خروج حزب الله من النظام المصرفي اللبناني يلجم تأثير العقوبات

مصارف
المحلل الاقتصادي جاسم عجاقة لـ"جنوبية": "السيد حسن نصرالله أكدّ أكثر من مرة عدم استخدام الحزب للمصارف اللبنانية في تعاملاته وتحويلاته المالية، كما أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وضع آلية واضحة توضح طريقة التعامل وآلية تطبيق العقوبات الأميركية".

كشف تقرير أميركي صادر اليوم أن ميزانية حزب الله تبلغ 700 مليون دولار سنويا يتلقاها كدعم من إيران، وأنها ستكون هي الأخرى مستهدفة بالعقوبات الجديدة التي تدخل اليوم حيز التنفيذ، وفق ما أكده وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس في تصريح أكد فيه أن “العقوبات تهدف إلى منع “النظام الإرهابي”، على حد قوله، من تمويل حزب الله، كما تمنعه من تدبير عمليات اغتيال مثل تلك التي أحبطت في الدانمارك منذ عدة أسابيع، وستمنعه أيضا من تمويل جماعة الحوثي التي تطلق الصواريخ الباليستية على “الرياض”، كما أكّد أن “العقوبات ستضع حداً لهذا السلوك”.

اقرأ أيضاً: لبنان في «بوز المدفع»: العقوبات بين التأثير المباشر وغير المباشر

وكان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله قد شدد مرارا في خطبه أن الحزب يتلقى دعما عسكريا وماليا منتظما من إيران، ويفصّل خبراء شبكة الدعم الإيراني لحزب الله معتبرين أنها تشمل إمداده بالأسلحة، والأموال.

وتقول إحصاءات غير رسمية، إن الحزب يدفع 70 ألف راتباً تشمل نفقات تدريب وتفريغ آلاف المدنيين والعسكريين، كما يغطي كلفة إنشاء مؤسسات اجتماعية وصحية وإعلامية، علما أن هيئة دعم المقاومة تغطي أيضا جزءا من العناية الاجتماعية والصحية لبيئة الحزب.

كما يرى هؤلاء أن حزب الله حاول الهروب من الرقابة الأميركية التي رصدت في الآونة الاخيرة بشكل دقيق أنشطته وتعاملاته المالية، وادّعت أن بعض المتمولين اللبنانيين قاموا بتأسيس شركات مالية وتجارية بأسماء وهمية تعمل بشكل سري لحسابه، آخرها كان إعلان الخزانة الأميركية عن عقوبات طالت 7 شركات باسم رجل الأعمال اللبناني محمد عبدالله الأمين، وزعمت أجهزة الاستخبارات الأميركية أن هذه الشركات ليست سوى واجهة تعمل لصالح حزب الله.

الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة تحدث لـ”جنوبية” حول العقوبات الأميركية على إيران وانعكاساتها على حزب الله ومن خلفه الاقتصاد اللبناني، لافتا إلى صعوبة تقدير حجم التغطية الإيرانية والدعم المالي المقدم للحزب من قبل إيران، والذي يبقى في دائرة التخمين.

وأكد عجاقة أنه “على الرغم من القدرات الأميركية الاستخبارية التي تتيح مراقبة الأنظمة المالية عبر العالم، إلا أن الأرقام المتداولة من خلال التقارير الأميركية التي ذكرت أن الدعم الايراني لحزب الله يبلغ 700 مليون دولار كميزانية سنوية، هي أرقام مرتفعة”، وبرأيه فإن القيمة الحقيقية للدعم الإيراني للحزب “لا تتجاوز نصف هذا المبلغ أي350 مليون دولار فقط”.

الخبير والمحلل الاقتصادي البروفسور جاسم عجاقة

وفي حين أشار عجاقة إلى “أننا بصدد حرب إعلامية طاحنة” إلا أن العقوبات الأميركية على إيران لن يكون تأثيرها كبيرا على لبنان ، حيث أن حجم التبادل التجاري ضئيل جدا بين البلدين”، لافتا إلى أن ” وضع لبنان الاقتصادي يمكن أن يتأثر كغيره من البلدان في حال وصول ارتفاع نسبة أسعار النفط إلى مستويات ضخمة”.

اقرأ أيضاً: هل سيتأثر «حزب الله» بالعقوبات الاقتصادية على إيران؟

ولفت عجاقة أن لبنان ملتزم بتطبيق كافة العقوبات المفروضة على إيران وحزب الله معا، موضحا أن ” السيد حسن نصرالله أكدّ أكثر من مرة عدم استخدام الحزب للمصارف اللبنانية في تعاملاته وتحويلاته المالية، كما أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة كان قد وضع آلية واضحة في طريقة التعامل وآلية تطبيق العقوبات الأميركية، ما يتيح حركة شبه طبيعية لرجال الأعمال اللبنانيين”.

ويتخوف مراقبون من أن يتسبب ضعف قدرة إيران على تمويل حزب الله في دفعه إلى البحث عن مصادر تمويل مختلفة، من خلال إحكام قبضته على كل مرافق الدولة اللبنانية ومصادر دخلها، ما يمكن أن يؤدي لاحقا إلى أن تصبح الدولة اللبنانية نفسها في دائرة العقوبات.

السابق
لبنان في «بوز المدفع»: العقوبات بين التأثير المباشر وغير المباشر
التالي
ملتقى حوار وعطاء بلا حدود يطلق حملة «الشعب يريد قطع يد الفساد»