الحريري قريبا في بعبدا وطروحات جديدة برسم رئيس الجمهورية

سعد الحريري
بدأ دخان التأليف يميل جدياً الى البياض، بحسب ما عكسته صورة الاستنفار السياسي الذي شهده "بيت الوسط " منذ ما قبل ظهر أمس وامتداداً حتى ساعات الليل، ما أشار إلى أن الأزمة بلغت مشارف النهايات المفترضة.

يبدو من خلال  اعتزام الرئيس المكلف سعد الحريري حسم الامور في أقرب وقت وتحديداً في عطلة نهاية الاسبوع الجاري، أن الولادة الحكومية بدأت تتبلور، ومع ذلك فان مساحة غير ضئيلة من الغموض ظلت تفصل بين هذا الاتجاه الى بت التشكيلة الحكومية النهائية وتوقيت وضع اللمسات النهائية عليها بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، باعتبار ان المفاوضات والنقاشات وتبادل الاقتراحات وحركة الاتصالات التي لم تتوقف لم تصل بعد الى الخاتمة السعيدة بما يبقي الاعصاب والانظار مشدودة خلال الساعات المقبلة في انتظار ما تحمله الجهود المتواصلة للحريري من نتائج ومتغيرات.

إقرأ ايضًا: الملف الحكومي بإنتظار عودة الحريري من السعودية

والواضح ان كل الحركة الجارية منذ البارحة تركزت على نقطة محورية تتمثل في سعي الحريري الى ايجاد مخرج لوزارة وازنة اساسية ترضي “القوات اللبنانية” ضمن المقاعد الوزراية الاربعة التي ستنالها في “حكومة التوافق الوطني” التي أبلغ الحريري كل الافرقاء ولا سيما منهم “القوات” في الساعات الاخيرة مجدداً اصراره عليها وتاليا اصراره على ان تكون “القوات” ضمن الحكومة وعدم قبوله باي احتمال لخروجها منها.

وفي ظل هذا العنوان العريض قالت مصادر بارزة معنية بالحركة السياسية الناشطة الجارية لـ”النهار” ليل أمس إن الحريري استنفد تقريباً كل المسار التفاوضي، كما ان كل المشاورات والحوارات والاتصالات ادت ما كانت تسعى اليه للوصول الى استكمال التشكيلة الحكومية وتوزيع حصصها وحقائبها وبات الامر الآن في العد العكسي لتوقيت القرار النهائي الحاسم الذي سيتعين على الرئيس المكلف اتخاذه بوضع هذه التشكيلة النهائية وطلب اسقاط اسماء الوزراء على الحقائب ومن ثم التوجه الى قصر بعبدا.

حراك الساعات الماضية كان مكثفاً؛ المقرّات الرئاسية بَدت مستنفرة بكل طاقاتها، والسقف الذي تتحرّك تحته المشاورات المعلنة أو تلك التي تجري داخل الغرف، له عنوان وحيد هو حسم الاستحقاق الحكومي قبل دخول الذكرى الثانية لانتخاب الرئيس ميشال عون. ولم يعد هناك ما يبرّر التأخير والغرق في المراوحة وتضييع المزيد من الوقت، خصوصاً انّ التحديات والاستحقاقات الداهمة تطرق الباب اللبناني من كل الاتجاهات.

عون: 48 ساعة

وقالت مصادر مواكبة للاتصالات “النهار” إن حقيبتي التربية والصناعة قد ثبتتا في حصة الحزب التقدمي الاشتراكي، كما ثبتت الزراعة في حصة حركة “أمل” بما يعني ان البحث في حقائب “القوات” يتناول حقائب اخرى غير هذه. واسترعى الانتباه في هذا السياق نفي الاوساط القريبة من الفريق الرئاسي و”التيار الوطني الحر” ان يكون حصل طرح يتصل باعطاء الرئيس الحريري حقيبة العدل مقابل اعطاء الاخير حقيبة الاتصالات لـ”القوات”. وأضافت ان رئيس الجمهورية متمسك بحقيبة العدل ولم يطرح هذا الاقتراح معه أساساً. كما علمت “النهار” ان الرئيس الحريري ليس أساساً في وارد أي تنازل عن حقيبة الاتصالات التي هي من حصته.

