هل تعيش حرب اليمن أيامها الأخيرة؟

اليمن
يتصدر الموقف الأميركي الأخير من موضوع الحرب في اليمن الأخبار الإقليمية حالياً، حيث دعا وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الأطراف المتحاربة إلى وقف القتال وبدء مفاوضات سلام "خلال ثلاثين يوما". يأتي هذا الموقف بعد أيام على تأكيد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على استمرار الحرب على الإرهاب على حد وصفه. فهل سنرى أي تغير في المشهدية اليمنية في المدى القريب؟

على الرغم من الكلام الرسمي لماتيس والذي تلاه موقف لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو دعا من خلاله إلى وقف الضربات الجوية للتحالف “في كل المناطق المأهولة بالسكان في اليمن”، فإن التوقعات بإنهاء الحرب خلال شهر أو في فترة زمنية قريبة تبدو بعيدة عن الواقعية، رغم خرق هذه المواقف للضبابية التي ترخي بظلالها على الملف اليمني مؤخراً.

في الولايات المتحدة الأميركية، بدأ الرأي العام يتغير حيال هذا الموضوع، ففي مارس الماضي رفض مجلس الشيوخ اقتراحا بوقف دعم الولايات المتحدة للحملة السعودية في اليمن، لكن الفارق بين أصوات المؤيدين والرافضين لم يكن كبيراً، في حين تلعب الصحافة دوراً في الإضاءة على الكارثة الانسانية التي تهدد حياة أكثر من 14 مليون نسمة من السكان، كما تركز الصحافة العالمية أيضاً على تجنيد الحوثيين للأطفال ودفعهم للقتال، حيث قالت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية إن أطفالا يمنيين بعضهم لا يتجاوز السابعة قد تم تجنيدهم من قبل المتمردين الحوثيين مع إجبار المدارس على الإغلاق فى ظل الحرب الدائرة فى البلاد.

اقرأ أيضاً: اليمن الذي لم يكن مهيئا للوحدة

تتماشى فرنسا وبريطانيا مع الجهود الأميركية الحالية لوقف القتال، وقد أكد مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيثس أمس الأول رغبته في تحريك مفاوضات السلام «خلال شهر واحد»، بعد دعوات واشنطن إلى إنهاء النزاع.

“صيغة التسوية”

في تفاصيل الموقف، فند ماتيس، «صيغة للتسوية»، تتكوّن من شقّين: أولاً أن تكون الحدود خالية من الأسلحة مع انتشار حصري لقوات للجمارك وشرطة الحدود، ثانياً نزع الأسلحة الثقيلة.

الموقف السعودي المقابل

لم يصدر أي تصريح رسمي سعودي رداً على الموقف الأميركي الجديد، في حين قال وزير النقل في الحكومة اليمنية صالح الجبواني إن الحكومة تتمسك بالمرجعيات الثلاث لحل الأزمة في البلاد، وأضاف أن الكلام الأميركي هو مجرد تصريحات ولا يتضمن خطة ولا برنامجا، ولم يتم تبنيه في مجلس الأمن الدولي، وأن أي نشاط سلام لا بد أن يمر عبر مجلس الأمن الدولي والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً: اليمن بعد حصار الحديدة

الرد الحوثي

آخر الردود في اليمن أتى على لسان وزير في حكومة ما يسمى بحكومة الإنقاذ هشام شرف حيث قال إن حديث ماتيس عن منح جزء من اليمنيين إقليماً مستقلاً «تخصّه هو»، مؤكداً «(أننا) لن نقبل بانتقاص سيادة البلد»، وأن “ملف الصواريخ يخصّ اليمن وتأمينه”.

أمام هذه المعطيات، لا يمكن تبني فكرة وقف الدعم الأميركي للتحالف على الرغم من همس البعض أن الجانب الأميركي فشل في إدارة الملف، ولكن يجب الانتظار لما بعد العقوبات الأميركية على إيران مما قد يضع قوى التحالف في موقع تفاوضي أفضل، على أمل أن لا يؤثر أي جديد على الوضع المعيشي للشعب اليمني الذي يدفع وحده ثمن هذا التحارب.

السابق
ميريام كلينك: أنا راهبة مثيرة!
التالي
حزب الله واللعب على حافة الهاوية