عقدة التيار – القوات في طريقها إلى الحلحلة.. وباسيل يشدد على تحالفه مع الحريري

تناقضت الأجواء الحكومية بين المتفائلة والمتشائمة بإقتراب نهاية الملف التشكيل حدها عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من يريفان وعودة رئيس مجلس النواب نبيه بري من جنيف التي سيتوجّه إليها اليوم، ومتشائمة تتوقع تأخّر هذه الولادة لفترة إضافية حدّها نهاية السنة في حال لم تذلّل العقد المستحكمة، لاسيما منها العقدة المسيحية بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية".

على رغم التناقض في المواقف، والتضارب في المعلومات حول إمكان ولادة الحكومة قبل نهاية الشهر الجاري، قالت مصادر لصيقة بالمعنيين بالتأليف لـ”الجمهورية” انّ “الولادة الحكومية “باتت قريبة جداً، وأقرب ممّا يعتقد البعض”، بحيث سيشهد مطلع الاسبوع المقبل حركة اتصالات مكثفة، يتمّ خلالها الاتفاق نهائياً على توزيع الحقائب، ليُجري بعدها الرئيس المكلف سعد الحريري جولة سريعة على القوى السياسية، لأخذ الاسماء المرشحة لتولّي المناصب الوزارية، ويحملها الى قصر بعبدا لجوجلتها مع الرئيس عون، واذا اتفقا عليها يتم التواصل مع الرئيس  بري الذي سيكون في جنيف التي سيتوجّه إليها اليوم. وفي هذه الحال، ربما يختصر بري زيارته ويعود تمهيداً لإعلان مراسيم الحكومة.

إقرأ ايضًا: الحكومة في الأيام المقبلة: هل بدأ توزيع الحقائب؟

و اشارت “اللواء” إن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أكّد ليل أمس في برنامج تلفزيوني ان هناك حكومة، وهي ستؤلف بالتعاون بين الرئيسين عون والحريري، داعياً إلى ترقب موقف المجلس النيابي، لجهة منحها الثقة أم لا، وعندها يسقط التكليف الممنوح للرئيس الحريري، في حال لم تحصل على الثقة المطلوبة.
واعتبرت مصادر نيابية قريبة من 14 آذار ان تصعيد باسيل جاء عشية لقاء بعبدا المرتقب بين رئيسي الجمهورية والحكومة، معتبراً ان اللعبة باتت مكشوفة، وهي الخروج من تكليف الحريري، بإسقاط حكومته في المجلس النيابي.
وأكد باسيل، في حوار تلفزيوني مساء أمس، أن لا مشكلة لديه مع الحريري. وقال: “كثيرون يتمنّون أن تكون هناك مشكلات بيننا ولكن لن يستطيعوا. وأنا جبران باسيل وموقعي هنا ليس لأنني “الصهر”، بل لأنني نائب منتخب ورئيس تكتل”.

وأضاف: “انّ مؤتمري الصحافي الاخير سَهّل ولم يعرقل، واذا كنّا خارج الحكومة فإننا لن نخرّب، وانا لم أعرقل الحكومة بل سَهّلت وقلت إننا مستعدون لعدم المشاركة فيها”.

ورأى باسيل انّ “من حق الرئيس مع أكبر تكتل نيابي ان ينال وزارة الداخلية او “المالية”، ولم نتمسّك بالحقيبتين لكي لا يقال اننا نعرقل، ولم نضع أي شروط ونريد الحصة العادلة للجميع”.

وأضاف: “لم أضع شرطاً على شيء في بداية الامر في تشكيل الحكومة، ونحن نتحدث اليوم عن معيار أنّ الحياة بلا معايير لا يمكنها ان تستمر”.

ولفت الى أنّ “التيار الوطني الحر” لا يمانع ان تنال “القوات اللبنانية” حقيبة سيادية، ونحن عرضنا ان تأخذ “الخارجية”، فقيل لنا انّ هناك ممانعة، فطرحنا على الحريري إعطاءها “الداخلية” وليأخذ هو “الخارجية” فلم يتم الأمر”.