إلى ذلك ارتفع منسوب التفاؤل في عين التينة خلافاً للفترات السابقة، حيث عكس رئيس مجلس النواب نبيه بري أجواء مشجعة أمام زواره. مشيرا إلى ان: ثمة تقدم بشكل جدي في الملف الحكومي، وبحيث أصبحت الاجواء اليوم اكثر تفاؤلاً وايجابية. وفي حال  استمر الوضع على هذا المنحى، فإنّنا يمكن أن نشهد ولادة حكومية يوم الاحد وذلك  وفقا لما تَكَوّن لدينا من معلومات ومعطيات خلال الساعات الفائتة، وتبعاً لنتائج الاتصالات التي تجري على غير صعيد.

وعلى الرغم من جو التفاؤل المتزايد، لم تبرز بالأمس أي إشارة حول تذليل عقدة تمثيل “سنة 8 أذار”، وبحسب مصادر واسعة الاطلاع انّ الامور لم تحسم بعد في هذا الجانب، مشيرة الى انّ الرئيس المكلف يرفض هذا الامر جملة وتفصيلاً ولا يقبل ابداً بتوزير أحدهم على حساب تيار “المستقبل”. كما انه في الوقت ذاته لم يبرز عن رئيس الجمهورية ما يوحي أنه قبل بتوزير أحد “النواب السنّة المستقلين” من ضمن الحصة الرئاسية. وقالت مصادر هؤلاء النواب لـ”الجمهورية” إنهم لم يتلقّوا اي تأكيد حول إشراكهم في الحكومة حتى الآن.

وكشفت مصادر ذات صلة لـ”اللواء” بأن “الطبخة استوت”، وما بقي “رتوشات” أخيرة، تسبق زيارة الرئيس المكلف إلى بعبدا، والتي يمكن ان تكون اليوم أو غداً على أبعد تقدير.. لكن أوساط الرئيس المكلف، على الرغم من تفاؤلها ما تزال تتكتم على الطروحات الأخيرة المقدمة للقوات، والجواب عليها، ما أعطى انطباعاً لدى المراقبين بأن الأمور لم تتبلور بعد، خصوصاً وأنه لم تتوفر معطيات تُشير إلى ان الرئيس الحريري سيحمل التشكيلة النهائية إلى قصر بعبدا، اليوم أو غداً، وبالتالي ان تمر الذكرى الثانية لانتخاب الرئيس ميشال عون التي تصادف الأربعاء المقبل من دون حكومة كاملة المواصفات الدستورية.

إقرأ ايضًا: الحريري يتلقى دعما سنيّا قويا والعقدة المسيحية ما زالت مستعصية

وقد تجلى الدعم السعودي، بشكل واضح وعلني أمس، على لسان القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت الوزير المفوض وليد بخاري، عندما تمنى، خلال جولة له في الشوف على مؤسسات تربوية وصحية، بصحبة سفير دولة الإمارات العربية المتحدة حمد الشامسي، تشكيل الحكومة خلال الأيام القادمة، بشكل وازن، معلناً ان المملكة تسعى للبدء بالمشاريع التي من خلالها تستطيع دعم هذا البلد واستقراره وازدهاره، مشيراً إلى ان كل المؤشرات الاقتصادية تجعل من لبنان بلداً معافى.

السابق
جميل السيد: هل يتوب جعجع عن المراهنات الخاسرة أم يستمر كما في الفيديو؟!
التالي
بالفيديو: رجل العنكبوت يتسلق برجا في لندن.. وهذا ما فعلته الشرطة!