تأليف الحكومة في مراحلها الأخيرة والحريري يتكتم على الأسماء والحقائب

يبدو من خلال المعلومات والمعطيات المتوافرة من كل مواقع المسؤولين والقوى السياسية، بات انجاز التشكيلة الحكومية وولادة الحكومة الجديدة مسألة ساعات في حال التوصل اليوم كما ينتظر الى تسوية نهائية لحقائب حزب "القوات اللبنانية" وبت حقيبة "تيار المردة".

أصبح المشهد الحكومي بمجمله ناضجاً للتوقعات المتفائلة بإمكان حصول الولادة بين اليوم وغداً أو الأحد اذا اكتملت التسوية بتوافق بين قصر بعبدا و”بيت الوسط” ومعراب على الحقائب “القواتية”، لكن المشهد قد يشهد فرملة وتراجعاً للعد العكسي المتسارع للولادة في حال الاصطدام بعقبة اللحظة الأخيرة أي عدم التوافق على الحقيبة الأساسية التي ارتبط بها حل الحقائب “القواتية” الأربع وهي حقيبة العدل.

إقرأ ايضًا: ولادة الحكومة وشيكة بانتظار الاتفاق على العدل والأشغال

فبعد اعلان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس ان “الحكومة أصبحت قاب قوسين أو أدنى”، اختصرت المواعيد العادية في قصر بعبدا، بحيث تفرغ الرئيس عون لمتابعة الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة، وكانت له لقاءات بعيدة من الاعلام شارك في بعضها الوزير جبران باسيل.

وحتى ساعات بعد الظهر، كانت المصادر المواكبة لاتصالات التأليف، تؤكد لـ”النهار” ان التشكيلة الحكومية تخضغ للرتوش الأخير لدى الرئيس المكلف سعد الحريري بتواصله مع مختلف الأطراف. وبقي السؤال: هل تصدر المراسيم غداً أو بعد غد؟ وكان جواب المصادر ان هذا الامر يعود الى الرئيس الحريري الذي يريد ولادة الحكومة في أسرع وقت وقبل نهاية الأسبوع اذا لم يكن قبل نهاية الشهر.

وأفادت المصادر أنه لم تعد هناك عقدة درزية. والعقدة الأرمنية التي طرأت اتفق على حلها أيضاً بأن يعطى مقعد لأرمني كاثوليكي وآخر لأرمني ارثوذكسي.

أما “اللواء” فأكدت أنه مبدئيا، تحدد غدا السبت، أو بعد غد الأحد، موعدا لأخذ الصورة التذكارية للحكومة العتيدة.  ما لم تبرز عقبات طارئة لا يمكن اسقاطها من الحساب، فإن كل التوقعات تُشير إلى ان مسألة صدور مراسيم تأليف الحكومة، باتت مسألة ساعات، حتى ان الصحافيين المعتمدين في قصر بعبدا، استدعوا لأن يكونوا على أهبة الاستعداد للحضور نهار الأحد المقبل، في استعادة لصورة تشكيل الحكومة السابقة، إلا إذا تقدم السبت على الأحد، أو أرجئ الإعلان إلى الأسبوع المقبل.

ومع ان الرئيس الحريري بقي على تفاؤله بأن الحكومة ستبصر النور هذا الأسبوع.. فإن ما كشفه رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، في حوار تلفزيوني ليل أمس بأن كواليس تأليف الحكومة تكشف ان 80% من العقد لم تحل معتبراً ان العهد لم يحقق ما ما يمكن وصفه بالنجاح..
وحتى ساعة متقدمة من ليل أمس كانت أجواء التفاهمات صامدة، وكانت المشاورات تسير باتجاه تثبيت اقدام التفاهمات. وتردد في دوائر القصر انه جرى تجهيز السير الذاتية لكل الأسماء التي يتم تداولها في الإعلام لتولي مناصب وزارية.

وأشارت “الجمهورية” إلى عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري ليل أمس من جنيف، حيث تتجه الانظار بدءا من اليوم الى القصر الجمهوري، ترقبا لاجتماع رئاسي ثلاثي ينعقد في أي وقت بين اليوم والغد وبعد غد حدا أقصى، وتصدر بعده مراسيم تأليف “حكومة الوحدة الوطنية” الجديدة.

قالت مصادر واسعة الإطلاع لـ”الجمهورية” ان الولادة الحكومية كانت مرهونة بعودة بري من جنيف، ليتم تحديد موعدها، ولكن بعد أن عاد ليل أمس، فإن مراسيم التأليف بات متوقعا صدورها بين مساء اليوم وغدا، بعد اجتماع رئاسي ثلاثي في قصر بعبدا يبدأ ثنائيا بين عون والحريري، ويتحول ثلاثيا بانضمام بري إليه دستوريا بناء على دعوة رئيس الجمهورية. ونقل عن الحريري تأكيده، في دردشة مع الاعلاميين أمس، “ان الحكومة ستولد هذا الأسبوع وتحديدا قبل نهايته، وفي حضور الجميع ومشاركتهم”.

وعندما سئل عما يحول دون البت بحصة “القوات اللبنانية”؟ أجاب: “هناك بعض التفاصيل الصغيرة العالقة، والحكومة ستضم الجميع، وطبعا “ما بزعل القوات”. وتمنى على الإعلام ان يساعده ويتوقف عن نقل الأمور بين فريق وآخر بالنسبة الى الحقائب الوزارية.

وعزا المراقبون “تأخير إعلان التشكيلة الوزارية الجديدة الى أن نوعيتها قد بلغت مسامع دول مؤثرة في لبنان ويهمها التوازن، فسارعت الى لفت أنظار المرجعيات المعنية بالتأليف، وخصوصا الرئيس المكلف، الى ضرورة ان تكون الحكومة متوازنة لأن الدول المانحة ستكون على خط التعاطي المباشر مع الحكومة الجديدة، أقله بملفين: الأول مؤتمر “سيدر” والثاني ملف النازحين السوريين. وقد أبلغت هذه الدول الى الحريري ضرورة عدم تأليف حكومة لا تعبر عن مختلف الحساسيات السياسية، وهذه من بين الأسباب التي أخرت عقد اجتماع حاسم بين الحريري ورئيس الجمهورية لإعلان الحكومة”.

إقرأ ايضًا: الولادة الوشيكة للحكومة: انتعاش اقتصادي ومخاوف سياسية

وما يؤكد هذا الأمر، وفق المراقبين أنفسهم، الاجتماع الذي عقده الرئيس المكلف مساء أمس في “بيت الوسط” مع سفراء وممثلي مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان. وهذا الاجتماع، على أهميته وإيجابيته، كان اللافت فيه انه انعقد قبل تأليف الحكومة، في حين يفترض أن ينعقد بعد تأليفها، ويكون شرارة انطلاق “سيدر” ودعم لبنان، ما يعني ان هذه الدول لم تتبلغ فقط، وإنما بلغت أيضا”.

وكانت المشاورات لتأليف الحكومة قد بلغت ذروتها، وبرزت أمس وحتى ساعات متقدمة من الليل، حركة مكوكية لوضع الولادة على نار حامية. وعرض الحريري مع الوزيرين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس آخر التطورات المتعلقة بالتأليف.

واستمرت الاتصالات أمس لحسم مصير حقيبتي وزارتي “الاشغال” و”العدل”، وسط تضارب المعلومات حول مصير “العدل”.

السابق
قاطيشا: زعل الأخوة لا يطول.. والمياه ستعود إلى مجاريها بعد التشكيل بين التيار والقوات
التالي
الشيخ محمد حسين الحاج يدعو الى تغيير طقوس عاشوراء