الحرب على غزة: فوضى منظمة في إطار التجاذبات الإقليمية والدولية

غزة
القيادي في حركة حماس جمال عيسى استبعد تصعيد الحرب في غزة مؤكدا لـ"جنوبية": أن "إسرائيل خرقت مسار التهدئة لإعادة عملية المفاوضات، وهي تحاول التنصل من البنود التي تمّ الاتفاق عليها فيما يتعلق بالممر المائي ورواتب 2000 موظف في سلطة حماس".

تختلف تقديرات المراقبين لمآلات الوضع الميداني والعسكري حول قطاع غزة المحاصر وأهداف الاحتلال الإسرائيلي من الاعتداءات العسكرية التي بلغت الذروة أمس مع وصولها إلى خان يونس جنوب القطاع.

رأى البعض مع استشهاد القائد في حركة حماس نور بركة وسقوط سبعة شهداء أن التصعيد محدود وغاياته استخبارية ومعلوماتية ، في حين وصفت آراء أخرى العملية بالفاشلة معتبرين أنها سوف تكبد الكيان الصهيوني خسائر سياسية كبرى وتستجر محاسبة الدول والقوى التي تعمل على مسار التهدئة.

اقرأ أيضاً: الفراغ في غزّة… والدور المصري

من جهة أخرى،كان لافتاً أن توقيت الهجوم على غزة ونوعية العملية وسقوط 19 إسرائيليا بالتزامن مع إعلان واشنطن دعمها للعملية العسكرية الإسرائيلية على القطاع، تقاطع مع معلومات حول “ضوء أخضر أميركي آخر لتوجيه ضربة عسكرية لحزب الله ومواقعه في لبنان، بعد أن أصبح الأخير محاصراً بفعل العقوبات الأميركية التي يضاف إليها تنديد دول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها بريطانيا، بنشاطات الحزب المشبوهة واعتباره منظمة إرهابية، ليس بجناحه العسكري فحسب إنما أيضا السياسي.

تفيد المعلومات أيضا أن “الضربة الاسرائيلية ستكون مدروسة وموجعة خاصة بعد جمع العدو لجملة معطيات استخبارية حول أماكن تواجد وتخزين الأسلحة والصواريخ الخاصة بالمقاومة، وتصعيد تهديداته ومواقفه الداعية إلى وقف تعاظم قوة الحزب العسكرية وتسليحه بمنظومة صواريخ بعيدة المدى من قبل إيران”.

كما أوضحت مصادر لـ”جنوبية” أن “أطرافا عدة ترغب في بقاء غزة مسرحاً للفوضى في ظل تجاذب إقليمي ودولي، لتمرير صفقة القرن وتهويد القدس بشكل رسمي وصولاً إلى تحويل غزة إلى جزيرة معزولة، وضبط مسيرات العودة على أطراف القطاع المحاصر، في مقابل بعض التنازلات لدولة الاحتلال من خلال توسيع مساحة الصيد البحري، والاستمرار بالسماح بتدفق الأموال المحوّلة قطريا.

جمال عيسى القيادي في حركة حماس استبعد في حديث لـ”جنوبية” تصعيد الحرب في غزة وتوسعها إلى حرب شاملة، في ظل مساعي التهدئة الجارية”، مؤكدا أن
“إسرائيل خرقت مسار التهدئة لإعادة عملية المفاوضات، وهي تحاول التنصل من البنود التي تمّ الاتفاق عليها فيما يتعلق بالممر المائي ورواتب 2000 موظف في سلطة حماس”.

جمال عيسى

واعتبر عيسى أن “المعركة وقعت نتيجة خطأ تقدير إسرائيلي، بحيث حصل اشتباك خلال مرور دورية لجيش العدو، أدت إلى مقتل القيادي في حماس نور بركة، فكان أن ردت حماس تحت الضغط الشعبي، وبعد اجتياز اسرائيل للشريط وتوغلها حوالي ثلاثة كلم، وسقوط سبعة شهداء فلسطينيين، ما اضطر حماس للتصدي والرد والمواجهة مع قوات الاحتلال”.

وأشار عيسى إلى أن “رئيس دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو يتعرض للضغط الداخلي ولانتقادات سياسية وأخرى شعبية، في المقابل فإن حركة حماس تترجم موقف الشارع الفلسطيني الذي لم يكن راضياً عن مسار التهدئة والشروط الإسرائيلية، فهو كان قد دفع ثمناً غالياً جداً بتقديم مئتي شهيد وآلاف الجرحى، ليس للحصول على خمسة عشر مليون دولار و كي تقوم إسرائيل بعد ذلك برفض ما اتفق عليه حول الممر المائي”.

اقرأ أيضاً: هل تستغل اسرائيل مواجهات غزة لإنجاز «صفقة القرن» مع أميركا؟

وذكّر عيسى أن “خلاف حماس مع منظمة التحرير الفلسطينية هو على قاعدة رفضها لشروط التهدئة، لأن القضية لن ترتبط بالحصول على الأموال والمواد التموينية، وقد دفعنا قضية حصار القطاع إلى أعلى مستويات سياسية”.

من جهته أشار ممثل حركة فتح في لبنان جمال أشمر، إلى أن “الأجواء العامة بين حماس والعدو كانت تؤكد أن مسار التهدئة يسلك طريقه الطبيعي، ولكن ما حصل أن الاسرائيلي حتى خلال هذه التهدئة كان لا يفوّت فرصة للقيام بجرائم القتل، وبعد عملية الاعتداء الاخيرة لا يمكن لأي من الفصائل الفلسطينية المقاومة السكوت” لافتا الى أن “عملية الاعتداء الأخيرة تمت بتغطية من رئيس دولة الاحتلال بعد أن سبق له أن أعلن خلال زيارته إلى فرنسا أن جهود التهدئة مستمرة إلا أنه من جهة أخرى يغطي قيام وحدات خاصة في جيش الاحتلال للقيام بعمليات استخبارية وأمنية”.

السابق
الحريري: «انا بي السّنة» في لبنان ولن نقبل بخرق «الطائف»
التالي
بالتفاصيل: واشنطن تصنّف جواد حسن نصرالله «إرهابياً عالمياً»