الانتخابات الأمريكية النصفية: انتخابات ترامب «الجزء الثاني»

تقام الانتخابات النيابية في الولايات المتّحدة كل عامين ومن خلالها يعاد انتخاب جميع المقاعد النيابية ال435، إضافة إلى حوالي ثلث مقاعد مجلس الشيوخ المائة، التي تبلغ في انتخابات الـ2018 الـ36 مقعدا.

تسمّى هذه الانتخابات بالانتخابات النصفية لأنّها تحدث عند انتهاء نصف ولاية رئيس الجمهورية، ولطالما أظهرت تاريخيا إقبالا ضئيلا مقارنة بالانتخابات الرئاسية، لكن يؤكد الخبراء استنادا إلى أرقام الاقتراعات المبكرة أن هذا العام سيشهد تزايدا كبيرا في حجم المشاركة والاقتراع، سيفوق جميع التوقّعات والنسب التاريخية للانتخابات النصفية.

اقرأ أيضاً: كرسي الرئاسة الأميركية يهتز وترامب أمام خيار عزله من قبل الكونغرس

تشكّل هذه الانتخابات حدثا مفصليا بالنسبة لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يحظى حاليا مع حزبه الجمهوري بالأكثرية في المجلس التمثيلي ومجلس الشيوخ. الأمر الذي سمح له في العامين الفائتين بالتفرّد بقرارات الدولة الإدارية وسياستها الخارجية.

نتائج الانتخابات سوف تقرر مصير إدارة ترامب وقدرتها على استكمال السنتين المتبقيتين بالتشريع والتنفيذ بدون معارضة، الأمر الذي يستغلّه خصوم هذه الإدارة من الحزب الديمقراطي عبر ترهيب مناصريهم من استمرار ترامب منفردا باتّخاذ القرارات المثيرة للجدل، محاولين تشجيع ناخبيهم على المشاركة الكثيفة في الانتخابات.

يجهد الحزب الديمقراطي في محاولة استعادة السيطرة على أحد المجلسين أو كليهما. وتشير الإحصاءات إلى أنّ حظوظه تكمن في المجلس النيابي وليس في مجلس الشيوخ. أبرز مواقع الاستفتاءات ترشح فوز الحزب الديمقراطي بأكثرية مجلس النواب بنسبة 85%، بينما نسبة فوزه بأكثرية مجلس الشيوخ تنقلب تماما وتقف عند حدود ال 15%.

يشهد الإعلام الأميريكي فترة حافلة خلال الأشهر الماضية حتى اليوم، فالاهتمام بالانتخابات النصفية إعلاميا وصل إلى أعلى نسبه، ولذا يمكننا اليوم توصيف هذه الانتخابات بأنها انتخابات ترامب “الجزء الثاني”.

في الولايات المتّحدة وفي آخر 30 عاما، لاقى اسم ترامب تفاعلا إيجابيا مع الجمهور الأميركي، وأصبح عنوانا للنجاح في عالم إدارة الأعمال، ولليوم لا يزال اسما محفورا في الذاكرة الشعبية الأميركية وعلى برج من أبراج جميع المدن الأميركية الكبرى. على الرغم من أن الانتخابات نصفية، الّا أن الإعلام الأميركي بأكثريته الداعمة للحزب الديمقراطي يعمل على ذكر اسم ترامب في جميع عناوينه، إذ أن هناك توجّها واضحا في سياسة الحزب الديمقراطي يقضي بالتصويب على الرئيس ترامب واستغلال اسمه الذي أثبت أنّه قادر لوحده على رفع نسب القراءة والاهتمام إلى أعلى المستويات. يستعين الاعلام بهذا الاهتمام العام لإيصال رسالته الخاصة التي تركّز على أكاذيب ترامب وأخطائه.

على الرغم من أن أسلوب الإعلام الأميركي الديمقراطيّ لم يتغيّر فعليا عن العام 2016 الذي شهد خسارة حزبه على جميع الأصعدة، الا أنه يتمنّى اليوم أنّ ينجح ، ولكن الفرق اليوم هو أنّه لا يطلب من مناصريه اليوم التصويت لرئيس للولايات المتّحدة على قاعدة اختيار المرشح الأقل سوءاً.

اقرأ أيضاً: بالفيديو: ترامب عام 1988: سأفوز برئاسة أميركا لأنني لا أخسر

قلائل هم الرؤساء الذين تمتّعوا بالأكثرية والحرية المطلقة في أوّل سنتين من ولايتهم، وقد استغلّ الرئيس هاتين السنتين محلياً كما وعد، وذلك بخلق الوظائف وتخفيض الضرائب وإزالة العوائق على أصحاب الأعمال إلى أن وصلت البطالة الى أدنى مستوياتها منذ الستينات.

غداً في السادس من تشرين الثاني، ستقام مواجهات كبيرة في كل دائرة من دوائر الولايات الخمسين. ولكل معركة لونها الخاصّ، ولكن الفارق الذي سينتج عن النتيجة الكلية سيكون مؤشّرا لأمرٍ واحد، وهو تقييم أداء ترامب.

السابق
كنعان بعد لقاء لجنة المال: البطاقة الصحية أقرت وتشمل الجميع
التالي
العقوبات مدخل إيران لإعلان تفاهم «الضرورة» مع إسرائيل