كباش حزب الله وعون عبر أصحاب المولدات يغرق المواطنين في العتمة

نبيل سرور لـ«جنوبية»: " وزير الاقتصاد لن يتوانى عن استخدام الأجهزة الأمنية والقضائية من أجل تنفيذ القرارات الصادرة عن وزارة الاقتصاد".

عاقب مالكو المولدات الخاصة المواطن اللبناني بساعتي تعتيم على حسابه، إذ أنهم يتقاضون يقبضون مستحقاتهم سلفا بداية كل شهر، حيث أوقفوا تشغيل مولداتهم من الساعة الخامسة حتى السابعة مساءا، رداً على قرار وزير الاقتصاد رائد خوري القاضي بوجوب اعتماد نظام العدادات، والالتزام بتعرفة تساوي 300 ليرة للكيلوواط، وقد حدد تاريخ 4 تشرين الأول الماضي موعدا للبدء بتنفيذه.

تسلط “مافيا” المولدات الخاصة ليس صدفة، فهؤلاء بعد إخضاعهم المواطنين وتحكمهم بالأسعار، وبعد عجز مؤسسة كهرباء لبنان عن تقديم الخدمات، لم يتأخروا عن مجابهة قرار الدولة وعصيانه، بدعم من أحزابهم.

اقرأ أيضاً: اصحاب المولدات الخاصة يقطعون الكهرباء والناشطون:#ردونا_ عالشمعه

مصدر متابع أشار لـ”جنوبية” أن “أصحاب المولدات الخاصة تحولوا إلى مافيا، محمية بغطاء سياسي معروف، وتتحرك كوسيلة ضغط غير مباشرة بإيعاز من حزب الله ضد الموقف السياسي لرئيس الجمهورية الداعم لتوزير سنّة 8 آذار”، معتبرا أن هناك “3000 مالك مولد في لبنان ، أصبح لديهم نفوذ عائلي وحزبي مناطقي، ومن المؤكد أن الخاسر الأكبر من الكباش الكهربائي الحاصل هو مؤسسة كهرباء لبنان، من خلال إزاحة بعض صغار أصحاب المولدات غير المحميين مقابل رفع التغذية من قبل مؤسسة كهرباء لبنان في بعض المناطق، وبالتالي رفع التسعيرة، ما يؤسس لحاجة المؤسسة لفيول البواخر المحسوبة على بعض القوى السياسية، وتمثّل صفقات رابحة لها، وهو ما من شأنه أن يضعف مؤسسة كهرباء لبنان”.

ختم المصدر “على الدولة قبل مواجهة أصحاب المولدات أن تعمد إلى لجم الصفقات المشبوهة للبواخر،وأن تضع حداً للفساد والهدر في مؤسساتها”.

وكان وزير الاقتصاد رائد خوري قد توجه أمس إلى مالكي المولدات قائلا:” لا نسعى إلى جعلكم تخسرون ماديا، إلا أنه عليكم أن تنسوا الأرباح الطائلة التي كنتم تجنونها سابقا، والقضاء والنيابات العامة بأتم جهوزية لمواكبة القوى الأمنية لتنفيذ قرار تركيب العدادات”.

ونصح خوري أصحاب المولدات “بعدم الدخول في تصعيد لأنه سيؤدي إلى إشكال كبير نحن كلنا بغنى عنه”.

الخبير الاقتصادي والمسؤول في وزارة الاقتصاد، الدكتور نبيل سرور، أكد على ثبات موقف وزارة الاقتصاد في حرصها على تنظيم العلاقة بين المشترك وأصحاب المولدات، وقال في حديث لـ”جنوبية” إن “الوزير خوري قارب هذا الموضوع من منطلق أهميته في يوميات المواطن اللبناني، إلا أنه ليس على الأخير أن يدفع الثمن دائما وأن يكون ضحية جشع أصحاب المولدات”، لافتا إلى أن “الوزير رائد خوري لن يتوانى عن استخدام الأجهزة الأمنية والقضائية لتنفيذ القرارات الصادرة عن وزارة الاقتصاد”.

نبيل سرور

اقرأ أيضاً: وزارة الطاقة ومصالح أصحاب المولدات

ولفت سرور إلى أن “أصحاب المولدات راكموا أموالا طائلة، وبعيدا عن مسألة غياب الدولة في هذا القطاع وتقديمهم خدمة الكهرباء للناس، إلا أنه يتوجب على الجميع وعي حجم المسؤولية، وتخفيف العبء عن المواطن الذي يئن تحت وطأة الفواتير المرتفعة”.

وأخيرا بين تهديد أصحاب المولدات المدعومين من الأحزاب بقطع الكهرباء، مقابل توعّد وزير الاقتصاد بالردّ، يدفع المواطن ثمن عجز الدولة الذي سمح لمجموعة مافيوية بالاستقواء عليه وعليها.

السابق
حسين خريس يعود بقوة إلى الساحة الاعلامية
التالي
الثنائية الشيعية ترعى اتفاق تهريب جمال سليمان إلى سوريا