو لمرة واحدة.

ختاماً، بات على نصرالله الاقتناع بأن من لا يسمح أصلاً بمنح أي فرصة للشيعة المعارضين بأن يتمثلوا أو يعبّروا عن آرائهم، ومن يقوم بالاعتداء عليهم ضرباً وقتلاً سواءً أمام السفارة الايرانية أو بقاعاً وجنوباً، ومن ينعتهم بـ ” شيعة السفارة” ويتهمهم بالـ”العمالة” لإسرائيل ويصل إلى حد “تكفيرهم” ووجوب قتلهم، لا يحق له أن يفتح “فمه” ويدعي أنه الـ”ملاك” الذي سيؤمن تمثيل الآٍخر في أي طائفة أخرى ونقطة عالسطر.

السابق
لا سيادة بلا مكون شيعي حر…
التالي
دفعة جديدة من النازحين السوريين تعود عبر المصنع