الجيش ومخطط «ميشال سماحة الفلسطيني» في المية ومية

الجيش اللبناني مخيم المية ومية
ماذا يجري في مخيم المية ومية؟ ولماذا عادت الاشتباكات مجددا؟ ومن هو ميشال سماحة الفلسطيني؟

عادت الاشتباكات الى مخيم المية ومية في صيدا، حركة فتح من جهة وانصار الله من جهة ثانية، وتأتي هذه الاشتباكات الليلة بعد اكثر من أسبوع على مواجهات حصلت بين الطرفين، وأدت الى بروز احتجاجات من تيارات مسيحية زار ممثلون عنها بلدة المية ومية ذات الأغلبية المسيحية والتي تحتضن أراضيها المخيم المذكور، كما أن الجيش اللبناني وبالتنسيق مع حركة فتح استلم الحاجز الأمني على مدخل المخيم وهي المرة الأولى التي يتولاه الجيش منذ عقود، وكانت خطوة الجيش التي لاقت استحسان معظم أبناء المخيم، فضلا عن أبناء البلدة الذين طالبوا بها، مؤشرا إيجابيا على أن مخاطر التفجير تراجعت ان لم تكن انتهت.

اقرأ أيضاً: اشتباكات المية ومية: صراع السيطرة على الموقع الإستراتيجي

لكن حساب الحقل لم يوافق حساب البيدر، عادت الاشتباكات مجدداً، والمتابعون يعلمون أنه منذ سنوات ثمة تزايد لنفوذ “انصار الله” بقيادة جمال سليمان، وليس خافيا أن علاقة هذا التنظيم بقوى الممانعة على اختلافها، ولاسيما اللواء السوري علي المملوك، فقد قام هذا التنظيم قبل نحو عامين بقتل مجموعة من “فتح” كان يطلق عليها اسم “مجموعة الرشيد” وهي تضم في معظمها فلسطينيين قدموا من سوريا وينتمون لحركة فتح ومعادين لنظام الأسد، وهذه كانت كافية لقيام محمود حمد نائب جمال سليمان، بشن معركة على هذه المجموعة كانت نتيجتها مجزرة أدت الى مقتل 14 شخصا بينهم أطفال، فيما حركة فتح نأت بنفسها معتبرة أن هذه المجموعة تتبع القيادي الفتحاوي المنشق محمد دحلان، وهو اتهام غير دقيق كما يؤكد أكثر من ناشط في فتح اليوم.
كما هو معلوم فان محمود حمد القي القبض عليه من قبل فرع المعلومات قبل اشهر، بعدما ثبت أنه ميشال سماحة 2، حيث كان في صدد القيام بتنقيذ مخطط تفجيري في مخيم عين الحلوة، وثبت تورطه في تنفيذ اغتيالات طالت مسؤولين في حركة فتح، وللإشارة فان جماعة انصار الله، تكتسب نفوذها وقوتها العسكرية من التسليح الذي يأتيها من قوى قادرة على نقل سلاح لها بالإضافة الى الدعم المالي الذي يصلها من أطراف “ممانعة ومقاومة”، ويذكر الكثير من الفلسطينيين كيف أن حمد المحمود عندما ارتكب مجزرته الشهيرة في المية ومية جال بعد ذلك على فعاليات صيدا والتقى رموزها الممانعة من دون أن يسأل لا من قبل القضاء ولا من قبل الأجهزة الأمنية في ما ارتكب.

اقرأ أيضاً: إطلالة على مخيمات لبنان وتوزعها الجغرافي

بحسب المعلومات فان ما كشفه حمد المحمد لفرع المعلومات خطير جداً، الى درجة احرجت حلفاء حركة انصار الله كما جرى يوم اعترف ميشال سماحة بمخططه التفجيري وباشراف اللواء علي المملوك. الاشتباكات اليوم خطوة استباقية بعدما صار من الصعب تغطية هذا التنظيم الذي لا يزال يراهن على غطاء يوفره حزب الله له، عبر بعض رجال الدين السنة في مدينة صيدا وبعض المجموعات الأمنية التابعة لحزب الله في مخيم عين الحلوة وفي مدينة صيدا، لاسيما أن حركة فتح أبدت استعدادا كاملا للتعاون مع الجيش وصولا الى موافقتها على تولي الجيش امن مخيم المية ومية بالكامل كما اكدت مصادر قيادية في الحركة لـ”جنوبية”. تضييق الخناق على مسلحي انصار الله في المخيم جاء بعد رفع الصوت من قبل أبناء المخيم قبل أهالي بلدة المية ومية، بسبب التجاوزات والخوات والقتل المجاني ويعد ملامسة خطر إعادة انتاج التناقض المسيحي – الفلسطيني الذي جرى طيه بعد الحرب الاهلية عام 1975، وتعتقد بعض الأوساط الفلسطينية أن جماعة انصار الله تحاول استثارة هذا التناقض، وفتح الجروح في سبيل الاحتماء والمتاجرة بشعارات باتت فارغة عن السلاح الفلسطيني وضرورة وجوده في المخيمات، لاسيما أن هذا السلاح كما يعرف القاصي والداني موجه ضد أبناء المخيم بالدرجة الأولى فيما لا يزعج إسرائيل ولا يثير انتباهها اصلاً، الا من زاوية ما يحصد من أرواح اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
قرار انهاء حالة انصار الله قرار لبناني بالدرجة الأولى، والا فان المسلسل سيستمر باشتباكات بين الحين والآخر وعمليات اغتيال وتصفيات تنتهي باستنكارات من على منبر ساحة القدس في قلب صيدا، تمهد لجولة جديدة من الإتجار بدم الفلسطينيين اليوم، وربما لاحقا بدم اللبنانيين ايضاً.

السابق
«تفاهم بعبدا لمقاومة الفساد» البند الأول في البيان الوزاري
التالي
بدء الاجتماع الموسع في مقر المجلس السياسي لحزب الله والذي يجمع وفدي حركتي فتح وأنصار الله