بعد خطاب الحريري الحازم …كيف سيرد حزب الله؟

نجح الرئيس المكلف سعد الحريري خلال مؤتمره الصحافي أمي ان يضع النقاط على الحروف، فلم يرد بقسوة على التهديدات المبطنة التي اطلقها أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله قبل يومين، فالتزمت كلمته بالسياق المنطقي، وبنبرة فيها الكثير من الحزم الذي مكّنه ان يظهر حقه دون تسفيه حق الآخرين.

وصفت أوساط سياسية كلمة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بالمسؤولة والموزونة، كاشفا ان وزير الخارجية جبران باسيل يقوم بوساطة لم يفصح بتفاصيلها، وهو ان اتهم”حزب الله اليوم بعرقلة ولادة الحكومة ونقطة عالسطر”، الا انه ترك الباب مفتوحا على تسويات وحلول.

 

جنبلاط ينعى اتفاق الطائف

دعت أوساط نيابية بارزة، عبر صحيفة “السياسة الكويتية”، إلى التعامل مع كلام رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي نعى “اتفاق الطائف” بعد مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بكثير من الاهتمام والمتابعة، بالنظر إلى أنها المرة الأولى التي يقول فيها جنبلاط إن “اتفاق الطائف” انتهى.

 

ورأت الأوساط أن “هذا مؤشر بالغ الخطورة على لسان شخصية لبنانية عاصرت الاتفاق الذي أضحى دستوراً للبنان، وسقوطه يعني سقوط الدستور”.

 

وأشارت إلى وجود مخاوف جدّيّة من وجود رغبة حقيقية في إسقاط النظام القائم لمصلحة نظام جديد على أساس “المثالثة”، كما يرغب حزب الله الذي يؤخر ولادة الحكومة حتى قيام الساعة، من أجل توزير النواب السُّنَّة المستقلين الذين يدورون في فلكه.

 

كيف سيرد حزب الله على الحريري؟

بحسب تلفزيون MTV، لم يستغرب حزب الله مضمون الكلمة التي ألقاها رئيس الحكومة المكلّف في “بيت الوسط” أمس، لا بل توقّع لهجةً أقسى كانت مهّدت لها وسائل إعلام “المستقبل”.

 

فقد وجد حزب الله في كلام الحريري مخرجاً، إذ هو لم يقفل الباب أمام الحزب كما لم يطلق الاتهامات عشوائيّاً. هو رفض مثلاً، ربط تعطيل الحكومة بأسبابٍ خارجيّة، حاصراً الأزمة بالحزب فقط، ما يتيح إيجاد تسوية في أيّ وقت.

 

وتتحدّث مصادر قريبة من الحزب عن أنّ الحريري لم يُوفّق في محاولة وضع حزب الله في مواجهة مع رئيس الجمهوريّة، “وهي مسلّة” يُنصح للجميع بألا “يُخيّط” فيها. مع الإشارة الى أنّ توتراً شهدته العلاقة بين الرئيس ميشال عون والحزب، بعد المقابلة التلفزيونيّة في الذكرى الثانية لانتخاب رئيس الجمهوريّة. غيمة تشرينيّة مرّت.

 

وإذا كان الحريري أعلن، للمرة الأولى، عن اتفاقٍ بينه وبين الرئيس نجيب ميقاتي على تمثيل الأخير في الحكومة بوزيرٍ سنّي، فإنّ المصادر القريبة من الحزب ترى أنّ الحريري قدّم تنازلاً في غير مكانه وأوقع نفسه في مطبٍّ إذ وافق على تمثيل كتلة ميقاتي المؤلفة من أربعة نواب ليس فيهم إلا سنّي واحد هو ميقاتي، في حين رفض تمثيل مجموعة متّحدة من النواب السنّة.

 

لن يردّ حزب الله إذاً على الحريري، لا مباشرةً ولا بالواسطة. لا بل ينظر بإيجابيّة الى المسعى الذي يقوم به الوزير جبران باسيل مبدياً الاستعداد للحوار مع الجميع من أجل حلّ العقدة الوحيدة المتبقية أمام تشكيل الحكومة.

 

إلا أنّ هذا الانفتاح لا يعني أبداً التخلّي عن مطلب تمثيل حلفائه السنّة. تلفت المصادر هنا الى أنّ الحريري فهم من استخدام نصر الله عبارة “ما بتعرفونا” تهديداً، بينما قصد بها الوفاء للحلفاء.

السابق
عالمية جواد نصر الله ومحلية الرئيس بري
التالي
ريتشارد: أهمية فتح مجال عادل ومتساو للشركات الدولية في قطاع الطاقة في كل لبنان