مخاطر تصنيف حزب الله كمنظمة إجرامية عابرة للحدود

الكونغرس
أتى قرار تصنيف واشنطن لـ"حزب الله" كمنظمة إجرامية، يوم أمس الإثنين، ليضيّق الخناق على حزب الله اقتصاديا وسياسيا بشكل غير مسبوق ويفتح الباب أمام استهداف الحكومة.

أعلن وزير العدل الأميركي جيف سيشنز، بتأييد من الديموقراطيين والجمهوريين في الكونغرس على حد سواء، أنه صنّف خمس جماعات، ومنها حزب الله، على أنها جماعات للجريمة العابرة للحدود، وأن هذه الجماعات ستواجه تحقيقات وإجراءات قضائية صارمة جدا.

وبهذا التصنيف يكون الكونغرس الأميركي قد مرر تعديلات جديدة على قانون العقوبات الأميركي ضد “حزب الله”، حيث بات بإمكان ترامب تحديد الجهات المستهدفة في العقوبات دون العودة إلى الكونغرس، ومن ضمنها حكومات أجنبية أو هيئات رسمية أو أفراد.

ويسمح هذا التصنيف الجديد باستهداف الحكومات ويمكنه أن يطال الحكومة اللبنانية، والمؤسسات الرسميّة في لبنان وسوريا، إضافة إلى منع حزب الله من المشاركة بشكل مباشر او غير مباشر من عملية إعادة الإعمار المرتقبة في سوريا.

اقرأ أيضاً: لماذا يريد «حزب الله» وزارة الصحّة؟

في هذا الإطار، يؤكد الوزير السابق فادي عبود، ردا على سؤال حول كيفية تفادي لبنان تأثير العقوبات التي أقرت أمس على المؤسسات الحكومية التي ترتبط بحزب الله، قائلا “للأسف اعتدنا من واشنطن على منطق النظر بعين واحدة والاستماع باذن واحدة، ما يتيح تاليا تحويل هذه العقوبات إلى مشكلة تطال قسما أساسيا من الشعب اللبناني، ما يؤدي إلى مزيد من التباعد بين لبنان وأميركا”.

فادي عبود
ويتابع عبود “إذا كان الاميركيون يفتشون عن الإرهاب فإنهم يفتشون في المكان الخاطئ. وهذا برأيي لا يفيد السلام العالمي. هذه العقوبات ليس لها سبب محدد، وهي تطال مجموعات وتصيب الحكومة اللبنانية، وهي غالبا غير عادلة، ونتمنى أن يكون هذا القرار عابرا، فالعقوبات الجماعية لا يأخذ بها القانون، إذ لا يمكن معاقبة الجميع”.

يؤكد عبود أن هذه العقوبات “ستخلق مشكلات لا نهاية لها، خصوصا أن الحكومة تضم وزراء لحزب الله، ما سيخلق شرخا داخل الحكومة”.

ويتمنى عبود “إعادة النظر بهذا الموضوع وعدم السعي إلى حشر كل من يتواصل مع حزب الله في الزاوية وإلا فإن حالنا سيصبح شبيها بحال إيران التي تخضع لعقوبات عامة، وأتمنى أن يصار إلى رفض العقوبات من قبل السلطات الدولية”.

وحاولنا الاتصال بالحاج محمود قماطي، عضو المكتب السياسي بحزب الله، للاطلاع على موقف الحزب إلا أنه أكد على التزامه بالقرار الحزبي بعدم التصريح لوسائل الإعلام.

من جهة ثانية، يرى الخبير الاقتصادي، الدكتور لويس حبيقة، أنه “سيحصل تعاون كبير بين الحكومة وحزب الله لتجنيب لبنان التحديات من قبل الإدارة الاميركية، وهذه العقوبات ليست بجديدة”.

يضيف حبيقة “التعاون بين الحزب والدولة أساسي حتى لا يعاقب كل لبنان. أتصور أن الحزب سيتجاوب لأنه ليس من مصلحته أن يعاقب كل لبنان. وخصوصا أنه ممثل داخل الحكومة”.

لويس حبيقة

اقرأ أيضاً: العين الأميركية على وزارة الصحة…هل يتبوّأها حزب الله؟

ويشير إلى أن “مرونة حزب الله التي تمثلت في التخلي عن وزارة الصحة يمكنها ان تساهم في الحد من الضرر”.

ويتابع الخبير الاقتصادي، قائلا: “قد ينسحب الحزب من الوزارات التي تتلقى مساعدات أميركية”.

كما ينفي حبيقة وجود علاقة بين التصنيف الاميركي الجديد وموضوع إعادة إعمار سوريا.

ويؤكد على أنه “لا علاقة لعملية إعادة الاعمار في سوريا بالقرار، بل ترتبط العقوبات بإيران، وهي عقوبات موجودة بالأصل، ولكن واشنطن تؤكد عليها اليوم، وهذه العقوبات تمنع التواصل مع كل مؤسسات الحزب وتهدف إلى عزلها”.

وختاما، يؤكد الدكتور لويس حبيقة على أنه “علينا أن ننتظر تفاصيل عملية تصديق القرار، لكن من الصعب تنفيذ هذا القانون، دون خلق مشاكل في لبنان”.

السابق
جسم الإنسان يحتوي على 78% من الغازات
التالي
ثمانية فنانين شباب فازوا بجائزة «مؤسسة بوغوصيان»