ماذا يريدون من عصام خليفة؟

هو عصام خليفة، أول رئيس لاتحاد طلاب الجامعة اللبنانية، والرئيس الأسبق لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية، والأمين العام السابق للحركة الثقافية – انطلياس، وأستاذ التاريخ الذي أصدر أكثر من سبعين كتاباً في اختصاصه هذا. إنه، والحال هذه، رجلٌ إرهابيٌّ ذو سوابق شائنة، ومجرمٌ خطير. لذا كان لا بدّ من رفع الدعاوى ضدّه، لإجباره على معرفة الحدّ والوقوف عنده، وإلاّ المثول والامتثال. فمَن مثله يجب الاقتصاص منه، بكلّ طريقةٍ ووسيلة، بما لا يتيح له أن يفلت من يد العدالة، فيكون ذلك عبرةً له، ولكلّ مَن يشدّ على مشدّه، أو يحذو حذوه في قولة الحقّ وإبداء الرأي والدفاع عن الأخلاقيات الفكرية والثقافية والأكاديمية، وقيم الحرية والديموقراطية والعدالة.

اقرأ أيضاً: تخارج الدولة والحرية في المجال العربي

هذا اليوم الثلثاء، الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، يمثل عصام خليفة مرةً أخرى، أمام مكتب جرائم المعلوماتية، في دعوى قدح وذمّ مقدّمة من رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب. هي المرة الرابعة على التوالي، يمثل فيها هذا الرجل، بعد استدعاءاتٍ سابقة، ربما يكون الهدف البعيد منها النيل من أنفته وكبريائه ومهابته الشخصية والثقافية والنقابية. وكان رئيس الجامعة قد تقدّم بثلاث شكاوى في المعنى نفسه ضد المؤرّخ والأستاذ والنقابي عصام خليفة هذا، لأنه “تجرّأ” فطالب بتقديم الوثائق وكشف الحقائق، في شأن ما قيل عن شهادةٍ أكاديمية مزوّرة لرئيس الجامعة. يُذكَر أن خليفة سبق له المثول أمام المباحث الجنائية، وأمام قاضيي التحقيق في بيروت الرئيس شربل أبي سمرا والرئيس أسعد بيرم، وأمام القاضية الرئيسة نازك الخطيب في بعبدا.
أكتب هذا المقال ليس دفاعاً عن عصام خليفة، وإنما فقط إعراباً عن الهول، مما آلت إليه البلاد برمّتها، وقد استقرّت في أسفل سافلين، سيادياً ووطنياً وسياسياً وحكومياً ومالياً واقتصادياً ومجتمعياً وأكاديمياً وأخلاقياً. عندما أقول “البلاد”، لا يغرب عن بالي وضع الجامعة اللبنانية بالذات، هذه الجامعة الذي تربّينا فيها على القيم والمعايير والتشدّد في المستوى الأكاديمي والصرامة في نيل الشهادات، فإذا بها وقد انتهت الآن، ومنذ سنوات، في قعرٍ سحيق.
يذهلني أن تصوّب رئاسة الجامعة اللبنانية على عصام خليفة، وقد كان الأجدى للجامعة الوطنية نفسها، أن لا تأخذ القضية هذا المنحى (الشخصي!؟)، وذلك بمحض تقديم الوثائق الضرورية التي تثبت عدم صحة هذا الزعم الذي يدّعى أن شهادة رئيس الجامعة مزوّرة. فقد كان ذلك ليكون تعبيراً عن الأصالة الأكاديمية، والردّ الدامغ على مهاترات أو ادعاءات ومزاعم محتملة، قد يكون أو قد لا يكون لها أساس من الصحة.
عيب. فليرفعوا أيديهم عن عصام خليفة.

السابق
هل أثنت جوليا بطرس على وزراء «القوات اللبنانية» وانتقدت باسيل؟
التالي
العقوبات الأميركية على حزب الله: التطويع و«التهذيب»