خيارات حزب الله الانتحارية: سيناريو حرب إسرائيلية مدمرة على لبنان

الحرب الاسرائيلية
نوفل ضو ضو لـ"جنوبية" ما يحصل من تطورات ربما يؤدي إلى تورط لبنان في حرب تدميرية، خصوصاً وأننا هذه المرة لا نملك حليفاً أو سنداً عربياً أو أوروبياً أو أميركيا".

لم يعد كافياً أن يجتمع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل بدبلوماسيي العواصم، ويرافقهم في جولة استكشافية لمحيط مطار بيروت الدولي لتكذيب المزاعم الإسرائيلية حول وجود مخازن أسلحة لحزب الله، مع تقاطع مواقف عواصم غربية وآخرها من لندن التي حذرت بيروت،عبر كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط الجنرال السير جون لوريمر، من تجاهل “التهديدات” الاسرائيلية، وهو ما يعكس مدى دقة وحساسية الوضع، ويتطلّب معالجة لبنانية من نوع آخر.

اقرأ أيضاً: ما هي التعليمات التي نقلها مسؤول «حزب الله» من طهران وأقلقت فرنسا؟

ويبدو أن عقدة تمثيل سّنة 8 آذار التي افتعلها حزب الله مؤخرا ووضعها عائقا أمام رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ليست الوحيدة على خط التأليف، وترى مصادر مطلعة في المستقبل أن “بقاء الأخير في باريس، وتمديد إقامته هدفها معالجة التهديد الإسرائيلي الذي تعاظم وأصبح جديا، خصوصا بعد الرسالة التي حملها موفد الرئيس الفرنسي إلى لبنان أوريليان لو شوفالييه إلى المسؤولين اللبنانيين، خلال زيارته إلى بيروت قادما من تل أبيب الأسبوع الماضي ولقائه كل من باسيل وجنبلاط”.

ويقول مصدر مطلع ل”جنوبية” “ارتفعت وتيرة المطالبات الدولية والإقليمية بضرورة وضع حد لسياسة التسلح التي ينتهجها حزب الله وما يشكّله من عامل عدم استقرار في المنطقة، وانتقاله من الحرب في سوريا إلى تعزيز بنيته التحتية العسكرية في لبنان، وبنائه مخازن أسلحة تحوي منظومة صاروخية بأهداف بعيدة المدى تشكّل خطرا إستراتيجيا على تل أبيب”، مضيفا أن “الموقف الاسرائيلي في هذا المجال بات واضحا مع التهديد بضرب طيران العدو لتلك المخازن صراحة وبشكل مباشر، وذلك بالتزامن مع تكثيف طلعاته الجوية الاستطلاعية، ورصد تحركات الأفراد ونقل الأسلحة واستهدافه قوافل الذخيرة على خط دمشق بيروت”.

وتابع المصدر “مناخ التصعيد الإسرائيلي يرتبط بتطورات وظروف إقليمية تنتظر لحظة نضوجها، فإسرائيل ربما تتجه إلى مغامرة عسكرية وحرب شاملة، ورهانات حزب الله على مظلة عالمية تحمي لبنان من جهة وكذلك على ترسانة أسلحته تبدو رهانات انتحارية”.

وقال المصدر “يبدو أن حزب الله الذي يستشعر خطرا بدأ يلملم بعضا من ملفاته الساخنة ليتجنب الهجمة الدولية المتصاعدة على سلاحه، ولعل ما حصل أمس في مخيم المية ومية، وسحب مسؤول ميليشيا أنصار الله الفلسطينية وطرده خارج المخيم هو بمثابة رسالة ضمنية تؤشر إلى سعي الحزب لتبريد الأجواء تمهيدا لتسويات ولو كانت مؤقته، من شأنها أن تضبط عمل المجموعات العسكرية التابعة له في لبنان”.

ولا تستبعد قراءات أخرى أن يكون التسريع في إنتاج تسوية إخراج قائد ميليشيا انصار الله جمال سليمان من مخيم المية ومية، وتهريبه إلى سوريا على صلة بمناخ حرب إسرائيلية قادمة يخشى فيها الحزب أن تؤدي التوترات في المخيم إلى قطع طريق الجنوب.

الكاتب والمحلل السياسي نوفل ضو أكد في حديث لـ”جنوبية” أن” التهديدات والمخاطر الإسرائيلية لا تعالج بالكلام، بل بجدية من خلال الاتصالات الدبلوماسية، كما أن العلاقات الدولية لا تقام على قاعدة التصريح الكلامي خاصة بعد الرسائل الدبلوماسية الخطيرة التي حملها الفرنسيون إلى لبنان في الآونة الاخيرة”.

نوفل ضو

أضاف ” المطلوب من الدولة اللبنانية في هذه المرحلة مبادرة جديّة، وأن تقدم ضمانات عمليّة على الأرض”.

ولفت ضو أنه “في إحدى دورات مؤتمر روما شطبت الخارجية اللبنانية القرار 1559، وكانت فضيحة، واضطرت بعدها السفارات المعنية إلى توزيع البيان كاملا”.

و أشار ضوّ إلى أنه “يتوجب على الدولة اللبنانية القيام بأداء سياسي لإقناع المجتمع الدولي، حتى لو كنا على حق علينا تبيان ذلك، كما أنه لم يعد مسموحا الاستخفاف بالقرارات الدولية، خصوصا عند الحديث عن احترام الشرعية الدولية، مع وجود شريحة سياسية تعتبر أنه بإمكانها فرض أمر واقع الداخل اللبناني على الجهات الخارجية أيضا”.

اقرأ أيضاً: الآفاق ما زالت مسدودة والحكومة لن تبصر النور قريباً

واعتبر ضو “أن الظروف الإقليمية والدولية الحالية ربما لازالت في الحد الأدنى تؤمن استقرارا في لبنان، ولكن ما يحصل من تطورات ربما يؤدي إلى تورط لبنان في حرب تدميرية، خصوصاً وأننا هذه المرة لا نملك حليفاً أو سنداً عربياً أو أوروبياً أو أميركيا” مضيفاً ” مثل هذه التهديدات كانت في السابق تنقل عبر واشنطن، فكيف الحال إذا نقلتها فرنسا؟”.

وختم المحلل السياسي نوفل ضو متسائلا “إذا كان حزب الله يقرر مصير البلد سياسياً وأمنيا، فلا حاجة إلى العمل السياسي التي تقوم به الأطراف والقوى السياسية الاخرى في لبنان!”.

السابق
زين العمر يعتذر من محبيه ويقرر الهجرة من لبنان!
التالي
«خلي الهوا جنوبي»: تلوث الهواء العام في لبنان يستثني الجنوب