رأي سماحة السيد محمد حسن الأمين بشأن الحضانة

السيد محمد حسن الأمين
رأي سماحة العلاّمة السيد محمد حسن الأمين في موضوع الحضانة.

يرى سماحة العلاّمة السيد محمد حسن الأمين في موضوع الحضانة، أنّ هذا الموضوع من الموضوعات التي هي محل ابتلاء لدى نسبة عالية من الأسر التي يفترق فيها الزوجان، وفي الشريعة الإسلاميّة (وليس في القرآن) أحاديث كثيرة، وروايات متعددة تختلف فيما بينها في تحديد سن الحضانة بين الزوج والزوجة عندما يكونان مطلّقين أو مفترقَين.
ونحن إذا أمعنّا النظر في موضوع الحضانة نجد أنّ المنظور إليه هو مصلحة الصغار الذين هم موضوع الاختلاف، ولذلك فإني أذهب إلى الأقوال التي تعطي للمرأة حق الحضانة إلى أبعد حد ممكن، انطلاقاً من واقع هو أنّ الأطفال بحاجة إلى حنان الأم وعاطفتها، خاصّة عندما يكون الأطفال في سن صغيرة، دون أن يعني ذلك منع الأب من رؤية هؤلاء الأطفال أو اصطحابهم لمدّة قصيرة.

اقرأ أيضاً: قضية حضانة طفل اللواء إبراهيم تشغل الرأي العام اللبناني

وطبيعي أن نستثني من هذا الاقتراح النساء غير الصالحات أو اللواتي تسيء حضانتهن لهؤلاء الأبناء، وأعتقد أنّ ما قامت به بعض المراجع الإسلاميّة السنية في لبنان وفي مصر وربما في دول أخرى هو من الأمور الراجحة، حيث تمكّنت هذه المراجع أن تستخرج من النصوص ومن آراء الفقهاء قواعد جديدة، ومتناسبة مع مقاصد الشريعة في موضوعي الطلاق والحضانة.
وهذه في رأينا مفارقة بالنظر لكون الاجتهاد يشكّل عنصراً مميزاً في المذهب الجعفري عنه في المذاهب الإسلاميّة الأخرى.

اقرأ أيضاً: السيد محمد حسن الأمين: الانتصار للمنهج العقلي يجدد الإسلام ويدخلنا في العصر

والاجتهاد في نظري يتيح للمجتهد أن يشخّص الموضوعات التي تقع عليها الأحكام دون أن يكون اجتهاداً في مقابل نص ثابت، ونحن نلاحظ، أنّ النصوص في موضوعي الطّلاق والحضانة هي من الاختلاف بدرجة يستطيع معها الفقيه المجتهد أن يستخرج أحكاماً ربّما تكون مختلفة مع آراء بعض الفقهاء والمجتهدين السابقين، وإلّا فما معنى الاجتهاد إذا كانت آراء السابقين ملزمة لنا بصورة نهائيّة وغير قابلة لإعادة النظر فيها.

(من كتاب “أمالي الأمين” للشيخ محمد علي الحاج العاملي)

السابق
قضية حضانة طفل اللواء إبراهيم تشغل الرأي العام اللبناني
التالي
حنكش: نحن بحاجة إلى لبنان جديد قائم على إصلاح حقيقي