حزب الله يحيي إشكالية الاعتراض الشيعي: ثرثرة على ضفاف مشروعه السني

إحياء "شيعة السفارة": إيران تفاوض بالواتسأب.

يعيد حزب الله عبر محازبين توزيع ملصق قديم يضم صور شخصيات شيعية معارضة ومستقلة (عبر الواتساب على مناصريه) كان سبق له أن وصفهم بشيعة السفارة، في إطار حملة لا يمكن فصلها عن التطورات المستجدة في مسار تشكيل الحكومة.
لا يمكن النظر إلى هذه الاستعادة لملصق شيعة السفارة وتوزيعه على مجموعات الواتس آب، إلا بوصفه فتحا لمسار يتوازى مع عنوان تمثيل سنة 8آذار، ويراد منه القول لجمهور الممانعة من غير المقتنعين بمبرر تعطيل تشكيل الحكومة من أجل توزير سني من قوى ٨ اذار، لا سيما في ظل الازمات الضاغطة على الدولة والحزب نفسه. لذا فاعادة طرح وجود الشيعة المعارضين، ومن زاوية إظهارهم مجددا على صورة أنهم ادوات بيد اعداء شيعة الحرس الثوري وايران، يمنح ذلك الحق لحزب الله في الاصرار على تمثيل سنة 8آذار.

إقرأ أيضاً: حزب الله الجديد: التصاق بالدولة وخنق الحريري بسنّة 8 آذار

يلعب الحزب على وتر نجاح السنٌة المعارضين للحريري في الفوز بعدة مقاعد نيابية، في حين لم تنجح شخصيات شيعية في انتزاع أي مقعد ، ولكن هذا كله لا يعدو كونه ثرثرة محلية، تخاطب فيها إيران، انطلاقا من لبنان، المجتمع الدولي على أبواب العقوبات على قطاعها النفطي، والتي تنذر بخلق أزمة شديدة قد تجبرها على التفاوض من موقع هش. علما ان حزب الله الذي تأسس في السفارة الايرانية في دمشق كما هو معلوم، يدرك أن من يطلق على تسميتهم شيعة السفارة لم ينالوا “شرف” تشكيل حزب أنفقت عليه إيران عشرات مليارات الدولارات وسخرت له لبنان لتحقيق ما يريد من مكاسب مادية باسم المقاومة، فايران التي أنفقت ما أنفقت في سبيله لا يمكن أن توفر اي فرصة لاستخدام حزب الله في سبيل مواجهة ما تراه من مخاطر تتهددها.

فبعد أن تضاءلت قدراتها على الابتزاز في المنطقة، لم يعد لديها سوى لبنان كساحة نفوذ واضحة يمكن من خلالها أن تفتح مسارات تفاوضية، وقد لمست من خلال عدة عناوين برزت في الآونة الأخيرة، أن العالم لا زال مهتما بلبنان ولم يلحقه بعد بالنظرة نفسها التي تسم إيران.
من هنا قررت أن توعز للحزب في هذه اللحظة أن يفتح مسار التعطيل والابتزاز، ويحيي جملة عناوين لم تعد قابلة للاستثمار حتى وسط جماهيره، عسى أن يلتقط طرفاً ما هذه الإشارة ،ويترجمها في سياق تفاوضي.

إقرأ أيضاً: حزب الله ينتظر اتصالاً بطهران: أنا من يشكل الحكومة

ما لا يعلمه الحزب أن تشكيل الحكومة وما كان ينتظر أن يرافقها من انفراجات عامة، كان مطلبا عاما يدخل شيعة حزب الله في عداد منتظريه، وأن التفاوض مع إيران قد انتقل إلى ساحات أخرى، كما فاته أن عودة الدعم السعودي لسعد الحريري واعتماده كسفير لمشروع المملكة الأوروبي في المنطقة والعالم، أخرجه من السجن الحكومي، وجعله قادرا على الاحتفاظ بحضوره ولو كان خارج الحكومة.

السابق
حزب الله ينتظر اتصالاً بطهران: أنا من يشكل الحكومة
التالي
اسود: أمر يكشف المستور في تأليف الحكومة وهو ان المشكلة بالاساس ليست مسيحية