لقاء «سيدة الجبل» محاصر للمرة الثانية.. وسعيد يتهم وفيق صفا والسلطة المتواطئة مع حزب الله

لقاء "سيدة الجبل" محاصر للمرة الثانية ويطلق معركة الحريات من بيروت.

في متابعة لمسلسل القمع، وإسكات الصوت المعارض لحزب الله، ها هو أوتيل روتانا جينيفور يحذو حذو أوتيل البريستول، رافضاً استقبال الخلوة الـ13 للقاء سيدة الجبل، الذي يحمل عنوان “رفع الوصاية الايرانية عن القرار الوطني دفاعاً عن الدستور و حفاظاً على العيش المشترك”.
ويأتي رفض أوتيل “روتانا” استقبال الخلوة بعدما وافق على ذلك يوم أمس، وذلك استناداً لما أعلنه النائب فارس سعيد على هامش اللقاء الموسع الذي استضافه بيت الكتائب المركزي في الصيفي “رفضًا للقمع وتمسكًا بالحريات العامة”.
وكان سعيد قد أكّد في كلمته في اللقاء الموسع أنّ لقاء “سيدة الجبل” هو لقاء “سلمي قانوني ديمقراطي، تمويله شفاف وهو نخبوي التوجه والحركة. لم يتدخل في شؤون تقسيم الحصص وهو غير باحث عن “نياشين” من أحد”.
مضيفاً “لن نفتح معارك جانبية مع أحد، ولن يستدرجنا أحد الى سجالات عقيمة. سنحافظ على قدراتنا للدفاع عن لبنان”.

وفيما ستحاصر خلوة “سيدة الجبل” للمرة الثانية، أعلن سعيد أنّه سيعقد مؤتمراً صحفياً غدا (الجمعة) الساعة الحادية عشر قبل الظهر في نقابة الصحافة لشرح ملابسات المنع.
إلى ذلك كان سعيد قد أشار بعد الإلغاء الأول للخلوة إلى أنّ “حزب الله هو السلطة الفعلية في البلد وهو من يرسل سرايا المقاومة للتخويف، هو الذي ينصح وهو الذي لا ينصح”. في المقابل علّق في حينها مسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا في ردّ على سؤال صحفي حول هذا الموضوع: “نعم تدخلت شخصياً وراء منع الفندق من استقبال مؤتمر سعيد ولكن “كرمال يجي لعنّا عالضاحية ويعمل المؤتمر بسيد الشهداء او بمجمع المجتبى”.

فماذا بعد الإلغاء الثاني؟

النائب السابق فارس سعيد أوضح في حديث لـ”جنوبية” أنّ إدارة فندق روتانا جيفينور قد اعتذرت عن استقبال خلوة “سيدة الجبل” في اللقاء المقرر الأحد المقبل من خلال رسالة الكترونية، مضيفاً “من بعد اتصال هاتفي أجريناه معهم لم نستطع خلال 20 دقيقة من الاتصال الهاتفي أن ندرك حقيقة الأسباب، على الرغم من أننا حجزنا باسم لقاء سيدة الجبل، وأبلغنا إدارة الفندق بعنوان الخلوة الذي هو رفع وصاية إيران عن لبنان، ودفعنا جزء من المترتبات المالية، ورغم كل هذه الأمور وكل هذا الوضوح بالتعامل وبالتعاطي وبوظيفة الخلوة، كانوا قد أبلغونا صباح اليوم لأسباب لم نفهمها بإلغاء الحجز وهذه المرة الثانية التي يحدث معنا هذا الشي، ففي 1-10 أبلغنا أوتيل بريستول بإلغاء الحجز، وفي 11-10 أوتيل أبلغنا روتانا جيفينور بإلغاء الحجز، فإذا كان الأول أي أوتيل البريستول قد اختبأ خلف عدم وضوح عنوان الخلوة وهذا كلام غير صحيح، فالثاني كان على معرفة بكل التفاصيل ورغم ذلك قد ألغى الخلوة”.

