باسيل يحبط مساعي الحريري وتأليف الحكومة عاد للمربع الأول

جبران باسيل
وسط مخاوف متجددة من ابتعاد فرصة لاحت في الفترة الاخيرة لانجاز تسوية حكومية قبل نهاية تشرين الاول الجاري، بدا واضحاً ان احتمال الـتأزم طغى على احتمالات الحلحلة ويصعب تالياً الرهان على ولادة وشيكة للحكومة.

مرّت مهلة الايام العشرة التي حددها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لتأليف الحكومة من دون بروز أي ايجابيات ستؤدي الى تفعيل العمل الحكومي لحكومة تصريف الاعمال ولو على نحو غير مباشر. وقد رجحت المصادر وزارية لـ “النهار” ان يعرض الحريري على رئيس الجمهورية تشكيلة وزارية جديدة في الايام المقبلة، قالت انه اذا رفضت هذه التشكيلة في ظل المواقف التي اعلنها وزير الخارجية جبران باسيل في حديثه التلفزيوني الاخير، فان ذلك سيحرر الرئيس الحريري الى حد كبير من تحفظه عن تفعيل تصريف الاعمال، خصوصاً ان رئيس مجلس النواب سيعقد جلسة نيابية تشريعية كاملة المواصفات في 23 تشرين الاول الجاري اذا لم تتشكل الحكومة. وعلى خط احتمال تفعيل الوضع الحكومي، تسجل هذه المصادر مؤشرات من بينها الاتجاه الى فتح اعتمادات لتسيير شؤون الدولة على القاعدة الاثني عشرية والحلحلة في موضوع تأمين الادوية وما الى ذلك من متطلبات ملحة.

إقرأ ايضًا: عقدة التيار – القوات في طريقها إلى الحلحلة.. وباسيل يشدد على تحالفه مع الحريري

تشكيل الحكومة شأن داخلي، اما الرئيس إمانويل ماكرون، فهو يحب ان تكون لدينا حكومة”.

هذا الكلام للرئيس ميشال عون، بعد اجتماعه مع الرئيس الفرنسي والذي قيل انه دام ساعة، شارك في نصفها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الذي أدّت اطلالته التلفزيونية مساء أمس الأوّل إلى رفع منسوب الاشتباك مع حزب القوات اللبنانية، ورئيسه سمير جعجع، والذي، أي حديث باسيل، لم يكن موضع ترحيب في أوساط تيّار المستقبل.

وقالت مصادر دبلوماسية ان ماكرون أثار ثلاث مرات خلال اللقاء موضوع الحكومة، وضرورة التسريع بتشكيلها حرصاً على مصلحة لبنان وعلاقاته، وعرضاً تضيف المصادر، جرى التطرق إلى موضوع النازحين السوريين.  ومن هنا جاء حرصه على حضور باسيل اللقاء مع الرئيس عون.

وكشف مصدر مطلع لـ”اللواء” ان اتصالاً سيجري بعد عودة الرئيس عون، بينه وبين الرئيس الحريري، للاتفاق على عقد اجتماع يخصص للتشكيلة، التي جرى تداول أكثر من نسخة منها، والتي باتت مراسيمها اكثر من ضرورية، وذلك على مسافة أقل من 48 ساعة من الموعد المتناقص الذي ضربه الرئيس المكلف وحصره بـ10 أيام على أبعد تقدير.

وقال المصدر ان ماكرون استوضح مراحل المشاورات لتأليف الحكومة، التي كانت التقارير تتحدث عن تأليفها بعد إنجاز الانتخابات النيابية، وذلك ليس من زاوية التدخل الفرنسي في الشؤون اللبنانية، بل من زاوية متطلبات والتزامات مؤتمر “سيدر”.

وكشفت مصادر الوفد الذي رافق الرئيس عون الى ارمينيا لصحيفة “اللواء” ان 3 نقاط أساسية استحوذت على لقاء الرئيس عون مع الرئيس الفرنسي ماكرون مؤكدة انه في ما خص الملف الحكومي فقد نال حيزا من النقاش حيث اكد الرئيس الفرنسي أهمية وجود حكومة في لبنان من اجل تنظيم عمل المؤسسات واستكمال تنفيذ باقي القرارات محذرا من احتمال تعرض الثقة الدولية بلبنان للخلل في حال استمر الوضع على ما هو عليه.

وفهم من المصادر بأن ذلك اشارة الى استمرار الوضع من دون حكومة وِافادت ان ماكرون اكد ان بلاده تثمن الجهود التي تبذل من اجل تشكيل حكومة جديدة لا سيما بعد الانتخابات النيابية الي جرت وعبر فيها الشعب اللبناني عن خياراته. كما اعرب ماكرون عن دعم فرنسا لكل ما من شأنه ان يساعد في ضمان تنفيذ المقررات التي صدرت عن المؤتمرات الدولية ولاسيما عن مؤتمر سيدر لأن الاقتصاد يحتاج الى جرعات من التقدم والنهوض بما في ذلك قيام الحكومة.

وأشارت “الشرق الاوسط” إلى كلام باسيل الذي وضع علامة استفهام حول خلفية هذا التفاؤل ومدى إمكانية تشكيل الحكومة في وقت قريب، خاصة أن مواقفه أكّدت أن العقد لا تزال على حالها وتحديدا ما تعرف بـ”العقدتين الدرزية والمسيحية” بل أضيفت إليها عقدة جديدة تمثّلت بمطالبة باسيل بوزارة الأشغال التي يفترض أن هناك اتفاقا على أن تكون من حصة “تيار المردة”.

وفيما رأت مصادر حزب “القوات اللبنانية” “أن كلام باسيل الذي جدّد فيه مطالبه الوزارية أعاد الأمور إلى ما قبل نقطة الصفر” رفضت مصادر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري هذا الوصف مؤكدة لـ”الشرق الأوسط” “أنه لا عودة إلى الوراء لكن يمكن القول بأن هناك ترقّبا حذرا، وفي النهاية هناك رئيس للجمهورية هو الذي له الكلمة الفصل وكلّ كلام آخر هو مجرّد رأي”.

إقرأ ايضًا: الحكومة في الأيام المقبلة: هل بدأ توزيع الحقائب؟

والانطباع نفسه لم يختلف بالنسبة إلى “حركة أمل”، حيث وصف مصدر نيابي في كتلة “التنمية والتحرير” الوضع بعد كلام باسيل بـ”غير الإيجابي” قائلا لـ”الشرق الأوسط”: “كأنّ باسيل يقصد في كل مرة نسف كل تقدّم يتحقّق في مسار المفاوضات عبر وضع عراقيل جديدة لتعقيد الأمور”. سائلا “هل حصول باسيل على وزارة الأشغال ينهي الأزمة في البلد؟ ما نراه هو حرتقات لأهداف حزبية وطائفية ستنعكس سلبا على الجميع”. وأمل أن يحمل الحريري كما كان متوقعا في اليومين المقبلين تشكيلة حكومية إلى رئيس الجمهورية تخرج البلاد من المأزق التي تعيش فيه.

السابق
تبادل بالحقائب الوزارية بين «حزب الله» و«المردة»
التالي
حادث مفجع يودي بحياة بالفنانة المصرية غنوة….