ما مدى صحة علاقة المشنوق بالمملوك؟ وكيف علق الحريري؟

علي المملوك
أوضحت المصادر الاستخبارية أن اتصالات المشنوق التي تخالف بالشكل والجوهر طروحات تيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري، تم جزء منها بين المشنوق والمملوك بداية عبر حزب الله بشكل غير مباشر.

بعدما أصدرت فرنسا مذكرات توقيف دولية بحق ثلاثة مسؤولين سوريين كبار في الاستخبارات كان من بينهم رئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي المملوك بتهمة “التواطؤ في أعمال تعذيب” و”التواطؤ في جرائم ضد الانسانية” و”التواطؤ في جرائم حرب”، والمطلوب للعدالة في لبنان بجرم التورط بأعمال إرهابية في ملف ميشال سماحة، ظهر تقرير نسب للمخابرات البريطانية يورط وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق بالتواصل مع نظام الأسد عبر المملوك، فماذا تضمن التقرير؟ وهل تابع الرئيس المكلف سعد الحريري الموضوع خلال زيارته المستمرة لفرنسا؟

خلال متابعة المخابرات البريطانية لعمليات تهرب نظام بشار الأسد من العقوبات الدولية، تبين وجود شبكة كبيرة تابعة لحزب الله، شكلت طوق أمان للأسد ونظامه عبر اختراق المجال المصرفي والمالي في سلة العقوبات الدولية.

اقرأ أيضاً: المشنوق: أنا نصر الله السني ووفيق صفا حامل وحيي أفلا تعتبرون

وكان مستغربا وجود اسم نهاد المشنوق، كأحد الأشخاص الذين تربطهم علاقة وثيقة بقيادات أمنية في النظام السوري خصوصاً وأنه تم رصد مجموعة اتصالات وعمليات تنسيق بينه وبين الأمن السوري تحتوي معلومات بالغة الخطورة سواء على وضع اللاجئين السوريين في لبنان، أو بالنسبة لتبادل المعلومات حول تحركات واتصالات الناشطين السياسيين السوريين على الأراضي اللبنانية، إضافة إلى الحركة السياسية لقيادات لبنانية كبيرة داعمة للثورة السورية، فضلا عن تقديمه نصائح مكتوبة للنظام السوري حول كيفية التعاطي مع الحصار، من خلال استخدام الإمكانات اللوجستية اللبنانية.

أوضحت المصادر الاستخبارية أن اتصالات المشنوق التي تخالف بالشكل والجوهر طروحات تيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري، تم جزء منها بين المشنوق والمملوك بداية عبر حزب الله بشكل غير مباشر.

وقامت الخارجية البريطانية بإيصال معلومات موثقة حول الموضوع للحريري، استفسرت حول طبيعة العلاقة بنظام الأسد، حيث نفى الموضوع جملة وتفصيلا، وأكد على قراره الرامي إلى عدم التواصل مع الأسد ونظامه بأي شكل من الاشكال.

ما مدى صحة التقرير وكيف تابعه الحريري؟

في حين تنفي أوساط المشنوق صحة التقرير البريطاني، أكدت مصادر خاصة لجنوبية أن التقرير موجود وأكيد ١٠٠%، وأن الرئيس الحريري اطلع خلال وجوده في فرنسا على كل ما يتعلق بملف ضباط النظام السوري والمذكرات الدولية بحقهم، وما كشفه التقرير البريطاني عن دور للمشنوق بالعلاقة مع المملوك أحد الضباط المدانين.

وأضافت المصادر أن الحريري قرر إبعاد المشنوق لا سيما عن الوزارة نتيجة تراكمات، ولم يكن لديه دليل حسي على ما ذكره التقرير إلا حين صدوره، وتلقيه معطيات عربية وغربية عن ما يقوم به المشنوق، كان أبرزها تقارير الخارجية البريطانية، الذي أكد لها تقاطع هذه المعلومات مع قراره الواضح منذ بدء الثورة السورية.

وختمت المصادر أنه وقبل الانتخابات النيابية الأخيرة، سعى المشنوق من خلال تحركاته الانتخابية إلى أن يحصل على أصوات أكثر من الحريري، إضافة إلى عزمه على فصل جميع أنشطته الإعلامية والإدارية عن تيار المستقبل مبديا رغبته في تأسيس حركة خاصة به.

بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، بدأت الجرة تنكسر شيئاً فشيئاً بين المشنوق والبيت الأزرق، حيث اعتبر أنه طعن من قبل المستقبل خلال العملية الانتخابية، بحيث كان آخر الفائزين على اللائحة، ولم يحضر أي من اجتماعات الكتلة النيابية لتوجيه رسالة اعتكاف للحريري. قابل الحريري هذه الرسالة برسالة أشد عبرإعلانه فصل النيابة عن الوزارة من قبل التيار في الحكومة الجديدة، وعمد المشنوق ساعتها إلى تعمد الظهور بثوب المزايد على الحريري حيث نشر صورة له أمام صورة للشهيد رفيق الحريري مرفقاً إياها بعبارات ترفض طريقة تبليغه، ليعلق بعدها الحريري بقوله إنه أبلغه بالقرار قبل الانتخابات “بس يمكن هو نسي”.

مؤخراً حاول المشنوق إظهار نفسه بدور “السني”، حيث اعتقد أن مواقفه الأخيرة شعبوية وتتماشى مع الشارع السني تمهيداً لطرح نفسه كبديل للحريري في رئاسة الحكومة، خصوصاً أنه لا فيتو من حزب الله على اسمه.

اقرأ أيضاً: الفوضى: جواب حزب الله الدائم على كل الأسئلة

عمل على جس نبض الشارع بوسم #المشنوق_ضمير_السنة، إضافة إلى نشر مقالات بأسماء مختلفة موجهة بشكل مباشر لتيار المستقبل وشخص الحريري، لكن النتائج لم تأت كما توقع، بحيث تحول الوسم إلى مساحة تغريد من قبل أنصار المستقبل والحريري رداً عليه.

بعد ذلك عاد المشنوق تدريجياً لبراغماتيته وإلى الخطاب الواقعي حيث أطلق من دار الفتوى تحديداً مواقف تؤكد على أن الحريري عائد وسيشكل الحكومة، وأن طرح توزير أحد نواب سنة 8 أذار أتى في إطار خاطئ.

مشروع الزعامة الذي كان يحلم به انتهى مع نتيجة الانتخابات، لا يمكن إحياؤه، على الرغم من أن طرحه لنفسه بديلاً للحريري لا يقع في خانة التكهنات، لأنه طالما صارح الحريري بالأمر مبدياً جهوزيته لتولي الرئاسة إذا وضعت السياسة الأخير خارج السراي الحكومي، على غرار ما حصل عند تولي الرئيس تمام سلام الحكومة السابقة.

السابق
حاول الانتحار في الروشة.. وهذا ما حصل
التالي
حزب الله لن يتراجع عن دعمه لسنّة 8 آذار ويحمّل الحريري مسؤولية التعطيل