الحريري الى الرياض وملف تأليف الحكومة يراوح مكانه

لا يزال الملف الحكومي يراوح مكانه رهن المشاورات التي جمدت عشية مغادرة الرئيس المكلف سعد الحريري ليلاً إلى المملكة العربية السعودية ‏تلبية لدعوة رسمية تلقاها للمشاركة في المنتدى الاقتصادي السعودي.

حال تيار “المستقبل” الذي أقر عدم القدرة على تقديم تنازلات أكثر من حيث تمثيل السنة المعارضين في الحكومة، كما حال “القوات اللبنانية”، التي لا تزال متمسكة بمطالبها في الحكومة وهو ما نقل على لسان وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم رياشي للحريري، الذي نقل إليه تطورات الاتصالات في ما ‏خص تمثيل “القوات”، موفداً من رئيس الحزب سمير جعجع، إذ أكّد بعد اللقاء ان حزبه “لا يتمسك بحقائب معينة، وهي قدمت تسهيلات ‏كثيرة، ولا يمكن ان تسهل أكثر‎”.‎

إقرأ ايضًَا: عقدة تمثيل سنة 8 آذار ومحاصرة سعد الحريري

ولم تشأ مصادر مطلعة لـ “اللواء”  الحديث عن مدة زيارة الرئيس الحريري إلى الرياض، لكنها ربطت استئناف المشاورات بعد عودته، انطلاقاً من ‏حرص الرئيسين ميشال عون والحريري على إصدار مراسيم الحكومة في غضون الأيام القليلة المقبلة.. وتحديداً قبل الأربعاء المقبل، موعد ‏نهاية الشهر، أو مناسبة مرور عامين كاملين على انتخاب الرئيس عون‎.‎
وخلافاً لاجواء أوحت بها مصادر قريبة من “التيار الوطني الحر” ان “البعض يتقصد إشاعة أجواء إيجابية، وهذا خلاف لما يطرح في ‏اللقاءات المغلقة، حيث يتمسكون بالطروحات غير الواقعية” في إشارة إلى ما تطرحه “القوات اللبنانية” في لقاءات التفاوض‎.‎

وتكتمت المصادر القريبة من الرئيس المكلف على ما دار في اللقاء المسائي بين الرئيس الحريري والوزير جبران باسيل، الذي زار بيت ‏الوسط قبل سفر رئيس حكومة تصريف الأعمال إلى الرياض، لكنها كشفت ان نقاط التباين ضاقت جداً.. معتبرة ان لا مكان “للسنة ‏المستقلين” على جدول أعمال الرئيس الحريري، ولا على جدول اتصالاته المتعلقة بتأليف الحكومة‎

.‎

وأشارت “النهار” أن حركة التواصل لتأليف الحكومة لم تنقطع وسط ضبابية في المواقف بين قصر عين التينة المتشائم والذي يبحث عن مخارج وخطط انقاذية في ظل اقتناعه بان العقد داخلية ولا تأثير للخارج في التأخير.

ويجري حديث عن اللجوء إلى اصدار مراسيم الحكومة بالوزارات المتفق عليها. واذا بقيت أربع أو خمس حقائب تترك خالية على أن يتولاها بالوكالة وزراء من الطائفة نفسها إلى حين الاتفاق على الأسماء الجديدة في ما بعد وإسقاطها على تلك الحقائب. وإن لا مشكلة دستورية في حال اعتماد هذه الخطوة وان كانت صعبة التحقيق.

في المقابل، كانت اشارات ايجابية تصدر عن الرئيس الحريري شخصياً عكس كتلته النيابية، اذ لمح قبيل استقباله باسيل مساء في “بيت الوسط”، الى ان اجتماع الكتلة قد يكون الأخير الذي يرأسه وبشّرهم بأن الحكومة ستولد خلال أيام معدودة. في حين ان بيان الكتلة تحدث عن معوقات ولاحظ انه “لم تكد عملية تأليف الحكومة تبلغ الخواتيم المرجوة في نهاية الاسبوع المنصرم، حتى عادت الى الاصطدام بجدار جديد من الشروط والمعايير، التي سارع الرئيس المكلف الى التعامل معها وتطويق ذيولها”.

وتعددت التسريبات حول مصير الحكومة العتيدة، فيما قالت مصادر في كتلة “المستقبل” النيابية لـ”الحياة” إن الحريري أبلغ أعضاءها ‏أمس أنه قد يكون آخر اجتماع يترأسه لأن الحكومة قد تكون تألفت بحيث تترأس اجتماعاتها النائب بهية الحريري بعد إعلان مراسيم تشكيلها. ‏وأوضح أحد نواب الكتلة لـ”الحياة” أنه ينقص إنجاز الحكومة بعض التفاصيل الصغيرة التي يجري ترتيبها. واجتمع الحريري ليلا إلى ‏رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل. ورجحت مصادر في كتلة “المستقبل” لـ”الحياة” أن يزور الحريري القصر الرئاسي ‏عصر اليوم إذا عاد بعد الظهر من زيارته إلى السعودية ليعرض مع الرئيس ميشال عون التشكيلة النهائية لحكومته‎.‎

إقرأ ايضًا: الحريري يتلقى دعما سنيّا قويا والعقدة المسيحية ما زالت مستعصية‎
وذكرت مصادر في “التيار الحر” لـ”الحياة” أن الحكومة ستصدر حكما قبل آخر الشهر الجاري، الذي يصادف مع الذكرى السنوية الثانية ‏لانتخاب الرئيس عون. ورأت مصادر سياسية أنه حريص ألا تمر الذكرى وأزمة التأليف مستمرة‎.‎
‎ ‎
وأكد الحريري في دردشة مع الإعلاميين قبيل ترؤسه اجتماع كتلته، أن الاتصالات حول الحكومة “ليست مجمدة”، بعدما أدت عودة الرئيس ‏عون عن موافقته بأن تكون حقيبة العدل لحزب “القوات اللبنانية”، إلى فرملة ولادة الحكومة. كما أن إصرار “حزب الله” ورئيس البرلمان ‏نبيه بري على تمثيل النواب السنة (6) الموالين لقوى 8 آذار وسورية بوزير، رفضه الحريري، فيما تردد أن تعيين النائب فيصل كرامي ‏وزيرا قد يتم من حصة الرئيس عون‎

السابق
حزب الله ووظيفة صناعة «الدولة العاجزة»
التالي
العراق يتجه نحو إعلان تشكيل حكومة قاسم سليماني