لغز الخاشقجي يعيد تأجيج الخلافات بين السعودية وتركيا

الملك سلمان
شهدت العلاقات التركية – السعودية توترات كثيرة مرجعها الخلاف حول العلاقات مع سوريا ومصر وقطر، ولكن ماذا بعد اختفاء الصحافي جمال الخاشقجي في قنصلية السعودية في اسطنبول؟

لم تكن العلاقة التركية السعودية جيدة جدا فيما مضى، بل كانت تمرّ بمراحل غضّ طرف كل طرف عن الاخر، الى ان جاءت قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي لتوتر العلاقات بشكل تصاعدي، وهو الذي دخل مقر القنصلية السعودية في أنقرة يوم الثلاثاء الماضي ولم يخرج منها حتى الان، وقد مرّ الاسبوع الاول على الاختفاء هادئاً، لكن ردات الفعل التركية تتصاعد تدريجياً كما سمعنا من تصريحات المسؤولين الاتراك، بحسب موقع (المدن). علما ان الرئاسة التركية لم تنوِ توتير العلاقات مع السعودية، لأن ذلك قد يتطوّر إلى أزمة دبلوماسية كبيرة، تصل إلى حد قطع العلاقات بين البلدين.

اقرأ أيضاً: لماذا جمال خاشقجي؟

فقضية خاشقجي ليست أول نزاع بين الرياض وانقرة. فالعلاقات تاريخيا هي علاقات متحفظة، وخاصة بعد الربيع العربي حيث تحولت الى علاقات متقلبة. فقد وقفت الرياض في مصر مع الرئيس السيسي، في حين ان انقرة دعمت الرئيس محمد مرسي ومن ورائه الإخوان المسلمين. ومما أثار الخلاف أكثر هو علاقة تركيا الإيجابية مع قطر.

وجاءت عدم رغبة أنقرة في مواجهة إيران، والتعاون مع طهران في أجزاء مختلفة من العالم، بما في ذلك سوريا على الرغم من المصالح المتضاربة، ليزعج الرياض. كما أن الجهود التركية لوضع قدم لها في أفريقيا ليست موضع ترحيب من قبل السعوديين. اضافة الى العلاقة الجيدة بين انقرة وطهران التي تناوئها الرياض حيث تضعها ضمن محور الشر.

وقد تزيد قضية الخاشقجي من تدهور العلاقة المشحونة بين البلدين حيث دعمت أنقرة الدوحة في خلافها مع الرياض العام الماضي. لذا، السعودية لن تقلق بشأن التداعيات الدبلوماسية، فالعلاقات بين البلدين بالأصل متوترة، بحسب (دويتشه فيليه).

مع الاشارة الى ان الرياض وأنقرة ترتبطان بعلاقات اقتصادية قوية وصلبة، لان حجم التبادل التجاري بينهما يصل الى 8 مليار دولار، اضافة الى عدد السياح السعوديين الى تركيا، والعمالة التركية في السعودية. وقد تعززت العلاقات بين للبلدين مؤخرا بعد الزيارات الرسمية المتبادلة بحسب (الجزيرة الوثائقية). لكنها عادت وتأثرت بعد محاولة الانقلاب في تركيا عام 2016، اضافة الى موقف أنقرة الداعم لقطر فيما يتعلق بالحصار المفروض عليها منذ حزيران2017، وقد أتت قضية الخاشقجي لتزيد من التوتر.

فالعلاقات السعودية – التركية تتدهور بشكل سريع، حيث صرح محمد بن سلمان، أنه “يوجد ثالوث من الشر، يضم تركيا وإيران والجماعات الإرهابية”، كما نقل (مركز دراسات الشرق الأوسط الأميركي). فالخصومة الإقليمية بين تركيا والسعودية تمتد لعقود، وهي تعود الى سيطرة الأتراك على الأماكن المقدسة الإسلامية. اضافة الى النفوذ العسكري لأنقرة في كل من قطر والصومال والسودان، بوجه السعودية في البحر الأحمر، حيث ترى الرياض في الأمر تهديدًا لها بحسب موقع (مصراوي).

اقرأ أيضاً: من هو جمال خاشقجي؟

مع العلم ان تركيا والسعودية هما أهم دولتين في العالم الإسلامي السنيّ، ومصيرهما يفترض ان يكون مرتبطا مع بعضهما البعض. فالتطورات تؤثر على الدولتين معا، فأي تهديد يُحدق بإحداهما يُحدق بالأخرى بشكل مباشر. لذا ليس أمام الدولتين، استراتيجيا، سوى التضامن فيما بينهما، كما يرى موقع (ترك برس).

فهل تعود العلاقة بين البلدين الى شكلها الطبيعي كدولتين مسلمتين؟

السابق
«النهار» تحتجّ وتكتب عن وجع اللبنانيين بصفحات بيضاء
التالي
سورية الجديدة تبدأ من إدلب؟