الآفاق ما زالت مسدودة والحكومة لن تبصر النور قريباً

العراقيل الداخلية والخارجية ما زالت تمنع حلّ العقد المستعصية، والحكومة لن تبصر النور قريبا طالما أن موعد تقاسم الحصص والمكاسب بين زعماء التيارات والأحزاب لم يضرب بعد.

يدخل العهد عامه الثالث حتى الآن وما تزال كل الآفاق مسدودة أمام تشكيل الحكومة، في وقت يبدي الرئيس الحريري فيه عدم الاكتراث بمطالب نواب اللقاء التشاوري الذين يصرون على تمثيلهم في الحكومة بدعم من حزب الله، وبغض النظر  عن صحة ما سرّب نقلا عن لسان الحريري ان توزير معارضيه السنة هو  “إنتحار سياسي له وإنهاء لحياته السياسية”، فإن ما يعزز موقف رئيس الحكومة أمام خصومه وتحديدا حزب الله هو الدعم الذي تلقاه من رئيس الجمهورية ميشال عون والذي اعتبر فيه ان هؤلاء النواب السنة ليسوا مستقلين، ومنتمين الى كتل سياسية وازنة يتم تمثيلها في الحكومة بشكل دائم.

اقرأ أيضاً: التشاؤم يلفّ تأليف الحكومة وقبلان يحمل رسالة من بكركي الى حزب الله

وما لم تقله مصادر «المستقبل»، قاله تلفزيونه، إذ أكّد في مقدمة نشرته الإخبارية المسائية الآتي:
«مَن يَتمترَس وراء من؟ هل يتمترس النواب الستة وراء «حزب الله»، ويتخذونه سلاحاً للاستقواء على الرئيس المكلف؟ أم أنّ «حزب الله» يتمترس وراء النواب الستة، ويستخدمهم أداةً للضغط على الرئيس المكلف، وتأليف حكومة بشروط الحزب؟

في الحالتين النتيجة واحدة؛ وهي تعطيل تأليف الحكومة والعودة إلى منطق التعطيل والعرقلة في مقاربة القضايا الوطنية والسياسية. والرئيس المكلف حيال ذلك يبقى حيث هو، في المكان الذي يحمي دور رئيس الحكومة في تأليف الحكومات، ويرفض أيّ شكل من أشكال مَد اليد على صلاحياته الدستورية، أو على مكانته السياسية، وهو لن يملّ الانتظار في سبيل العودة إلى جَادة الصواب، والتزام الأصول بتحرير التشكيلة الحكومية من أسر العقدة المُستجدة.

في غضون ذلك، ما تزال طريق بعبدا حارة حريك مقطوعة، وسط جهود تبذل على أكثر من صعيد لإعادة المياه الى مجاريها بين رئيس الجمهورية وحزب الله، مع تمسك الحريري بحصته السنية بموازاة الحصول على الثلث المعطل الذي طالما سعى إليه الوزير جبران باسيل، وقد كان بمتناول اليد وبرضى الحريري قبل أن يفجر حزب الله قنبلة العقدة السنية، وتعلن مصادره بأنه “لا توجد ضرورة للثلث المعطل بيد أي طرف سياسي”.

وقالت مصادر سياسية معنية بمواكبة الاتصالات الداخلية لـ”النهار” إن ثمة مخاوف جدية من إن تتعقد الازمة أكثر من مراحلها السابقة بما يصعب معه توقع أي موعد قريب لانفراجها، خصوصاً في ظل ما بدأ يتكشف من توظيف موضوع تمثيل النواب السنة من فريق 8 آذار كواجهة لتوقيت اقليمي اختير قصداً وبدقة لاحكام التجميد القسري على تأليف الحكومة واطلاق الرسائل في مختلف الاتجاهات بما يشير الى الجهة الحصرية التي تريد القول انها تسيطر فعلاً على البلاد وتتحكم باستحقاقاتها. وأضافت المصادر ان الايام المقبلة وتحديداً عطلة نهاية الاسبوع الجاري ستشهد مساراً من شأنه ان يبلور طبيعة المأزق الكبير الذي تتجه اليه البلاد.

اقرأ أيضاً: تصريف الأعمال والتوافق العام على التهرب من المسؤولية

وسط هذه الاجواء نقل النواب بعد “لقاء الأربعاء النيابي” في عين التينة أمس عن الرئيس نبيه بري قوله عن الوضع الحكومي إنه “ما زال على حاله ولم يطرأ في شأنه أي جديد وما زلنا نحتاج للدعاء”. وعن موضوع الجلسة التشريعية، جدّد القول “إننا في عقد عادي وان التشريع ضرورة بل أكثر من ضرورة، والمجلس سيد نفسه، ومن الطبيعي ايضا ان يقوم بمسؤولياته الوطنية وواجبه وعمله”، مضيفاً: “اذا كان المطلوب من البعض تعطيل البلد، فأننا لا ولن نسمح بذلك، وسنقوم بواجبنا والتزاماتنا الدستورية والوطنية في كل المجالات”. وشدد على “أهمية إنشاء وزارة التخطيط”، واصفاً إياها بـ”أنها هي الوزارة السيادية الحقيقية وهي ام ومنبع كل الوزارات”.

 

السابق
جنبلاط: شكرا اب مجدي وتحية كل التحية
التالي
سليمان: تفاهمات الثنائية، تتساقط اوراقها الواحدة تلو الاخرى