ولادة الحكومة وشيكة بانتظار الاتفاق على العدل والأشغال

أظهرت نتائج المشاورات واللقاءات التي نشطت امس في مختلف الاتجاهات ارتفاع منسوب التفاؤل بولادة الحكومة بين ساعات وايام، بل شاعت معلومات عن حصول "اتفاق رئاسي" على توليدها بعد غد السبت، خصوصاً في ضوء إعلان بري من جنيف، التي يتوقع ان يعود منها اليوم، انّ "الفول موجود والمكيول موجود. لربما إن شاء الله يتم هذا الامر

كانت محركات تشكيل الحكومة عملت بطاقتها القصوى في الساعات المنصرمة، إذ نشطت الاتصالات في كل الاتجاهات، وشملت القصر الجمهوري و”بيت الوسط” ووزارة الخارجية ومعراب وجنيف. وكانت المحطة الابرز اللقاء الذي بعد ظهر امس بعيداً من الاعلام في قصر بعبدا، بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري في حضور رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل.

وعلمت “الجمهورية” انّ الرئيس المكلف، وبعدما توافرت لديه معطيات متقدمة جداً، وتحتاج الى تشاور قبل تحديدها، والاتفاق حولها، قرّر زيارة عون بعيداً من الأضواء حتى لا تُحتسب عليه الزيارة اعلامياً، وكذلك لكي لا يتم التشويش، في اعتبار انّ عملية التأليف الحكومي قد وصلت الى خواتيمها.

إقرأ ايضًا: الإفراج قريبا عن الحكومة.. والعقدة الدرزية إلى الحلّ

 

ودام اللقاء بين الحريري وعون 3 ساعات هادفاً الى التفاهم على ما تبقى من عقد تعوق ولادة الحكومة. وقد أجرى لهذه الغاية من قصر بعبدا سلسلة اتصالات لمعالجة هذه العقد، وحصل أخذ ورد، وفتحت خطوط الاتصالات في كل الاتجاهات الى أن خرج الرئيس المكلف بعد الاتفاق على كل الحكومة، بحقائبها الوزارية وتوزيعتها، وكذلك على بعض الاسماء.  وخلال اللقاء التواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الموجود في جنيف، فأبلغ الى عون والحريري انه مستعد للعودة الى بيروت اليوم إذا اقتضى الامر، لكن تم الاتفاق فيما بعد، وبحسب المعلومات، على ان تُعلن الحكومة بعد غد السبت.

واذا كانت الاتصالات ظلت ناشطة على غير صعيد، وأبرزها لقاء رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في “حزب الله” وفيق صفا قبل الظهر، ولقاء باسيل ووزير “القوات” ملحم الرياشي وشريكه في “تفاهم معراب” النائب ابرهيم كنعان مساء، قبل ان يتوجه رياشي الى “بيت الوسط” للقاء الرئيس المكلف سعد الحريري ليلاً، فان من غير المتوقع ان يخرج الدخان الابيض قبل نهاية الاسبوع او مطلع الاسبوع المقبل، في انتظار عودة الرئيس نبيه بري غداً الجمعة، وتذليل عدد من العقبات المستمرة في توزيع الحقائب بعد الاتفاق على الاعداد. وأفادت مصادر لـ “الجمهورية” قصر بعبدا ان الرئيس الحريري لم يطلب حتى الساعة أي موعد لزيارة رئيس الجمهورية في انتظار انتهاء مهمة التشكيل ليحمل مشروع الحكومة العتيدة الى بعبدا. وأوردت مصادر أخباراً لم تتأكد عن لقاء بعيد من الاضواء جمع الرئيس عون والرئيس المكلف عصراً في بعبدا.

