زمن الكبيس الملون القاتل!

لفت
"اصبحنا أمام تسميم حقيقي للبنانيين"، هكذا صرحت جمعية حماية المستهلك بعد النتائج الكارثية التي كشفها تحليل عينات من "كبيس اللفت" أخذت من ١٠ اماكن مختلفة من لبنان، حيث أظهرت استخداما كثيفا لمادة rhodamine B المسرطنة.

تم إثارة الموضوع محلياً بعد قرار السلطات الصحية في مدينة مالمو في السويد، سحب مخلل اللفت من الأسواق المحلية لديها بسبب احتوائه على مواد كيميائية خطيرة تنشط فيها الخلايا السرطانية، وتبين أن المنتج المذكور مستورد من لبنان، حيث كشفت الدائرة الصحية في مالمو قبل أيام عن وجود أصباغ في الكبيس لا تتحلل في الماء، ما يعني أنها مستحدثة من مادة كيميائية، وهذه النتائج توصل اليها أحد المختبرات الألمانية، وقد تم تعميم إنذار إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بعد ذلك.

اقرأ أيضاً: وزارة الصحة: وجود مادة «Rhodomine B» على الاراضي اللبنانية يعني انها ادخلت بطرق غير شرعية

وأشارت جمعية حماية المستهلك، في مؤتمر صحافي، إلى أنها تحركت وأعلمت كلا من وزارة الصحة والصناعة للتحقق من الأمر، وفي هذا الإطار أكد رئيس جمعية حماية المستهلك زهير برو في حديث لجنوبية أن وزارة الصحة” لم تقفل لحد الآن أي من المحلات التي شملها التقرير، لكنهم بدؤوا بالتواصل مع الجمعية للاستفسار بهدف التحرك ومتابعة الموضوع”.

وأضاف “هذه المواد ما زالت موجودة في السوق اللبناني، وأن الموضوع بدأ من السويد لأن بعض هذه المواد تم تصديره للسويد حيث وصلتنا معطيات حيال الأمر وتأكدنا منها عبر التحاليل، ، لهذا يهمنا إبلاغ المواطنين بضرورة عدم استهلاك أي نوع من أنواع الكبيس الملون، وأن يطلعوا على اللائحة التي صدرت عن الجمعية، والتي أوضحت أن بعض العينات التي أخذت سليمة وبعضها الآخر يحتوي على مواد مسرطنة، لذلك يستحسن الاعتماد على الكبيس المنزلي، لأن السوق يحتوي على كميات هائلة من الكبيس غير الصالح للأكل”.

وختم قائلا ” في الأسبوع المقبل ستقوم الجمعية بأخذ عينات إضافية من كبيس اللفت”.

ما هي مادة الـrhodamine B المسرطنة؟

قالت مصادر طبية لجنوبية أن الrhodamine B هي مادة تستخدم كيميائياً لخلطها مع مواد أخرى، وتستعمل حصراً في المختبرات، وهي مادة لا تصلح للأكل، وكذلك فإنها مؤذية للعين في حال تعرضت لها.

وفي هذا الاطار أكد رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي في حديث لجنوبية أن تقرير الجمعية “أظهر وجود مواد كالـppm1 و ppm2 و ppm5 وهذه مواد مسرطنة تقتضي اتخاذ اجراءات سريعة لوقف استخدامها، وأكد على متابعة الموضوع بالتعاون مع وزارة الصحة للكشف عن كل المصانع المذكورة، ومصادرة أي من البضائع التي تحتوي على هذه المواد”.

اقرأ أيضاً: ويبقى المستهلك ضحية الاحتكارات

تنشط صناعة كبيس اللفت في لبنان، ويضاف لأطعمة عديدة كالفلافل وغيرها، ويتم استيراده عادة من قبل لبنانيين لاستخدامه في مطاعمهم من الخارج، ويستخدم من يصنعه عادة ثمرة الشمندر لصبغه باللون البنفسجي، إلا أن بعض المصانع أصبحت تستخدم مواد ملونة لصبغه بلون أقوى، رغم قرار وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال حسين الحاج حسن في 15أيلول 2017 بمنع استخدام المواد الملونة في صناعة المخللات ومنها Rhodamine B، بعد شكاوى عديدة وردت إلى وزارة الصناعة من دول أوروبية حول استعمال مواد ملونة غير مسموح بها في هذه الصناعة، وأعادت الوزارة التذكير بالقرار في بيانها اليوم، معلنة عن متابعة الموضوع، والعمل على تحديد مصادر هذه المخللات ونوعيتها للتأكد من مدى مطابقتها للمواصفات، وخلوها من المواد الملونة الممنوعة ليبنى على الشيء مقتضاه واتخاذ التدابير اللازمة،فهل سنشهد على تحرك فعلي للدولة لمنع تسميمنا؟

السابق
باسيل يباشر بوساطته ويلتقي نصرالله لحلّ عقدة المعارضة السنيّة
التالي
أضاعوها… وأي فرصة أضاعوا!