واشار الى انّ “لدى القوات أقلّ من 25 في المئة من مجمل أصوات المسيحيّين، ويحقّ لها 3 وزراء نسبة لعدد نوّابها”.

على صعيد متصل، وفي تقدير مصادر مطلعة، ان اللقاء الذي سيجمع اليوم الرئيس عون والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، على هامش القمة الفرنكوفونية المنعقدة في العاصمة الأرمينية، يمكن ان يؤسّس أو يمهد للقاء الرئيس عون مع الرئيس الحريري، والذي رجحت معلومات ان يتم غداً السبت، بخصوص احداث نقلة نوعية كبيرة في موضوع تأليف الحكومة، قد تكون بطرح صيغة حكومية متطورة، أو معدلة، تضع حداً للتجاذب الحاصل حول الحقائب التي “تتناتشها” القوى السياسية المعنية، ولا سيما الخدماتية منها.

وعلى الرغم من انه لا يمكن التكهن بما سيطرح في لقاء الرئيسين عون وماكرون من مواضيع، خاصة وان الملفات متعددة، الا أن المعروف ان مقاربة فرنسا للملف الحكومي اللبناني تقوم على عدم التدخل، لكنها تؤكد على أهمية تشكيل الحكومة سريعاً لمواكبة الاستحقاقات المرتقبة، وفي مقدمها تنفيذ مقررات مؤتمر “سيدر”، والتي كانت حضرت بقوة من خلال زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي إلى بيروت السفير بيار دوكان، والتي ظهر ان دلالاتها سياسية أكثر مما هي تقنية.
مصادر فرنسية في العاصمة الارمينية اكدت لـ ” الشرق ” اهتمام ماكرون والمامه بالملف اللبناني، وهو في ان انتظار التقرير الذي قد يحمله المبعوث الفرنسي لشؤون المتوسط السفير بيار دوكان الى المسؤولين الفرنسيين بعد لقاءآته في بيروت، وما قد يرشح عن لقاء الرئيسيين ليبنى على الشيء مقتضاه.

واملت المصادر ان تحل العقدة الحكومية قريبا جدا بعدما وصلت رسائل من دول اوروبية الى الفرنسيين تحذر من مغبة عدم تشكيل حكومة نهاية هذا الشهر، واضطرارها الى الانسحاب من الالتزامات التي وعدت بها في مؤتمر سيدر.

إقرأ ايضًا:الحكومة قبل نهاية الشهر وحزب الله يحفّز عون بالتزامه حماية العهد

وكان دوكان أكد امس من “بيت الوسط” أنّ “اللقاءات مع الحريري وبري والمسؤولين الآخرين تُظهر رغبة الجميع بتطبيق مشاريع “سيدر”، والاصلاحات، وتأمين التمويل، وكل شيء سيطبّق عند تأليف الحكومة”.

وقال: “متابعة لمؤتمر “سيدر” والخلاصات التي توصّلنا إليها فيه، فقد وضعنا 3 آليّات: إيجاد موقع إلكتروني يمكن للجمهور العريض الاطلاع عليه لمتابعة المشاريع وتمويلها والإصلاحات، وإيجاد فريقي تنسيق، فور تأليف الحكومة، أحدهما محلي لبناني والآخر يجمع ممثلي الدول الأساسية والمنظمات المانحة برؤية أكثر استراتيجية، وبالتالي هناك أعمال تفكير وتأمل، وهذا لا يمكن أن يتم إلّا بعد تشكيل حكومة، لأنه لا يمكننا استباق القرارات السياسية التي يمكن هذه الحكومة أن تتخذها، ولتحضير الأمور تقنياً أيضاً”.

السابق
سرحال لوّهاب: من يتناول رموزنا سندق رأسه بالصرماية!
التالي
اللبنانيون يدفعون 39 مليون دولار لـ701 نائباً