سيول بيروت: نقمة دائمة، وحلول غائمة

النفايات بيروت
لم يهتم المسؤولون يوماً بوضع خطط استباقية لحل مشكلة البنى التحتية، إذ غالبا ما يتم معالجة المشاكل مرحلياً، دون البحث عن الأسباب الرئيسية في ظلغياب التدابير الوقائية.

“بيروت تغرق في شبر ماء” ربما تصف هذه العبارة الحالة التي وصلت إليها الطرقات في لبنان، فمع بداية كل فصل شتاء تغرق العديد من المناطق والشوارع والمنازل بالسيول.
حجم المعاناة والمأساة التي خلفها هطول الأمطار خلال السنوات الماضية ينذر باستقبال فصل مشؤوم، إذ تحول لنقمة تصيبآلاف الأسر والمناطق في لبنان.
مع كل شتوة تغرق العاصمة بيروت في المياه، وفي كل مرة تنقطع السبل أمام المواطن، الذي لا يعود قادراً علىالوصول إلى عمله أو العودة إلى منزله، ما يجعله يتحمل المعاناة والإذلال جراء هذا الوضع.

اقرأ أيضاً: سيول البقاع التي جرفت المنازل تفضح اهمال الدولة وبلدياتها

ازدحام سير، حفر، حوادث، طرقات مقطوعة، ومعاناة لا تتوقف بدليل أننا اعتدنا في كل عام على رؤية هذا المشهد، وعلى الرغم من ذلك فإن البحث عن حلول لهذه المشكلة المتكررة لا يزال خارج أولويات الجهات الرسمية.
عضو بلدية بيروت مغير سنجابة أكد في حديث لـ”جنوبية” أنه “قد تم تتظيف الشبكة في مدينة بيروت قبل قدوم فصل الشتاء، والعاصفة التي قدمت إلى لبنان لمدة ساعات سببت تجمعا للمياه ولكن المشكلة انتهت ما أن انحسرت العاصفة”وأكدأن “الشبكة تعمل، ولكنها لم تكن قادرة على استيعاب هذه الكمية من المياه التي هطلت لمدة ساعات”.
ورأى سنجابة أن “هذه المشكلة تقع بشكل اساسي على عاتق البلدية، وعلى مجلس الإنماء والاعمار إن كان الأوتوستراد في عهدة الدولة”.

وأضاف ” يوجد قلة وعي لدى المواطنين، عدا عن النفايات المتراكمة داخل المجاري الصحية، والزيوت المرمية من قبل المطاعم داخل المجاري، ما يسبب غرق المدينة في المياه في فصل الشتاء”.
وفي الختام أكد عضو بلدية بيروت مغير سنجابة أن “المسؤولية مشتركة بين الدولة والبلديات والمواطن، حيث يجب التعاون فيما بينهم لحلها، ومن هنا يجب قيام توعية لهذه المشكلة وإلا فلن نجد حلاً لها”.
مؤسس جمعية اليازا الدكتور زياد عقل أكد في حديث لـ”جنوبية” أن ” المشكلة الأساسية هي غياب ثقافة الوقاية في لبنان، وانتظار المشكلة كي تقع دون البحث مسبقاً عن سبل المعالجة”، مضيفاً أنه “يجبالقيام بصيانة للبنى التحتية في مطلع شهرآب”.

زياد عقل
زياد عقل

وأشار عقل إلى أن “موازنة صيانة الطرق في وزارة الأشغال العامة متدنية جدا بالمقارنة مع الإنفاق العام، حيث يتم إهمال صيانة الحفر والفواصل الحديدية الجانبية والجوانتات على الجسور، وتاليا يجب زيادة موازنة صيانة الطرق من خلال معالجة الهدر”.
وفي الختام أكد مؤسس جمعية اليازا الدكتور زياد عقل أن “المسؤولية تقع على وزارة الأشغال وعلى البلديات التي كان يجب عليها القيام بصيانة للطرقات، وهذا ما كانت تطالب به دائماً اليازا دائما”.

السابق
جريمة وحشية: خنقها ووضعها في حقيبة سفر ورماها في حاوية نفايات
التالي
وعي العونيّة الشقيّ