رغم تصعيد باسيل: الحريري لتشكيل الحكومة خلال الشهر الحالي

يبدو أن مساعي تأليف الحكومة متواصلة، على الرغم من "فائض" التوتر السياسي، سواء على لسان رئيس التيار ‏الوطني الحر الوزير جبران باسيل، أو سواه من السياسيون، والشيء الثابت، في ضوء ما يجري ان الرئيس المكلف سعد الحريري بات مطلباً إقليمياً ودولياً لتأليف الحكومة.

المعلومات تلتقي بحسب “اللواء” حول ان الرئيس المكلف سيزور بعبدا اليوم، مع انتهاء مهلة الايام العشرة التي حددها في اطلالته التلفزيونية الأخيرة‎.، ورجّح مصدر مطلع ان يحمل معه مسودة حكومة، تراعي الأسس التي اعتمدها لجهة ان تكون هناك حكومة وحدة وطنية، تبدو مطلوبة في ‏هذه المرحلة، للشروع بإجراءات اقتصادية وإدارية ومالية تبدو ضرورية لوضع مقررات “سيدر” موضع التنفيذ.

إقرأ ايضًا: باسيل يحبط مساعي الحريري وتأليف الحكومة عاد للمربع الأول

ولم يستبعد مصدر مطلع ان تأخذ المشاورات الجارية بعض الوقت، مشيراً إلى تعقيدات ما تزال تعترض الحكومة، وستؤدي إلى استمرار ‏تأخيرها، ما لم يُبادر رئيس الجمهورية إلى الحد من معايير باسيل، التي تؤثر سلباً على جهود التأليف‎.‎
من جهة ثانية، قالت مصادر مطّلعة لـ«الجمهورية» أن الرئيس الحريري يريد لحكومته ان تولد هذا الشهر، وإلّا سيكون لتؤخرها تداعيات سلبية وخطيرة يتحمل مسؤوليتها من يعرقل التأليف، خصوصاً انّه كان قد أعلن أخيراً أنه «لن يقبل بإعادة تكليفه في حال اعتذاره».

وعلمت «الجمهورية» انّ قصر الاليزيه حرص على إطلاع الحريري على نتائج محادثات الرئيس ايمانويل ماكرون مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في يريفان. وفي هذا الاطار، أكد الحريري تمسّكه بحكومة متوازنة، تضمن سياسة لبنان التقليدية و»النأي بالنفس».

وعلمت «الجمهورية» انّ المشاورات بين المعنيين أسفرت اتفاقاً على «حكومة ثلاث عشرات» ليس فيها «ثلث معطّل» لأي فريق بعينه. ورشح انّ المفاوضات بين المعنيين يتخللها سعي بعض الافرقاء الى مقايضة موقع نيابة رئاسة الحكومة بحقيبة أساسية. وقد تأكد حتى الآن أنّ «القوات اللبنانية» ستعطى 4 مقاعد وزارية من ضمنها موقع نائب رئيس الحكومة، وقيل انّ عون إشترط إقرار الجميع علناً بأنّ هذا الموقع هو «عرفاً» من حصة رئيس الجمهورية، وأنه هو من يمنحه منها.

“هذا وأشارت “النهار ” إلى ترنح التفاؤل الحكومي  في اليومين الاخيرين ‏مع تصعيد غير مسبوق أطلقه باسيل منذ أيام وأكمله السبت في احتفال ذكرى 13 تشرين، عندما شن ‏هجوماً على حزب “القوات اللبنانية” اعتبر غير مسبوق اذ اتهمه بالاجرام والعمالة، وبأنهم “يجربون قتل العهد”، متسائلاً عن مطالبهم: “أليس ‏هذا استيلاء ميليشيوياً على جزء من الحكومة؟‎”.‎
‎ ‎
ورد رئيس “القوات” سمير جعجع بأن “الهدف الوحيد لما هو حاصل الآن، هو تقليص تمثيل القوات اللبنانية في الحكومة كي يفتح لهم المجال ‏للقيام بما كانوا ينوون القيام به في الحكومة المستقيلة ولم يستطيعوا‎”.‎
‎ ‎
وتوازياً، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي أعنف هجوم من محازبي “التيار” على “القوات” ورئيسها مطلقين هاشتاغ # 13 تشرين غدرالقوات. ‏ورفض “القواتيّون” الانجرار الى معركة العالم الافتراضي فأطلقوا هاشتاغ #ان عدتم لن نعود. وانتشرت تسجيلات لرئيس جهاز الإعلام ‏والتواصل في “القوات” تدعو المناصرين الى ضبط النفس‎

إقرأ ايضًا: عقدة التيار – القوات في طريقها إلى الحلحلة.. وباسيل يشدد على تحالفه مع الحريري‎
‎ ‎
‎ ‎هذا التوتر المسيحي الذي أعاد عقربي الساعة الى الوراء، سينعكس حتماً على التأليف الحكومي، خصوصاً انه ترافق مع تأكيد الوزير طلال ‏ارسلان ان العقدة الدرزية لم تحل، واعتبار قريبين من الرئيس عون ان المعايير الموحدة المطلوبة للتأليف لا يمكن ان تستثني النواب السنة ‏من خارج فريق “المستقبل”. كذلك شدد هؤلاء على اقتناع الرئيس عون بأن التعطيل لم يعد عملية داخلية، بل هي صدى للخارج الذي يريد ‏ان يلغي نتائج الانتخابات النيابية ويؤخر انطلاقة العهد.
‎ ‎
وتوقعت جهات متابعة عبر “النهار” ان يعاد تحريك الاتصالات خلال الاسبوع الجاري توصلاً الى هدنة اعلامية تسبق اتصالات التأليف ‏الاسبوع المقبل، آملاً في مسودة جديدة للحكومة آخر الشهر الجاري، وسط ضغوط متزايدة من الخارج والداخل. وقد بلغت مسامع لبنان تحذيرات ‏من امكان سحب أو اعادة بعض الدول المانحة النظر في مساهماتها في المؤتمرين المهمين اللذين استضافتهما كل من فرنسا وايطاليا لدعم لبنان ‏ولا سيما منهما “سيدر‎”.‎
‎ ‎

السابق
جميل السيد يغرد حول خاشقجي
التالي
الفنان فارس كرم حزين بعد فقدان من يحب