وتابع سعيد مؤكداً “من بعد الإلغاء الثاني ومن بعد صمت السلطة نهائياً، لا أستطيع أن أقول وفيق صفا وحده المسؤول. طبعاً لا أزال اتهم وفيق صفا وحزب الله ولكن صمت السلطة كلّ السلطة يؤكد أنّها شريكة مع وفيق صفا في قمع الحريات في لبنان”.

وأضاف “أنا سأعقد يوم غد مؤتمراً صحافياً في نقابة الصحافة وسأكشف كل ملابسات هذه الحادثة. ونحن نصر أكثر وأكثر على عقد هذا الموضوع ونصر على أنّ بيروت ولبنان كل لبنان أصبح وطناً أسيراً لإرادة سلطة تتفرد في رسم حدود العمل السياسي حدود حرية التعبير، حدود العناوين التي هي مطروحة، وهذه السلطة هي مشتركة بين حزب الله من جهة والسلطة الرسمية من جهة أخرى، وهذا التواطؤ يحمّل الجانبين المسؤولية، في الإلغاء الأول حملنا المسؤولية فقط لحزب الله في الإلغاء الثاني نحمل المسؤولية لحزب الله وللسلطة السياسية المشاركة من خلال الصمت أم من خلال تواطؤها مع حزب الله لإلغاء هذا الموضوع ولقمع الحريات في لبنان“.

 

وفيما يتعلق بدعوة اللواء ريفي لقاء سيدة الجبل لعقد الخلوة في طرابلس، قال سعيد: “أنا أحيي اللواء ريفي على مبادرته وعلى القول بأنّ طرابلس مدينة مفتوحة ولكن مع تقديري لطرابلس ولجبل لبنان وللبقاع وللجنوب وللجميع تبقى بيروت عاصمة هذا البلد والذي يضع يده على بيروت يضع يده على كل لبنان”.

إقرأ أيضاً: «البريستول» يعتذر عن استقبال خلوة «سيدة الجبل».. وسعيد يرفع السقف

الصحافي والسياسي نوفل ضو أكّد من جهته لـ”جنوبية”  أنّ “هذا دليل جديد وإضافي على أنّ لبنان يعيش في أزمة حقيقية، أزمة وجودية لها علاقة بالحريات ولها علاقة بالأسس التي قام عليها الدستور اللبناني لاسيما لناحية حق الاجتماع وحق العمل السياسي”.
وأضاف ضو “هذه الأزمة ليست عابرة وليست موضوعاً إشكالياً بسيطاً، هذه الأزمة يجب أن تدق ناقوس الخطر على اعتبار أنّ جوهر وجود لبنان مهدد، خصوصًا أنّ هناك حالة صمت مخيف من جانب السلطة السياسية التي يفترض فيها أن تضمن حرية العمل السياسي، نراها صامتة “صمت القبور” في هذا الموضوع وهذا دليل إضافي على أنّ لبنان ليس بخير وأنّ الحياة السياسية في لبنان ليست بخير”.

نوفل ضو

 

ولفت ضو إلى أنّ القرار المتخذ من قبلهم هو “بمقاومة هذا الواقع وبرفضه وبالعمل على تغيير هذا الواقع السياسي”، خاتماً كلامه بالقول: “نحن أمام مهمة وأمام دور صعب جدًا دون شك لأنّنا نواجه منظومة معقدة جداً، منظومة مصالح سياسية بين المنتفعين من الوجود في السلطة، الذين تخلوا عن القرار السيادي لحزب الله. والمسؤولية لا تقع فقط على أعضاء لقاء سيدة الجبل وإنما على جميع اللبنانيين الذين عليهم الانتفاض لحقوقهم والسعي لاستعادة حقوقهم السياسية”.

إقرأ أيضاً: بعد البريستول.. فندق روتانا جيفينور يعتذر عن استقبال لقاء سيدة الجبل

السابق
فارس سعيد يعلن عن مؤتمر صحفي غداً
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 12 تشرين الأول 2018