حكومة وفيق صفا

وفيق صفا كيف حلحل العقد وشرع الأبواب للتأليف؟

الحكومة على وشك أن تعلن، المعلومات من مصادر قريبة من حزب الله، أن التشكيلة صارت ناجزة وستعلن السبت أو الإثنين على أبعد تقدير بعد عودة الرئيس نبيه بري اليوم من جنيف وتشير هذه المصادر إلى أن حزب الله لعب دوراً في تليين موقف الوزير جبران باسيل تجاه مطالب القوات اللبنانية، لا سيما أنّ الأمينة العامة لحزب القوات اللبنانية شنتال سركيس، كانت أعلنت أن حزب الله ليس لديه أي فيتو على تولي “القوات” لأي حقيبة وزارية، بخلاف موقف الوزير باسيل الذي روّج مقولة اعتراض حزب الله غير الصحيحة كما أكدت سركيس، وتشير المصادر إلى أنه أمكن مسؤول الارتباط في حزب الله وفيق صفا نجح في ردم الهوة على صعيد التشكيلة بين الوزير باسيل وتيار المردة، كما نجح في تقريب وجهات النظر بين زعامتي المختارة وخلدة، وهو ما أدى إلى توافق على أن يسمي الرئيس بري الوزير الدرزي الثالث، على أن يحظى الاسم بمباركة رئيس الجمهورية، وتكتمت المصادر على توزيع الحقائب لا سيما وزارتي العدل والأشغال.
يحسن القول أن حزب الله الذي يعود إليه “الفضل” في تأليف القلوب وحلّ العقد في عملية التشكيل، هو من أكدت مصادره لصحيفة الجمهورية أن لا عراقيل خارجية أمام عملية تأليف الحكومة، ونفت وجود أي تدخل خارجي.
يذكّر دور صفا المتابعين بذكريات جميلة ومؤنسة للبعض ومسيئة ومزعجة للبعض الآخر من اللبنانيين، الذكريات التي تتصل بدور المندوب الأمني السوري في لبنان، سواء غازي كنعان أو رستم غزالة، حين كانا يقومان بتذليل العقبات أمام التشكيلات الحكومية، والتي كانت تعترض عملية التأليف في الفترات التي امتدت بين عامي 1989 وعام 2005 ، وهي كما يعلم الكثيرون كانت خلافات بين الموالين للوصاية السورية، فالولاء كان شرطا أولا للدخول إلى الحكومة والمشاركة فيها، وليس الوحيد بطبيعة الحال.

إقرأ أيضاً: ولادة الحكومة وشيكة بانتظار الاتفاق على العدل والأشغال

يمكن القول وبحسب المصادر المتابعة لعملية التأليف، إن ما أجمعت عليه كل الأطراف السياسية، هو تقدير دور حزب الله، إذ لم يظهر أي طرف سياسي مشارك في الحكومة المفترضة أي اعتراض عليه.
وكل الكتل النيابية المختلفة باستثناء حزب الكتائب، أجمعت على التسليم بدور حزب الله الإيجابي في تجاوز العقبات، لاسيما بعدما أدار محرك عربة الحكومة بعد الاتصال الذي تلقاه الرئيس عون من أمين عام حزب الله إثر عودة الرئيس عون من نيويورك، وهو الاتصال الذي حرك عربة التأليف كما أظهرت وقائع ما بعده.
هي حكومة يعود لوفيق صفا الفضل في تأليفها، فما عجز عنه رئيس الجمهورية وما أرهق الرئيس المكلف سعد الحريري، وما عجزت عبقرية الرئيس بري عن ابتداعه نجح السيد وفيق صفا بتواضع في معالجته، لاسيما بين الفرقاء المسيحيين سواء بين التيار الوطني الحر والمردة، أو بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر.

إقرأ أيضاً:هل ضغط نصرالله على باسيل لتشكيل الحكومة؟

ليس مستبعداً ان يكون الضوء الأخضر لترتيب العلاقة بين المردة والقوات قد تم بضوء أخضر من حارة حريك، التي لا بد من أن تكون لها رأي في هذه العلاقة ولو من باب استشارة الوزير السابق سليمان فرنجية لحليفه الإستراتيجي والمقاوم، خصوصا أن حزب الله طالما كان يرفض إقامة علاقات علنية مع القوات لأسباب تتصل بعلاقات سابقة بين القوات اللبنانية وإسرائيل.

السابق
تشكيل الحكومة في مواجهة العقدة الأرمنية
التالي
فوائد العنب للصحة والوقاية من العديد من الأمراض