وبدا من مشاورات الساعات الاخيرة ان العقد لا تزال تكمن في حقائب عدة بعدما شهرت حركة “أمل” مطالبتها بوزارة الشؤون الاجتماعية باعتبار ان الثنائي الشيعي لا يحظى بحقائب خدماتية، وكانت هذه الحقيبة معروضة على”القوات” التي جددت مطالبتها بوزارة العدل من حصة رئيس الجمهورية. أما الاشتراكي، فرفض وزارة البيئة مفضلاً عليها الزراعة التي كانت أيضاً عرضت على “القوات”. واستمر الكلام عن حقيبة الاشغال في ظل تسريبات عن ابدالها بالصحة لـ”المردة” مقابل الاشغال لـ”حزب الله” وهو ما كرر نفيه مطلعون، وبات جلياً ان وزارة العمل ستكون من حصة “القوات” اضافة الى الثقافة، ومقعدين وزاريين اخرين احدهما نيابة رئاسة الحكومة. وفي هذا الاطار علمت “النهار” أن “القوات” تبدي استياء من نوعية الحقائب بعدما أعلم باسيل رياشي بأن التفاوض على الوزارات خارج اختصاصه وأنه ملك الرئيس المكلّف. ولوّحت مصادرها بامكان عدم مشاركة الحزب في الحكومة في حال استمر التصلّب تجاه مطالبها.

وكشفت مصادر معنية لـ”اللواء” ليلاً ان حصة “القوات” باتت محصورة بالحقائب الأربع الآتية:
1- نائب رئيس مجلس الوزراء، مع وزارة العدل (إبراهيم نجار).
2- وزارة الثقافة (ملحم رياشي).
3- وزارة الإعلام (مي شدياق).
4- شانت جانجنيان: وزير دولة لشؤون المرأة.

وتوقعت المصادر ولادة الحكومة في مهلة زمنية لا تتجاوز السبت المقبل، ولم تشأ تأكيد أو نفي زيارة للرئيس المكلف إلى بعبدا بعيداً عن الأضواء، فيما تحدثت عن لقاء عقد بين الوزير باسيل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا.

إقرأ ايضًا: الولادة الوشيكة للحكومة: انتعاش اقتصادي ومخاوف سياسية

وفي خضم الحراك الحكومي، بات محسوما بقاء “حزب الكتائب” خارجها، وهو ما أكّده أمس ‏رئيسه النائب سامي الجميل، قائلا: “لم نطلب المشاركة ولم ندخل في مفاوضات حول هذا ‏الموضوع”. وانتقد مسار المشاورات التي يسير وفقها تشكيل الحكومة، موضحا “نحن ‏مرتاحون في موقفنا ولسنا مقتنعين بمسار الأمور والنهج المتبع الذي لن يؤدي إلى النتيجة ‏المطلوبة.

واكدت المصادر ان خريطة توزيع الحقائب بالشكل النهائي قبل اسقاط الاسماء على الحقائب تنتظر استكمال التفاهمات مع العلم ان هناك حقائب اصبحت مضمومة في الجيب كما يقال، فالمقربون من قصر بعبدا يتحدثون عن بقاء حقيبة العدل ضمن حصة رئيس الجمهورية في حين ان التربية عادت الى الاشتراكي وتبقى الحقيبة الثانية من دون حسم، وثمة من ردد انها وزارة خدماتية، اما الوزير الدرزي الثالث المتروك بعهدة الرئيس عون فلم تعرف هويته.

وتحدثت المصادر عن اطمئنان من “المستقبل” و”امل” للحقائب التي تسند اليهم مشيرة الى ان القوات التي نالت نيابة رئاسة الحكومة وصلتها اشارات بضرورة حسن التعاطي مع هذا المنصب لجهة اللجان التي ستعهد اليها ما زالت مصرّة على تمثيلها وفق اللازم.  وقالت ان وزارة الصحة التي تردد انها حسمت لحزب الله فتنتظر التأكيد النهائي وسط معلومات تتحدث عن مبادلة مع “المردة” بها مقابل الاشغال التي ما تزال بعين “التيار الوطني الحر”.

السابق
الوزير رامي عياش؟!
التالي
انفجار في بلدة صير الغربية ووقوع اصابات