بعد عودة شعار «الموت لأمريكا».. كيف ستؤثر العقوبات الجديدة على إيران؟

اميركا
"طهران لم تعد في وضع جيد الآن"، هكذا علق الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد دخول الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران حيز التنفيذ، وتعتبر هذه الحزمة هي الأشد في تاريخ الولايات المتحدة، وتعتبر أيضاً دفعة الى الأمام للجمهوريين عشية الانتخابات النصفية، فكيف تلقفها الشارع الإيراني وما البدائل لديهم وكيف ستتعاطى أوروبا مع هذه الخطوات؟

بعدما مهد ترامب منذ أيام للعقوبات بأسلوب تهكمي استخدم فيه الجملة المتداولة في السلسلة الأميركية الشهيرة “Game of thrones” وهي “winter is coming”واستبدلها ب” the sanctions are coming” أي العقوبات قادمة، تحضر العالم لهذا الحدث، وتحاول إيران رفض الواقع والتعامل مع العقوبات على أنها محاولة فاشلة لاضعافها، في حين أبدت دول أوروبية كفرنسا وبريطانيا وألمانيا أسفها للقرار الأميركي الأخير.

اقرأ أيضاً: العقوبات الأميركية على حزب الله: التطويع و«التهذيب»

“إما نحن أو ايران”

تعتبر أوروبا أن القرارات الأميركية أحادية ولا تخدم مصلحتها، وتاليا فإنها تميل غالبا إلى أن تتحفظ عليها كما حصل بعد انسحاب أميركا من الاتفاق النووي في مايو الماضي، وأيضاً عند فرض الحزمة الأولى من العقوبات في آب الماضي، ولكن التعليق الأميركي جاء واضحاً، حيث خاطب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أوروبا قائلاً إن على رجال الأعمال الأوروبيين أن يختاروا بين الولايات المتحدة وإيران في تعاملاتهم، وأنه لن يُسمح للشركات الأوروبية بالتعامل مع كلا الطرفين.

في هذا الإطار، لا يبدو المشهد في بروكسل مبشراً، حيث اختارت أوروبا مقاومة الولايات المتحدة، بيد أنها على الأرجح سوف تخفق في ذلك، فأوروبا تعلم أنها لا تستطيع إجبار واشنطن على تغيير مسارها، وأن الخيار الأجدر لها هو الانضمام إلى إدارة ترامب في السعي لتقويض طموحات ايران النووية.

حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إبقاء الباب مفتوحاً أمام هذا الخيار من خلال اقتراح قدمه أثناء زيارته إلى واشنطن في أبريل الماضي، يقضي بفتح الباب أمام إمكانية تعاون الولايات المتحدة وأوروبا لسد ثغرات الاتفاق النووي مع إيران.

عودة خطاب “الموت لأمريكا”

كما جرت العادة، ستستكمل إيران طرقها باستعراض القوة رغم اعترافها بصعوبة العبور من هذا الطريق بلا خسائر، بحيث نقل عن القوات المسلحة الإيرانية القول بأنها ستجري مناورات جوية، يومي الإثنين والثلاثاء، لاستعراض القدرات الدفاعية للبلاد.

خرجت تظاهرات منددة بالعقوبات الجديدة عاد فيها شعار “الموت لأمريكا” الذي جُمد طيلة فترة سريان الاتفاق النووي، في حين ذكر الإيرانيون أميركا عبر تويتر بالذكرى السنوية الـ 39 لاحتلال السفارة الأمريكية في طهران، والتي أدت إلى أربعة عقود من العداء المتبادل بين البلدين، تحت وسم”آسفون على حصار السفارة الأمريكية”، وجذب أكثر من 19 ألف تغريدة.

انقسام داخلي

بعد طرح قانون مكافحة الارهاب الذي تعتبره حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني أنه أمر حيوي خاصة بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، وفرضها العقوبات مجددا،رفض مجلس صيانة الدستورالإيراني، الذي يسيطر عليه المحافظون، تمريره بحجة مخالفة بنوده للتشريعات الاسلامية، ويعتقد العديد من المسؤولين المتشددين أن القانون يحد من قدرة إيران على دعم “مجموعات المقاومة” مثل حزب الله في لبنان وغيره في المنطقة.

ما هي أبرز العقوبات وكيف ستحاول إيران تخطيها؟

شملت الحزمة الثانية التي ينظر إليها على أنها الأكثر إيلاما للاقتصاد الإيراني صادرات النفط، والشحن، والمصارف، بالإضافة إلى قطاع الطاقة الإيراني، وخدمات التأمين أو إعادة التأمين، وكل القطاعات الأساسية في الاقتصاد، ويتوقع أن يؤدي ذلك إلى تراجع جديد للريال الإيراني بعد التراجع السابق جراء الحزمة الأولى، إضافة إلى التسبب في ركود حاد في قطاع النفط.

ويعول روحاني على استمرار الاستثمارات الأجنبية في بلاده وتعزيزها بحيث سيحاول الحث على تنفيذ الطرح الأوروبي الذي يقضي بدعم فرنسا وبريطانيا وألمانيا للشركات الأوروبية التي تقوم بـ”أعمال تجارية شرعية” مع إيران، بتأسيس آلية بديلة لدفع الأموال، ستساعد تلك الشركات على التجارة، دون مواجهة العقوبات الأمريكية،رغم التشكيك في قدرة هذه الدول على ذلك.

اقرأ أيضاً: بدء العد العكسي.. هل تشل عقوبات اميركا اقتصاد إيران

العقوبات ورقة انتخابية بيد ترامب

بعد أقل من ثلاثة أشهر، يشهد ترامب أول اختبار حقيقى في رئاسته مع إجراء انتخابات التجديد النصفى فى الولايات المتحدة، وستعكس النتيجة، في حال حافظ الحزب الجمهوري على الغالبية في مجلس الشيوخ والنواب، جو الشارع الأميركي لا سيما على الصعيد الداخلي وانعكاسه بالتأكيد على بعض قرارات السياسة الخارجية المهمة.

ويعتبر ترامب أن العقوبات الجديدة على إيران ستلاقي استحساناً شعبياً ما سيجعل هذا الموضوع ورقة انتخابية رابحة في يده.

السابق
ديما صادق تمثل امام النيابة العامة… وتتهم قيادات حزب الله بالاسماء!
التالي
لبنان في «بوز المدفع»: العقوبات بين التأثير المباشر وغير المباشر