تشكيل الحكومة اللبنانية رهن طبيعة العقوبات الاميركية على طهران…!

الخامس من تشرين الثاني موعد اعلان العقوبات الاميركية على طهران، والتي قال ال الاميركيون عنها انها سوف تكون غير مسبوقة..؟.. فقد اكد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون:” أن واشنطن تريد ممارسة أقضى حد من الضغوط على إيران بفرض حزمة ثانية من العقوبات على صادراتها من النفط بحلول الرابع من الشهر الجاري.. وقال إن إيران تعاني بالفعل من العواقب، ومن ذلك انهيار عملتها الريال.”..لذلك فقد حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني الإيرانيين: ” من أنهم ربما يواجهون مزيدا من الصعوبات في الشهور التي تلي فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة الأسبوع المقبل على البلاد، وفقا لما نقله التلفزيون الرسمي الإيراني”…

هذه الصورة السوداوية التي تنتظرايران وبالتالي حلفاءها او المنخرطين في محورها… تترجم لنا او تفسر بوضوح، لماذا فجاة برزت عقدة النواب السنة غير المستقلين، فاذا كان حزب الله حريص على تمثلهم وتوزيرهم كما ادعى لماذا لم يطلب هذا منذ بداية الاستشارات النيابية؟ ولماذا لم يشكل هؤلاء النواب كتلة نيابية مستقلة اذا كانوا فعلا مستقلين او يملكون توجها سياسياً مشتركاً..؟

اقرأ أيضاً: «حزب الله» المأزوم!

ايران القلقة من العقوبات الاميركية لم تعد تملك من اوراق على الساحة العربية لزعزعة الاستقرار او التهويل به الا الساحة اللبنانية… مع الاسف.. العراق بدا يتملص من القبضة الايرانية واعلن التزامه بالعقوبات الاميركية على طهران..؟؟؟ وتم تشكيل جزء من الحكومة للبدء بمعالجة المشاكل العراقية المتعلقة بلفساد والهدر والخدمات والامن.. وتنظيم السياسة الخارجية ورسم ملامحها..

في سوريا القبضة الروسية اكثر قوة وفعالية من السابق، والنظام السوري اصبح جزء من المؤسسة الروسية بحيث تعقد الاتفاقات والصفقات والتفاهمات بغياب اي ممثل او مسؤول سوري تابع للنظام… ويتم تبليغه بكافة المقررات والتفاهمات عبر وسيط او ممثل روسي… والحضور التركي في شمال سوريا الى جانب القوات الاميركية الموجودة ايضا في شمال سوريا الى جانب قوات سوريا الديمقراطية.. جعل من ايران احد اللاعبين الصغار على الساحة السورية وليس اللاعب الاوحد او الاقوى… وايران مضطرة للتفاهم مع روسيا او الخضوع لتفاهماتها الكثيرة مع تركيا واسرائيل والولايات المتحدة واوروبا.. لان اي خطأ في الحسابات يجعل من ايران في مواجهة مع حليفتها الوحيدة على الساحة السورية والدولية..؟ وهي روسيا..؟ التي توازن بين مصالحها مع المجتمع الدولي والدول التي اشرنا اليها ومصلحتها مع ايران كسوق لبيع السلاح الروسي وضمان تمويل التدخل الروسي في سوريا.. الذي تعهدت به ايران قبيل التدخل الروسي في سوريا..؟

بالعودة الى لبنان فقد نشر موقع سكاي نيوز عربية… حذرت إسرائيل لبنان من أنها “قد تتعامل بحدة” مع مصانع أسلحة تابعة لميليشيات حزب الله، حسبما أفادت القناة الإسرائيلية العاشرة، الخميس. وقالت القناة إن إسرائيل طلبت من فرنسا نقل “رسالة تحذير” لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري”، بشأن مصانع الميليشيات. ونقل المصدر عن مصادر دبلوماسية غربية مطلعه، قوله إن إسرائيل “حذرت لبنان إذا لم تقم بمعالجة الموضوع فستضطر أن تتعامل معه بحدة”.

كذلك فقد حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة ​أنطونيو غوتيريش​ من أن «​حزب الله​ قادر على جر ​لبنان​ إلى الحرب»، داعياً إلى نزع سلاحه. واعتبر أن «حزب الله» هو أشد الميليشيات تسلحا في لبنان». وأكد أن «تعزيز ترسانته العسكرية، يطرح تحدياً خطيراً لقدرة الدولة على ممارسة سيادتها وبسط سلطتها بشكل كامل على أراضيها»…

تاكيدا لما سبق وفي جوابٍ عن عقوبات الاميركية على حزب الله، قال نائب حزب الله محمد رعد “المشاركون في الحكومة والذين يتحملون مسؤولية الامور في هذا البلد، إذا اداروا عقولهم وانتباههم الى ما يريده الخارج لتعطل البلد واصبح ملحقا بالسياسات الاخرى”، وتابع “لكن اذا اردنا ان نكون في لبنان القوي والمستقل، فعلينا ان ندير شؤوننا بما يحقق مصلحة البلد ويحميه من التدخلات الاجنبية، وهذا ما يحصن لبنان من كل الاعتداءات”…

جواب نائب حزب الله ورئيس كتلته النيابية في البرلمان اللبناني، يتضمن نقطتين:

اولاً: تناقض موقف حزب الله المعلن هذا مع سياساته الخارجية القائمة على التدخل في سوريا والعراق واليمن والمملكة الربية السعودية والبحرين ونيجيريا.. وغيرها… والسبب هو ارتباطه بالمحور او الراعي الايراني لتمويله ولسياسته وتوجيهاته الخارجية كما الداخلية…فكيف يطلب محمد رعد من السياسيين اللبنانيين عم الالتفات الى الخارج بلغة الاتهام والتحذير اكثر مما هي لهجة الالتزام بالمصلحة الوطنية ومحماية مصالح الشعب اللبناني التي يتجاهلها حزب الله بتدخله في الخارج وفي تعطيله لتشكيل الحكومة اللبننية التي يجب ان تسعى لمعالجة المشاكل المتراكمة وحالى الاهتراء التي يعيشها الكيان اللبناني…
ثانياً: الاشارة مباشرةً الى ان تعطيل الحياة السياسية وعمل المؤسسات التنفيذية رهن الالتزام بسياسات حزب الله والالتحاق بالمحور الايراني والا فإننا سوف نعاني ما نعانية اليوم من تعطيل واستفراد واختلاق للذرائع لتبرير تاخير تشكيل الحكومة…؟
العقد التي يتم طرحها تؤكد ان المصلحة الايرانية بالنسبة لحزب الله هي فوق كل اعتبار وما علينا نحن في لبنان سوى دفع الفواتير وتسديد المستحقات من حياتنا واستقرارنا ومستقبل ابنائنا..؟ لذلك فإن تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة هو رهن طبيعة وحدة العقوبات الاميركية المقبلة على ايران..؟

السابق
«حزب الله» المأزوم!
التالي
رسالة مفتوحة من السنيورة لعون: الـ11 مليار انفقت كلفة الفوائد على الدين العام