لقاء «إيجابي» بين نصرالله وباسيل.. فهل سيفكك خطاب نصرالله عقدة الحكومة؟

تقف الأوساط السياسية أمام هذا اللقاء المطول قبيل كلمة نصرالله المرتقبة، غداة توكيل رئيس الجمهورية الوزير باسيل مهمة إيجاد حل للعقدة الأخيرة.

لقاء مطول جمع أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في حضور وفيق صفا، تحت عناوين عريضة أهمها إيجاد السبل الكفيلة بحل العقد التي تعترض إنهاء عملية تشكيل الحكومة، فهل لكلمة نصرالله المسائية أي خرق في جدار التأليف؟

بيان اللقاء ركز أيضاً على “وجوب تحصين الوحدة الوطنيّة ومنع الانجرار إلى توتير البلاد أو التحريض المذهبي أو الطائفي،ما قد يعطي انطباعاً عن أن النية في هذه المرحلة سحب التجاذبات المحلية، لا سيما في الموضوع الحكومي والعقدة التي استجدت في آخر لحظات تشكيلها،وهي تمثيل نواب سنة 8 آذار، مما جعل الرئيس المكلف سعد الحريري يغادر البلاد في زيارة خاصة لفرنسا بعد كان قد أعلن عن رفضه لهذا التمثيل ورد الكرة إلى ملعب حزب الله، المعرقل الأساس لعملية التشكيل بعد رفضه تسليم أسماء وزرائه،خصوصاً بعد تناغم الرئاسة الأولى مع قراره إثر الكلام الصريح من الرئيس ميشال عون في ذكرى انتخابه الثانية عن رفضه لإضعاف الحريري.

اقرأ أيضاً: باسيل يباشر بوساطته ويلتقي نصرالله لحلّ عقدة المعارضة السنيّة

تعليقاً على اللقاء والمحادثات الأخيرة، أكد عضو تكتل “لبنان القوي” النائب سليم خوري “أن اللقاء المسائي بين الوزير باسيل والسيد نصرالله يشكل خطوة إيجابية، وما رشح عنه من معلومات قليلة من خلال البيان الصادر عن حزب الله اليوم، والذي يؤكد على الوحدة الداخلية وتحصينها، يصب في خانة التسهيل في تشكيل الحكومة،وهذا هو هدف الجميع”.

وأضاف “لا يمكن تأكيد إذا ما كان السيد نصرالله خلال كلمته اليوم “سيفكك العقدة”، ولكن ما رشح عن اللقاء كان إيجابياً ونتمنى ترجمة هذه الإيجابية في خطابه، وانعكاسها على تشكيل الحكومة،وأكد أن التيار الوطني الحر بشخص رئيسه دخل على خط تقريب وجهات النظر في هذا الموضوع،وأن باسيل متفائل بعد المحادثات التي أجراها أمس، على الرغم من أننا غير معنيين بشكل مباشر بهذه العقدة، إلا أننا معنيين بأن يكون لدينا حكومة في أقرب وقت لمواجهة التحديات الداهمة اقتصادياً وأمنياً وسياسياً، ووجوب وجود سلطة تنفيذية شرعية ومتماسكة كي تستطيع مواجهته”

وختم قائلا” لا معطيات لديه بخصوص وضع الرئيس الحريري بجو محادثات باسيل إلا أنه يتوقع ذلك”.

وكيف تقرأ أوساط المستقبل الأجواء المستجدة؟

تتجه الأنظار اليوم الى كلمة نصرالله المنتظرة وما ستتضمنه، وفي هذا الإطار أكد عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل راشد فايد، أنه “لا يمكن التكهن بما سيقوله نصرالله مساءً، وأن التكهن في هذه المهلة القصيرة ليس له معنى، ويقع في خانة “التبصير”، ولكن البيان الصادر لم يحمل أي تليين أو تبديل بالمواقف بل حاول تبريد الأزمة، حيث تبنى نصرالله كلام باسيل عن المعايير الموضوعية والعملية، وأن لكل أربعة نواب وزير وبالتالي وجوب توزير سنة 8 أذار”.

وأضاف” تعودنا في الفترة الأخيرة على تقلبات الحزب التكتيكية المفاجئة، بحيث أثار في بداية التكليف موضوع زيارة سوريا، وأن لبنان يتضرر اقتصادياً إذا لم يذهب الرئيس الحريري لدمشق لفتح معبر نصيب، ومن ثم أثار موضوع البيان الوزاري وماذا سيتضمن، وفجأة يظهر نصرالله بخطاب يقول فيه إن هذه المواضيع مؤجلة ولا يجب إثارتها، والآن خرج الحزب ببيان يحمل تراجعاً عن التصعيد الممارس مؤخراً بموضوع توزير سني من خارج المستقبل، وهذا يعني أن لبنان عند الحزب خاضع لتقلبات الأزمة الايرانية”.

ضوء أخضر

تقف الأوساط السياسية أمام هذا اللقاء المطول قبيل كلمة نصرالله المرتقبة، غداة توكيل رئيس الجمهورية الوزير باسيل مهمة إيجاد حل للعقدة الأخيرة، بعد لقائه نواب سنة 8 أذار، وبعد تأكيد الرئيس المكلف على قراره المتخذ منذ اليوم الأول في هذا الشأن، وقد يكون شراء الوقت من قبل حزب الله لانتظار ما ستؤول اليه العقوبات الأميركية على إيران قد تكلل بضوء أخضر لتسهيل التأليف، خصوصاً بعد تصريح الرئيس الايراني حسن روحاني اليوم بأن عقوبات أميركا لن تؤثر أبداً على اقتصاد ايران، فبعد القول بأن حزب الله يدعم مطلب السنة الستة لكنه لا يخوض معركتهم، هل سنشهد حكومة خلال الأيام القليلة القادمة؟

السابق
متغيرات نوعية: اليمن في مرحلة حسم الخيارات
التالي
«أبو عمار» أيقونة الفلسطينيين الجامعة