هل تُواجه تهديدات نصر الله بإحياء 14 آذار؟

اسئلة حول فرص احياء مشروع ١٤ اذار بعد خطاب السيد حسن نصرالله التصعيدي، هل من اتجاه يدفع نحو هذه العودة؟ هذا ما يجيب عليه النائب السابق فارس سعيد والدكتور حارث سليمان والمهندس راشد حمادة.

لم يظهر الأمين العام لحزب الله “حسن نصرالله” بهذه الحدية الخطابية منذ أحداث السابع من أيار، لا بل يرى بعض المراقبين أن خطابه الأخير هو الأكثر شراسة وحدّية في تاريخ خطاباته التي تميزت برفع أصابع التهديد والوعيد للبنانيين.
مصادر متابعة اعتبرت أنه من “غير المنطقي” رد تلك الشراسة في الخطاب إلى الانتصار لمطلب توزير واحد من ستة نواب سنة قبلوا أن يتحولوا إلى مجرد “ألعاب” و”بيادق” يحركها “حزب الله” كيفما يشاء وفي الوقت الذي يريد، فنصرالله لم يكن شديد اللهجة إلى هذا الحد حتى في أكثر اللحظات الحسّاسة في خضم الصراع الإيراني السعودي.

اقرأ أيضاً: هل حصل نتنياهو على تغطية أميركية لضرب لبنان؟

مصادر متابعة أخرى رأت أن “ثمة قراراً دولياً إقليمياً بمواجهة حزب الله، وخصوصاً بعد الحديث عن خروجه القريب من الشمال السوري بقرار روسي من جهة، وصمت الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” تجاه العقوبات الأميركية على إيران من جهة أخرى”.
وفقاً لهذا الواقع الدراماتيكي، وبعد عودة الخطاب التهديدي المعهود لنصرالله، هل سيمتد القرار الدولي بالمواجهة إلى الداخل اللبناني؟ وهل هناك إمكانية لإعادة إحياء “قوى 14 آذار” بقيادة صقورها الثلاثة الحريري وجعجع وجنبلاط؟ وكيف سيكون دور المعارضة الشيعية في المرحلة المقبلة؟
في هذا الإطار قال الأمين العام لحركة “14 آذار” النائب السابق “فارس سعيد” في حديث خاص لـ “جنوبية” إن: “حركة 14 اذار هي حالة عابرة للطوائف، وقد خرجت القوى السياسية من الانتخابات وكذلك بتوزيع الحصص في الحكومة على قاعدة تمثيل طوائفها، وليس وفقاً لقاعدة سياسية، وهذا لا يصنع 14 آذار”.
أضاف: “إعادة إنتاج “حركة 14 آذار” من جديد في لبنان يحتاج إلى قرار سياسي وطني”، سائلاً “أين هو قرار مواجهة حزب الله اليوم؟”


وتابع سعيد: “لا أرى بين القوى السياسية التي كانت منضوية داخل 14اذار راغبة في مواجهة حزب الله أو الخروج من التسوية، بل هناك رغبة للتأكيد عليها بحجة الاستقرار وبالتالي سيقدمون مزيداً من التنازل”.
واستطرد قائلاً أن “غالبية القوى السياسية اللبنانية لا تريد مواجهة حزب الله لأنها تخافه، وهذه القوى الداخلية لن تتحمس لإعادة إنتاج حالة مواجهة الحزب”.
ورأى سعيد أن “الأمين العام لحزب الله “حسن نصرالله أسقط في خطابه يوم السبت نظرياً “اتفاق الطائف”، ومعروف ماذا يريد نصرالله من لبنان”.
وسأل: “هل هناك قوى تريد الدفاع عن اتفاق الطائف والدستور والشرعية اللبنانية التي بنيت عليها الشرعية الدولية أي القرار الدولي 1559 والقرار 1701 ؟” مضيفاً أن: ” سقوط اتفاق الطائف يسقط القرارين، ولا أرى قوى لبنانية تريد أن تدافع عنهما”.
وعن الدور الشيعي المعارض في المرحلة القادمة قال المهندس “راشد صبري حمادة” لـ “جنوبية”: “نحن بحركتنا التي ناضلت من أجل بناء الدولة نعتبر أن كل ما يتعلق بذلك يعنينا وكل ما يتعلق بهدمها وعدم الاعتراف بها يؤذينا”.
وأشار إلى أن “الطائفة الشيعية غير ممثلة اليوم، وقرارها مخطوف، ضحكوا على أبنائها بالدين وابتزوهم بالمال وعزلوهم عن الأمة العربية”.

وإذ لام حمادة “قوى 14 اذار” على المواقف التي وصفها بالمهزوزة”، رأى أن “14 اذار ” هي حركة ردة فعل عفوية قام بها الوطن ككل، واليوم لا يوجد من هو أهل لقيادة مثل  هذه الحركة”.
أضاف: “لا أراهن على أحد، وأكد حمادة أن “الدور الشيعي المعارض هو دور توعوي وقومي عربي، العروبة تعنينا كثيراً وأنا مع العربي “يلي حقو فرنغين” ضد الفارسي “يلي حقو مليونين”.

اقرأ أيضاً: الأنظار باتجاه بيت الوسط مجدداً.. فماذا سيقول الحريري؟

من جهته اعتبر الكاتب السياسي “حارث سلمان” في حديث لـ “جنوبية أن “إعادة إحياء قوى 14 اذار مجرد أوهام، ولا يمكن التعويل على ذلك إلا بعد أن نسمع بذلك من أصحاب المواقع”.


وعلى الرغم من كل هذه الأجواء، لا يزال الشعب اللبناني الذي نزل في 14 اذار 2005 إلى ساحة الشهداء وطرد الاحتلال السوري من وطنه، يأمل ويعول على إمكانية إعادة إحياء قوى 14 اذار، ومعاودة السير على طريق الحرية والسيادة والاستقلال.

السابق
حنكش: نحن بحاجة إلى لبنان جديد قائم على إصلاح حقيقي
التالي
باسيل: سألتقي جنبلاط في الساعات المقبلة