حزب الله لن يتراجع عن دعمه لسنّة 8 آذار ويحمّل الحريري مسؤولية التعطيل

مع ترقّب عودة الرئيس المكلّف سعد الحريري من باريس، ليتابع مشاوراته لتذليل ما بقي من عِقد تعوق ولادة حكومته، ولا سيما منها عقدة تمثيل "النواب السنّة المستقلّين"، فانه برزت في الساعات الاخيرة اصوات تحمّل الرئيس المكلف مسؤولية عرقلة عملية تأليف الحكومة.

قالت مصادر تيار المستقبل ردّاً على كلام نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم ان الكرة في ملعب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، “فأشارت إلى أنّ “الجهة المسؤولة عن التعطيل معروفة لكل اللبنانيين”.

وأضافت مصادر “المستقبل” إنّ “رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يلتزم حدود الدستور، ولن يحوّل تأليف الحكومة إلى ملعب تتبارى فيه العراقيل والمسؤولون عن العرقلة، وهو أنجز مهمته في تدوير الزوايا، وعلى الآخرين ان يتوقفوا عن تدوير العقد”.

اقرأ أيضاً: الآفاق ما زالت مسدودة والحكومة لن تبصر النور قريباً

فيما لوحظ ان أي تحرك أو تواصل بين الحزب وقصر بعبدا أو “التيار الوطني الحر” لم يحصل منذ نشوء الفصل الاخير من الأزمة مع اشتراط الحزب تمثيل النواب السنة لـ8 آذار في الحكومة. وأعربت مصادر مواكبة للاتصالات الجارية في الكواليس للتوصل الى تسوية “تحرر” مسار تأليف الحكومة، عن انطباعات قاتمة في هذا الشأن، اذ تخوفت من انزلاق الأزمة نحو متاهات يصعب بعدها اعادة رأب الصدع الذي أصاب عملية تأليف الحكومة، خصوصاً اذا تجاوزت الأزمة محطات يؤمل حالياً ان تشكل التزامات ادبية ومعنوية لانجاز التأليف مثل عيد الاستقلال بعدما اطيحت فرصة ولادة الحكومة في الذكرى الثانية لانتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في نهاية تشرين الأول الماضي.

وعلمت “الجمهورية”، انّ “حزب الله” أبلغ الى المعنيين الذين راجعوه في شأن تأييده تمثيل النواب السنّة المستقلّين في الحكومة، انّ لهؤلاء أحقية بهذا التمثيل، لما يتمتعون به من حيثية شعبية أظهرتها نتائج الانتخابات. ونصح الحزب المعنيين، بوجوب أن يستمعوا الى هؤلاء النواب، وانّه يقبل بأي نتيجة يتوصلون اليها معهم، سواء كان تمثيلهم بوزير يُختار من بينهم او من خارجهم، او تخلي هؤلاء عن مطلبهم التمثيلي.

وحتى الآن، لم يظهر أنّ الحريري في وارد تمثيل هؤلاء او حتى الاجتماع بهم، في حين أبدت رئاسة الجمهورية ليونة في الموقف، من دون ان تؤيّد تمثيلهم بوزير. ولكن، علمت “الجمهورية” انّ الوزير جبران باسيل قدّم تصوراً لحل هذه العقدة، وهو يعمل على تسويقه، ويعقد اجتماعات بعيداً عن الأضواء لهذه الغاية، ويطرح فيها توزير شخصية من البقاع الغربي تمثل هؤلاء النواب، مستبعداً خياري توزير أحد النائبين جهاد الصمد وفيصل كرامي المنتمين الى “التكتل الوطني” بزعامة رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية.

في غضون ذلك بدا واضحا أن زيارة وفد من اللقاء التشاوري الى دار الفتوى ولقاء مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، لم تجد نفعا، بل على العكس فقد خرج الوفد من الدار خالي الوفاض، وهو أمر ليس مستغربا في ظل تبني المفتي دريان لموقف الرئيس الحريري بكل مندرجاته، وهذا ما عبر عنه خلال اللقاء ومن خلال البيان الذي أصدره، حيث حاول دريان إقناع نواب اللقاء بعدم الدخول الى الحكومة والاتجاه الى المعارضة في مجلس النواب لمحاسبة الحكومة ومراقبة أعمالها، معتبرا أن في ذلك خدمة للبلد.

اقرأ أيضاً: الفوضى: جواب حزب الله الدائم على كل الأسئلة

مبادرة روسية

وسط هذه الأجواء، برزت المعطيات التي تحدثت عن تحرك روسي محتمل للدفع نحو انجاز تأليف الحكومة وذلك في ظل اللقاء الذي جمع أمس في موسكو رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في حضور مسؤول ملف لبنان وسوريا وفلسطين أندريه بانوف، والنائب وائل أبو فاعور والدكتور حليم بو فخر الدين. وبعدما شكر جنبلاط الجانب الروسي على جهوده التي أدت الى إطلاق الدفعة الاولى من المختطفين والمختطفات لدى تنظيم “داعش” في منطقة السويداء، جرى عرض الوضع في لبنان في ظل استمرار المراوحة في تشكيل الحكومة، فأكد بوغدانوف “استعداد روسيا للقيام بكل الاتصالات اللازمة من أجل السير قدماً في تشكيل الحكومة لمواجهة كل الاستحقاقات المقبلة بحكومة وحدة وطنية تمثل الجميع وتحمي الإستقرار الداخلي، كما أكد حرص روسيا على لبنان”.

السابق
ما مدى صحة علاقة المشنوق بالمملوك؟ وكيف علق الحريري؟
التالي
الطائرات الإيرانية ممنوعة من الوقود في مطار بيروت