خيارات إسرائيلية صعبة لمواجهة تطور تسليح حزب الله

مع استمرار إسرائيل في كشف مواقع عسكرية لحزب الله في الجنوب اللبناني، بالتزامن مع توجه الولايات المتحدة الأميركية إلى فرض حصار مالي ومنع أي دعم لمؤسسات الحزب المدنية أو الإعلامية تحت طائلة العقوبات، يتجدد التخوّف من سيناريو حرب متوقعة على لبنان.

كشفت إسرائيل اليوم عن موقع مراقبة عسكري تابع لحزب الله على حدودها الشمالية في قرية العديسة التي تبعد كيلومترا واحدا عن الحدود، وتزعم إسرائيل أن “موقع جمعية أخضر بلا حدود” كمنظمة بيئية غير حكومية، ليس في الواقع سوى ستار لعمل استخباري يقوم به الحزب لجمع المعلومات.
وفي حين رأى مراقبون أن حسابات إسرائيل فيما يتعلق بقرار الحرب واستهداف حزب الله في لبنان بعد كشفها لمواقع عسكرية تابعة له في محيط مطار رفيق الحريري الدولي سابقا ، تندرج في إطار التسويات العالقة في المنطقة وعلى وجه الخصوص في سوريا، وذلك وفق معادلة دولية إسرائيلية – ايرانية ترعاها روسيا تقضي بوقف الضربات الإسرائيلية لمواقع إيرانية، مقابل وقف إمداد حزب الله بشحنات أسلحة متطورة.

اقرأ أيضاً: الأمن الإسرائيلي وترسيخ سلطة حزب الله في لبنان

إلا أن المزاعم الاسرائيلية تربط بين تزويد روسيا بمنظومة صواريخ أس300، وتشجيع إيران على زيادة شحناتها من الأسلحة إلى حزب الله هو المستجد في تلك المعادلة القائمة، وهي هددت بضرب حزب الله في العمق اللبناني.
تصاعد التهديدات الإسرائيلية والتلويح بحرب وكشف موقع عسكري تلو الآخر يقابله تأكيد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بشكل علني على امتلاك الحزب لترسانة صواريخ متطور، وضع لبنان في موقف مترقب وقلق، يخشى فيه من تصعيد يمكنهالتسبب باندلاع حرب جديدة.
عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب وهبي قاطيشا استبعد في حديث لـ”جنوبية” نشوب “مواجهة عسكرية بين إسرائيل وحزب الله، فكل ما نشهده من مناوشات بين الطرفين يدخل في إطار الحرب النفسية والعسكرية، وهي موجهة للداخل اللبناني كما للخارج، فإسرائيل ترصد أي تحرك أو نشاط يقوم به الحزب، ليكون لديها جملة أهداف للمستقبل في الحرب المقبلة”، وأضاف “تعمل اسرائيل من جهة أخرى على زرع الشقاق بين حزب الله والرأي العام اللبناني”.

وهبي قاطيشا
قاطيشا تابع مؤكداًأن ” إسرائيل تضع دائما خططا وتصورات لسيناريوهات حرب محتملة مع محيطها وإن عقدت معاهدات هدنة او سلام معها، والحال أنها مع حزب الله تبقي على تأهبها طالما أن الأخير يهدد أمنها بصواريخه، وهي ستعمل بشكل دؤوب ومستمر للتصدي لهذا الواقع، في حال أقدم حزب الله أو غيره على مهاجمتها”.
أشار قاطيشا إلى أن “بناء إسرائيل لجدار على حدودها مع لبنان يندرج في إطار الحماية، وفق العلم العسكري، ولا يؤشر ذلك إلى نيتها تنفيذ عمل عسكري” مضيفا ” لا أخفف من جرائم إسرائيل وعدوانيتها، ولكنها بعد انسحابها من لبنان تحت ضغط المقاومة والدبلوماسية السياسية لم يعد لديها اطماع في لبنان، ولم يعد هناكما يشير إلى أنها تنويغقامة مراكز عسكريه لها في أرضنا”.
وحول التصعيد الاعلامي المستمر من قبل العدوّ اعتبر قاطيشا أن ذلك ليس “سوى تغطية لأمر ما تحضر له إسرائيل مستقبلا،يرفضه اللبنانيون بجميع اطيافهم، إلا أن ما يخلق إشكالية حقيقية هو استفراد طرف دون الآخرين، بالادعاء أنه يحمي منفردا لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي”.
وختم النائب قاطيشا “لبنان في نظر إسرائيل هو دولة معادية، خصوصا مع وجود حزب الله الذي يتبع جهة إقليمية معادية لها استراتيجيا أيإيران، ولذلك فان تل أبيب تدرس باستمرار خطط مواجهة، ولو قُدمت لها ذريعة لتهاجم حزب الله لفعلت ذلك”.
يلفت قاطيشا الى أن” مواقع الحزب العسكرية النوعية، التي تضمّ قواعد صواريخ بعيدة المدى على سبيل المثال ليست علنية كما تدعي، وذلك يشكل مكمن قوة لحزب الله من جهة، ولا يعطي إسرائيل سببا لضربه من جهة أخرى، وقد شهدنا عمليات ضرب قوافل أسلحة التي كانت تتجّه عبر سوريا إلى حزب الله قبل وصولها إلى لبنان”.

اقرأ أيضاً: لماذا تتهم اسرائيل حزب الله بحيازة صواريخ ومنشآت نووية؟

وفي النهاية لا يبدو أن التهديدات الاسرائيلية لحزب الله سوف تبقى في إطارها “النظري” بل يمكن أن تدخل حيز التنفيذ العملي فإذا ما اقتنعت حكومة العدوّ بوجوب وضع حدّ لتسليّح حزب الله فمنها ستفتح حربا استباقية. هذا ما كشف عنه الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عاموس يدلين في حديثه بشأن نقل إيران لحزب الله منظومة GPS لتوجيه الصواريخ.
وتعتبر الأوساط الأمنية الإسرائيلية ان هذا التطور خطير ويجزم يدلين بأنه لن يتم السكوت عنه. تلتقي مواقف يدلين مع مع تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو و قراءة وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان للتطوراتالتي يؤكد فيها على رفض إسرائيل القبول بهذه المعادلة المستجدة معتبراً أن “الانتقال من الإعلانات والخطابات إلى العمل الميداني ضد حزب الله هو ‘الجزء الأصعب، ونحن بحاجة إلى معرفة أين تتجه الحكومة”.

السابق
بعد خبر اختفائها.. الفنانة آمال ماهر تغرد
التالي
عقدة تمثيل سنة 8 آذار ومحاصرة سعد الحريري