حزب الله ينتظر اتصالاً بطهران: أنا من يشكل الحكومة

حزب الله
حينما يتم إخراج الأرانب من أكمام الساحر..

تعثر تشكيل الحكومة مجددًا، بعدما ظهر أرنب جديد من كم الساحر، توزير أحد سنة 8 اذار . قالها حزب الله لا حكومة من دون وزير سني من هذه المجموعة، التي هي في الأصل مجموعة نواب ينضوي معظمهم في كتل سياسية ممثلة في الحكومة.
تشير مصادر في تيار المستقبل، أن الرئيس سعد الحريري متمسك بموقفه الرافض لتوزير واحد منهم من حصته، ولا يرفض توزيرهم من خارجها، رئيس الجمهورية ليس في وارد توزير أحدهم من ضمن حصته، كما أكدت مصادر قصر بعبدا، التي اعتبرت هذا الموضوع عند الرئيس المكلف.

إقرأ أيضاً: «إنتاجية» الحكومة الجديدة على المحك

المعلومات تشير إلى أن رئيس الجمهورية فوجئ بموقف حزب الله، خصوصا أن الرئيس الحريري كان اخذ عهدا من الرئيس عون، بأن حل مسألة حصة حزب القوات اللبنانية في الحكومة، هي الخطوة الأخيرة التي تسبق إعلان تشكيلة الحكومة.
حزب الله تجاوز حتى اعتبار موقع رئيس الجمهورية، وأعلن أن لا حكومة بدون توزير من ذكرنا، فهو نصب نفسه في موقع من يقرر في شأن له آلياته الدستورية، أي رئيس الحكومة المكلف، ورئيس الجمهورية.
ما يشجع حزب الله على فرض المعايير التي يريد، وما يجعله يخرج الأرانب من أكمامه، هو استعداد خصومه للانصياع والقبول. حزب الله فرض القانون الذي يناسبه للانتخابات النيابية، بعد أن فرض سطوته على البلد أمنيا وإستراتيجيا، وتحكم بالحدود، وتدخل على امتداد الدول العربية، وجرى كل ذلك من دون أي اعتراض جدي من أي سلطة دستورية لبنانية، وهذا كاف لأن يطمح إلى أن يأتي إليه الجميع صاغرين، ويحمدون الله ويشكرونه، على نعمة أنه يفرض عليهم أمنياته.

إقرأ أيضاً: القوات في الحكومة: أولوية الصراع المسيحي، وتكريس مرجعية حزب الله

حزب الله لا يعنيه على ما يبدو، هاجس انهيار الدولة، فهو لا يبدو حاملا لمشروع إنقاذ الدولة، بل كل سلوكه يدل على أنه غير مبال بكل التنازلات التي قدمت إليه، ويريد المزيد، أما أزمات البلد المالية والاقتصادية وهذا الانهيار الذي نلمسه كل يوم على هذا الصعيد فهي آخر همومه مقابل فرض توزير أحد سنة 8 اذار.
ليس سنة 8 اذار هم المشكلة الفعلية، فما ناله حزب الله وأتباعه في الحكومة، لم ينله في اي حكومة، وهذا ما يرجح أن المسألة تتصل بما هو أبعد، إيران هي من يحل هذه المعضلة، ربما على الاوروبيين أن يكرروا ما كانوا يفعلونه، الطلب من إيران أن تشارك في حل معضلة اختلقها حزب الله.

السابق
عن الجامعة اللبنانية التي حولها حزب الله إلى حسينية
التالي
حزب الله يحيي إشكالية الاعتراض الشيعي: ثرثرة على ضفاف مشروعه السني