«خلي الهوا جنوبي»: تلوث الهواء العام في لبنان يستثني الجنوب

تلوث الهواء
سجل التقريرخلو قضائي صور وبنت جبيل من التلوث تماماً ومطابقتهما للمعايير العالمية. لاستنشاق هواء نظيف في لبنان، علينا التوجه جنوباً. فأحدث بيانات للأقمارالصناعية بحسب المنظمة البيئية العالميةgreenpeace أوضحت بأن الهواء في الجنوب وتحديداً في قضائي صور وبنت جبيل مستثنى تماماً من أي مواد ملوثة قياسا غلى باقي مناطق لبنان، فعلى ماذا استند التقرير، ولماذا هواء الجنوب أنقى؟

نشرت غرينبيس على صفحتها العربية عبر تويتر بيانات حديثة تكشف عن أهم البؤر الساخنة لمراكز تلوث الهواء في العالم، والتي أفادت بأن أكثر من 95% من سكان الأرض يتنفسون هواء غير نقي، وأن ملايين من حالات الوفيات السنوية مردها إلى التلوث الهوائي، واستنتجت أن ثاني أوكسيد النيتروجين (NO2) وأوكسيد النيتروجين (NOx) بشكل عام يشكلان أخطر أسباب تلوث الهواء التي تصيب الجهاز التنفسي وتضر بالرئتين عند التعرض المباشر له،إضافة إلى أن تناقل الملوثات جواً يؤذي الصحة العامة.

عالمياً، احتلت الصين المركز الأول بعدد البؤر الساخنة، ويأتي العالم العربي في المركز الثاني، فمن ضمن 50 مدينة عالمية شملتها قائمة البؤر الساخنة، حلت مدينة جونيه في المرتبة ال5 عربياً بعد دبي والرياض والأحمدي-والكويت وبغداد، متقدمة على القاهرة والدوحة وأربيل، وحلت في المرتبة ال23 عالمياً.

ولكن ليست جونيه وحدها التي تعاني من نسب عالية من التلوث الهوائي في لبنان، فتبين عبر التقرير الشامل، أن لبنان البلد هو الوحيد الذي يغطي التلوث معظم مساحته، فرغم أن جونيه تسجل النسبة الأعلى إلا أن التلوث في بيروت وبعبدا والمتن وجبيل والبترون إضافة إلى أن مناطق زحلة وطرابلس وعكار، لا تسجل نسباً منخفضة، في حين لم يسلم البقاع الشمالي وبعض المناطق في صيدا والنبطية ومرجعيون من التلوث ولو بنسبة أقل من المناطق السابقة، في حين سجل التقرير أن قضائي صور وبنت جبيل خاليان من التلوث تماماً ومطابقان للمعايير العالمية.

لماذا تميز الجنوب؟

أكد التقرير الذي تركز على قياس نسبة الـ(NO2) والـ(NOx) على أن المصدر الرئيسي لهذه الانبعاثات هي محطات الطاقة التي تعمل على النفط في دول العالم العربي مثل السعودية والكويت ولبنان، ففي لبنان تتركز هذه المحطات على الساحل من بيروت وصولاً إلى الشمال، إضافة إلى أن الطبيعة الجغرافية للجنوب تختلف عن مدن الساحل والشمال نظراً لارتفاعها أكثر عن سطح الأرض، وانخفاض نسبة التجمعات الصناعية في مناطقه.

ركز التقرير أيضاً على تأثير عدد السيارات وأجرى مقارنة بين معدل ثاني أوكسيد النيتروجين في عطلة الأسبوع وأيام العمل، حيث ظهر أن انخفاض عدد السيارات في عطلة الأسبوع يخفض معدل غاز ثاني أوكسيد النيتروجين في الهواء، وتالياً فإن زحمة السير وكثرة السيارات في مناطق كبيروت وجونيه والشمال تتسبب بتأثير سلبي على الهواء، في حين أن وجود السيارات بشكل أقل في مناطق الجنوب يؤثر إيجاباً على هوائه.

اقرأ أيضاً: 9 مواطنين من بين 10يتسممون بسبب تلوّث الهواء

بماذا نصحت المنظمة الدولة اللبنانية؟

بعد هذه النتائج، كان للمنظمة نصائح عدة للدولة اللبنانية لمعالجة هذه الأزمة، بحيث أكدت أن على السلطات اللبنانية الحد من استخدام الوقود الأحفوري الناتج عن السيارات وعددها الكبير، والاعتماد على الطاقة المتجددة الرخيصة والاتجاه نحو النقل العام الذي يعمل بواسطة الكهرباء ما يمكن أن يساهم في تخفيض عدد السيارات المستخدمة من قبل المواطنين وينتج مستقبلا صحيا آمنا في البلاد.

هذه الإرشادات تعيدنا مجدداً إلى السجالات المحلية بين وزارة الأشغال والتيار الوطني الحر حول خطة النقل العام المجمدة حالياً في انتظار الحكومة الجديدة، وهذه الخطة ليست الأولى، فبحسب العديد من الخبراء والمهندسين، فإنه تم تقديم عشرات المشاريع الحديثة، إلا أنها بقيت في معظمها في أدراج النسيان بسبب المحاصصة السياسية في البلاد. الحلول موجودة إذن، فهل من تحرك لإنقاذ صحتنا ومناطقنا؟ أم أنه يجب أن ننتقل جميعاً إلى الجنوب؟

السابق
خيارات حزب الله الانتحارية: سيناريو حرب إسرائيلية مدمرة على لبنان
التالي
هل كسوف مسيحيي لبنان بلا شفاء؟