كتاب مفتوح الى السادة النواب من لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان‎

وجّهت لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان، كتاب مفتوح إلى سعادة السيدات والسادة النوّاب 8 / 11 / 2018 تحت عنوان: “الحل بين أيديكم”، جاء فيه:

آلاف المفقودين وذووهم يستأهلون قانونا يضع حداً لمأساتهم
بعد 43 عاما على مأساتنا،
بعد نضال دؤوب على مدار 36 عاما،ً
بعد أن تحمّلنا من المعاناة ما يعجز جبلٌ عن تحملّه،
بعد أن قمنا بواجباتِنا وبأكثر منها،
بعد أن عملنا كأننا نحن المسؤولين عن الدولة وليست هي المسؤولة عنّا،
استطعنا، بالتعاون مع أصدقائنا وحلفائنا، إيصال اقتراح قانون الأشخاص المفقودين والمخفيين قسريا إليكم يا مَن انتخبناكم ممثلين لنا في البرلمان، في بيت الشعب.
إذ نشكر دولة الرئيس نبيه بري على إعادة إدراج اقتراح القانون ضمن جدول أعمال تشريع الضرورة، في
الجلسة التشريعية الثانية، نتوجّ ه إلى كل نائب/ة ونكرّ ر:
آن أوان الحل. الحل بين أيديكم. رجاء، إنسوا طائفتكم، إنسوا منطقتكم، إنسوا حزبكم، إنسوا كل هذه الإعتبارت وغيرها، تصرفوا فقط ك”بني آدمين”، كرجال ونساء فقدوا أبا أو إبنا أو زوجاً أو أخا أو…. وصدِّقوا اقتراح
القانون المذكور ليصبح قانونا نافذاً.

اقرأ أيضاً: بعد قرار حبس ريتا شقير بتهمة التمنع عن تسليم طفلها لوالده… إتفاق بين الطرفين!

وهنا يهمنا التأكيد على:
أولًا – أن اقتراح القانون موضوع البحث يشكل بالنسبة لنا ضرورةً وحل العدل الأدنى، ومن المفترض أن يضع
حداً لعذاباتنا وآلامنا التي دامت أكثر مما نتحمّل وتحمّلنا…
ثانياًا – أن اقتراح القانون هذا الذي حفرته لجنتا حقوق الإنسان والإدارة والعدل لبنة لبنة هو ضرورة لدولتنا
ولوطننا. معه نستعيد دولتنا، ومعه يعود وينبعث وطننا.
ثالثاًا – أننا لم نشأ عبر اقتراح القانون المحاسبة على ارتكابات الماضي، ولا المطالبة بإلغاء قانون العفو ولا
بتعديله. فقط نريد معرفة مصير ذوينا أحياء كانوا أو أمواتا. وإذا كانت المادة) 37 (التي أضيفت إلى المسودة التي
كنا تقدمنا بها قد تثير التباسا في التفسير (مع أنه لا مفعول رجعي لها بأي حال كما تعلمون)، نأمل حذفها. فما نريده
2
هو كما سبق قوله حل العدل الأدنى، وهو حق معرفة مصائر أبنائنا. فبذلك وفقط بذلك نستطيع نحن أن نتحرر من
الحرب وآثارها. بكلمة أخرى، اعطونا حق المعرفة.. لنتجاوز معا كلنا ثقل الماضي..
اليوم أنظارنا شاخصة إلى كل واحد/ة منكم. آذاننا صاغية لقرار كل واحد/ة منكم بهذا الخصوص. قلوبنا خفّاقة
بوتيرة مضاعفة بانتظار خروج الدخان الأبيض لإطفاء معاناة آلاف العائلات.
يا نوّاب الأمة
43 سنة “بيكفي” عذاب، “بيكفي” انتظار.
إن آلاف المفقودين وذويهم يستأهلون قانونا يضع حداً لمأساتهم.
إننا لا نطلب أكثر من ذلك، لكننا لا نستطيع أن نقبل بأ قّل من ذلك…
ولتكن فاتحة أعمال مجلسكم خاتمة لآخر ملف من ملفات الحرب في لبنان.

السابق
الفوضى: جواب حزب الله الدائم على كل الأسئلة
التالي
الدكتور جورج جبور يحاضر عن «المتنبِّي ويوم اللُّغة العربية العالمي»